في انتظار المساء / صالح جانكو
إلى محمد ومحمد ومحمد الذين رحلوا في المساء قبل أن تشرق عليهم شمسُ نوروز
كلُّ الأماني باطلةٌ، وهذا الظلام الذي
استرهن عورة أيامنا بهدوءٍ
تسلل إلى أعماق شهوتنا
يترصدُ الأحلام،
كلما استفاقت من حلمها مذعورةً،
وكأنها رأت
سرباً من الشهواتِ يتطايرُ
في سماءِ غُربَتِنا التي أيقظت فينا
حلماً بعمر جنينٍ
دُفن في رحم الموتِ،
لأنهُ كان يحلم بصرخةٍ تعيدهُ إلينا،
ونقيم له عرساً
نرقصُ علا أنغامهِ في ربوع ظلمتنا،
ونهبهُ مدناً من نسل الفراغ،
لنبني فيها قلاعاً من نسل الرماد،
ونحارب كل من يقتحم أسوار مدننا…!
………
في انتظار المساء،
يمرُّ العابثون على دمنا
بنعالٍ جليد من جلودنا الممهورة بختمٍ يميزنا،
ونقايضُ الظلام على دمنا المسفوك،
على إسفلت الهاويةِ
حينما نعجزُ عن الصراخ في وجهِ الماسكِ
زمام الفاجعةِ، ونحن نشتهي
ركوب موجٍ من دمنا
لنُغرِقَ فيه كلَّ من كان عنواناً للخطيئةِ،
وهي تدثر عورتنا، وتهبنا بعضاً من طهارةٍ
كانت بالأمسِ يقيناً، والآن
أصبحت حلماً لكلِّ من تنازل
عن حلمه تحت نعال العابثين…!
وشهقةُ الميلاد تنبئنا
بميلاد موتٍ
تربع على عرش أيامنا ،
لنرصد وجه ملاك الموت،
وهو يحصد الأرواح
شهقةً إثر شهقةٍ
ميلاداً ينذرُ بميلادٍ،
وأصبحنا نبحثُ عن موتٍ ينقذنا
من ميلاد موتنا…!
* محمد ومحمد ومحمد ثلاثة شباب قتلوا بسبب اطلاق النار العشوائي من قبل النظام في شارع عامودا في قامشلو مساء نوروز عام 2008.
نشرت في صحيفة Bûyerpress في العدد بتاريخ 2015/4/1
التعليقات مغلقة.