وريت أمس الإثنين في مقبرة الشهيد دجوار بالداوديّة شمال محافظة الحسكة جثامين 29 شهيد وشهيدة من الشهداء الذين فقدوا حياتهم عشية الاحتفال بأعياد النوروز 2015 الثرى وذلك من قبل الآلاف من مواطني “مقاطعة الجزيرة “وبحضور العديد من المسؤولين والشخصيات السياسيّة والاجتماعية والدينية والأحزاب السياسية، ومن جميع المكوّنات.
وانطلق موكب التشييع من براد “مقصود” غربي منطقة المشيرفة باتجاه مقبرة الشهداء سالكاً طريق السدّ, يرافقه المئات من السيارات التي حضرت من كافة المناطق للمشاركة.وقد حمل المشيعون النعوش على الأكتاف قبل وصول الموكب إلى المقبرة بمسافة وساروا بها مرددين الشعارات والهتافات التي تحيي الشهداء وتتوعّد بالثأر والانتقام من مرتكبيها, كما كانت تدعو معظمها إلى الوحدة الكرديّة ونبذ الخلافات الحزبية.
وكان في استقبالهم أمام المقبرة الآلاف من أهالي المحافظة الذين استقبلوهم بنثر الرز والورود وسط زغاريد أمّهات الشهداء, كما كان في استقبالهم أيضاً الحاكمة المشتركة لمقاطعة الجزيرة هدية يوسف، السيد أكرم رئيس المجلس التنفيذي في ” مقاطعة الجزيرة ” و قيادات من المجلس الوطني الكردي, ممثلي الإدارة الذاتية في المقاطعة، بعض من أعضاء المرجعية السياسية الكردية، قيادات حركة المجتمع الديمقراطي، وممثلي الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني.
وفور وصول الجثامين إلى مقبرة الشهداء، قدمت قوات الدفاع الذاتي عرضاً عسكرياً وحيّت الشهداء، ثم وقف المشيعون دقيقة صمت على أرواحهم، ألقيت بعدها العديد من الأشعار والكلمات بهذه المناسبة ومنها كلمة مؤسسة عوائل الشهداء ألقاها محمد داوي، وكلمة الإدارة الذاتيّة ألقاها أكرم حسو رئيس المجلس التنفيذي في ” مقاطعة الجزيرة ” , كما ألقى نصرالدين إبراهيم كلمة المرجعيّة السياسيّة, وألقى آلدار خليل كلمة حركة المجتمع الديمقراطي.
وهاجم ذوي أحد الشهداء في فورة من دمه على السيد نصرالدين ابراهيم أثناء إلقاء كلمته لانتزاع ” اللاقط ” من يده وتوجيه كلمات ربّما نقديّة إلى ممثلي الحركة الكرديّة المتواجدين ودعوتهم للوحدة إلا أنه لم يفلح وتمكّنت الأساييش المتواجدين على المنصة من منعه, ولكنه أكمل ما بدأه محاولا التوجه هذه المرّة إلى المسؤولين في ساحة التشييع مما خلق جوّا من البلبلة وسطهم وكذلك وسط أهالي الشهداء الذين لم يخفوا هم أيضاً امتعاضهم من فرقة الحركة الكرديّة, وراحوا يرددون شعارات تدعو للوحدة, وحاول بعضهم أيضاً التوجّه للمنصة وقول ما يمكن قوله لمسؤوي الحركة الكرديّة, إلا أن كثافة الآساييش في المكان سيطرت على الموقف وحالت دون تطور الحالة.
وبعد الانتهاء من الكلمات حُملت الجثامين على الأكتاف ثانيّة من قبل الأهالي ومسؤولي الأحزاب والمنظمات الذين حضور التشييع, وريت جثامين 29 شهيداً الثرى, وسط كلمات متفرّقة من قبل ذويهم تتعهد معظمها يالثأر لدمائهم والسير على درب الشهادة, وإبداء عدم الرضى من الأحزاب التي لم تتمكن حتى دماء هؤلاء الشهداء من توحيدهم. وحسبما ما أعلن أمس فأنه من المقرر أن تنصب خيمة عزاء الشهداء أمام مقبرة الشهداء في الداودية لاستقبال المعزين من كافة مناطق المحافظة.
التعليقات مغلقة.