لُغَةُ الأحياء… آياز محمد

26

لاْ شيءلُغَةُ الأحيّاءِ يشبَهُ معنى الحياةِ.
فالحَياةُ والمَوتُ كالطَّارقِ والمُنتظِر

كِلاهُما يَبحثان عَن بُؤبُؤة الآخرِ.
لَسْنا مُقَامرين، ولَكِن مُصَفّقون مَهرةٌ.
لاْ يَعبثُ بِنا سِوى صَمتنا الدَفين.
لاْ حياةَ سِوى المُوت…
فأحياناً اللاشيء خيرٌ من المَنقُوص مِنْهُ.
كُلُّ شيءٍ اعتباطيٌّ، مَهزومٌ، مَغلوبٌ.
فالأمَهاتُ توقَفْنَ عَن رصدِ المعاصِم وتِلاوةِ التَواريخِ بساعاتٍ سنيةٍ غابرةٍ.
والقلوبُ ما إن عَجها الخطوبُ سالتْ منها رقةٌ عمياءُ.
تأبى المضي، وكأنها الطَرائدُ في ازدحامِ الحياةِ.
فلا شيء يُشبهُ الحياة، هنا القَبرُ والدفينةُ.
ماتَ الخيالُ مطروقاً بعَصى الواقع المرير.
فالظاهرُ باطنٌ، أما الباطنٌ فقد دُفِنَ
فاليومُ أمّا أنتَ أو أنت. فجِسْرُ الاحتمالات لا يَعبُره سوى الكُهان الموتى، لا أحدَ يَفهم، سوى أنْ المُوتى أتقنوا لُغة الأحياءِ .

نشر في صحيفة Bûyerpress في العدد 14 بتاريخ 1/3/2015

التعليقات مغلقة.