ريدور خليل: أن قوات النظام «استغلت رحيل (داعش) عن بعض المناطق القريبة من سيطرتها، ودخلتها من غير معارك»

29

نفت 1425226009096542100قيادة «وحدات حماية الشعب » وجود أي تنسيق مع القوات الحكومية السورية في المعركة المندلعة في محافظة الحسكة (شمال شرقي سوريا) ضد «داعش»، مؤكدة «التنسيق الدقيق مع قوات التحالف الدولي»، وذلك في معركة واسعة تمكن فيها الكرد وحلفاؤهم من مقاتلي عشائر عربية من استعادة السيطرة على أكثر من 30 قرية في ريف الحسكة.
ويعد المقاتلون العشائريون العرب من أبرز المقاتلين الذي شاركوا في معارك تل حميس وتل براك إلى جانب القوات الكردية. وفيما يرى متابعون أن هذا التعاون بين عشيرة «شمر» في سوريا والكرد، امتداد للتفاهمات بين العشيرة نفسها وقوات البيشمركة في العراق، قال مسؤولون كرد إن الواقعين السوري والعراقي «منفصلان، وتحكمهما ظروف منفصلة». وأكد المتحدث باسم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD) في أوروبا نواف خليل، أن الشيخ حميد الدهام، يعد من الشيوخ الكبار لعشيرة «شمر»، ويتولى منصب الرئيس المشترك لمقاطعة الجزيرة، مشيرا إلى أن العشائر العربية في الجزيرة، وفي مقدمهم الشيخ الدهام «يشاركون في الإدارة الذاتية وفي القوات العسكرية»، مشددا على أن مشاركتهم الأخيرة في الحملة العسكرية ضد «داعش» في ريف الحسكة «كبيرة وفاعلة».
وأشار خليل إلى أن المشاركة مع وحدات الحماية الكردية في المعارك الأخيرة «لا تقتصر على العشائر العربية، إذ يشارك المجلس العسكري السرياني، إضافة إلى حرس الخابور وهم من المقاتلين الآشوريين، ويقاتلون في معارك تل تمر». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، بأن قوات النظام مدعومة بمسلحين من عشائر عربية وقوات وحدات حماية الشعب الكردية، خاضت معارك منفصلة ضد «داعش» في مناطق مختلفة من الحسكة، مشيرا إلى أن قوات النظام السوري «تمكنت الأحد من السيطرة على 23 قرية بين مدينتي القامشلي (الحدودية مع تركيا) والحسكة بعد معارك مع تنظيم داعش استمرت 3 أيام». وأشار إلى أن التنظيم المتطرف «شن هجمات مضادة على حواجز قوات النظام التي حصنت مواقعها في القرى التي سيطرت عليها، مدعومة بمسلحين من العشائر العربية في المنطقة». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) من جهتها، أن عدد القرى التي سيطر عليها النظام بلغ 31 قرية.
وأكد المتحدث باسم وحدات حماية الشعب ريدور خليل أن قوات النظام «استغلت رحيل (داعش) عن بعض المناطق القريبة من سيطرتها، ودخلتها من غير معارك»، داعيا في الوقت نفسه «من يتهموننا بالتنسيق، إلى زيارة المناطق والتأكد بأنفسهم بأن ما يُقال لا أساس له من الصحة».
وقال خليل إن القوات الحكومية «حاولت التمدد على حساب الضربات الجوية التي كانت تنفذها طائرات التحالف، فاستفادت من انهيارات (داعش)، ودخلت مناطق في ريف تل حميس وتل براك»، حيث خاض مقاتلون كرد معارك شرسة مع «داعش». ونفى خليل أيضا مشاركة قوات النظام في قصف تمهيدي لمواقع «داعش»، قبل تقدم القوات الكردية، مؤكدا أن مدفعية النظام «لا يمكن أن تشارك في ظل وجود طائرات التحالف في الجو، التي تستهدف مقرات وتمركزات وتلال بعد أن نعطيها الإحداثيات، وبالتالي، تصبح أي مدفعية دخيلة هدفا للضربات الجوية»، مشددا على أن «التنسيق بين وحدات الحماية وقوات التحالف بأعلى المستويات».
ويسعى المقاتلون الكرد، مثل قوات النظام السوري، إلى استعادة السيطرة على الطريق الواصل بين مدينة الحسكة، ومدينة القامشلي، علما بأن الكرد كانوا تمكنوا من سلوك طريق بديلة بعد مواجهات محدودة في وقت سابق. ويرى الكرد أن وجود «داعش» في معقلها في تل حميس، يشكل خطرا دائما على مناطق وجودهم، مما جعل إبعاد التنظيم من المنطقة يشكل أولوية استراتيجية لمعركة الكرد.
وانتقلت المعركة بعد كوباني في ريف حلب الشرقي، إلى ريف الحسكة، حيث تمكن المقاتلون الكرد وشركاؤهم من مقاتلي الجيش السوري الحر من طرد «داعش» من تل حميس بريف الحسكة، والمناطق التابعة لها إداريا، إضافة إلى طرد «داعش» من مدينة تل براك، علما بأن الاشتباكات تواصلت في القرى التابعة لهذه المدينة، بموازاة معارك وقعت في محيط تل تمر التي تسكنها أغلبية آشورية وكردية، بعد اختطاف «داعش» لأكثر من 200 آشوري، وفرض حصار على 10 قرى واقعة غرب نهر الخابور. وتحركت هذه الجبهة بين قوات النظام و«داعش»، قبل يومين، بحسب ما أفاد به المرصد السوري، في وقت تواصل فيه وحدات حماية الشعب الكردية هجماتها على مواقع «داعش»، في محيط بلدة تل تمر شمال غربي مدينة الحسكة. وقال عبد الرحمن إن المقاتلين الكرد الذين يواجهون التنظيم في أكثر من منطقة من الحسكة «مدعومون من مسلحين ينتمون إلى عشائر عربية، لكن لا توجد عمليات عسكرية مشتركة مع النظام، وإن كان العدو واحدا».

الشرق الأوسط

التعليقات مغلقة.