غياب الأمن القومي الكردي, وتهافت الاحزاب الكردية على المال والسلطة / آلان بكو

50

“كانت 680           غياب الأمن القومي الكردي ..وتهافت الاحزاب الكردية على المال والسلطةللأحزاب الكردية دور سلبي جداً باختراق أمن المواطن الكردي جيوسياسآ واقتصادياً, سواء بسبب ضعفها وعدم إدراكها لما يجري أو بسبب المصالح الضيقة وتهافتها على السلطة والمال إما بأحضان الإدارة الذاتية أو بالركض وراء المعارضات السورية”.

في ظل غياب شبه كامل لقيادة سياسية حاكمة بروجافا كردستان تعمل لأجل المصلحة العليا وتتخلى عن اجنداتها الحزبية والأيديولوجية وارتباطاتها بالمحاور الثلاث  تقف بالضد من المشاريع التي تهدد وجود الشعب الكردي وطمس ثقافته ونسف اقتصاده وبنيته التحتية. هذه المشاريع الاستراتيجية التي اشتغلت عليها جهات عدة تتبع لأجندات النظام السوري والدول الداعمة له ومؤخراً من المعارضة السورية  بكل أشكالها المدعومة من تركيا صاحبة طموح إرجاع أمجاد الإمبراطورية العثمانية, وقطر والسعودية المهتمتان بتمرير مشاريع اقتصادية ضخمة عبر سوريا والتي لن تمرر مشاريعها إلا في ظل سيطرة كاملة لهذه المعارضة على روجآفا كردستان التي أصبحت الخط الفاصل بين أوربا المستهلكة والجنوب المنتج للغاز والنفط. وفي ظل كل هذه التطورات والحرب الأهلية القائمة بسوريا وضعف النظام والمعارضة معاً. كانت للأحزاب الكردية دور سلبي جداً باختراق أمن المواطن الكردي جيوسياسآ واقتصادياً, سواء بسبب ضعفها وعدم إدراكها لما يجري أو بسبب المصالح الضيقة وتهافتها على السلطة والمال أما بأحضان الإدارة الذاتية او بالركض وراء المعارضات السورية. حتى أن منظمات المجتمع المدني الغائب دورها بنسبة كبيرة لم تدرك مدى أهمية الأمن لشعب روجافا كردستان وبأن الأمن السياسي والاقتصادي والجغرافي هي من الأولويات, وطالما أن المناطق الكردية مهددة من الجهات الأربعة فلا يعود هناك معنى لنشر ثقافة المجتمع المدني إلا بعد الحصول على نسبة متوسطة من الاستقرار .

أما دور القوات الكردية تقتصر على الجانب العسكري وهي تقوم بما تستطيع من امكانات ويعتبر دورها مهماً للغاية في حفظ الأمن العام لكن الأمن القومي أمر آخر تتعدى سلطاته المؤسسات العسكرية أو المسلحة بوجهة نظري .

ولمعرفة  بعض مفاهيم الأمن علينا مراجعة بعض من تحدثوا عن هذا المصطلح .

يعود استخدام مصطلح “الأمن” إلى نهاية الحرب العالمية الثانية؛ حيث ظهر تيار من الأدبيات يبحث في كيفية تحقيق الأمن وتلافي الحرب، وكان من نتائجه بروز نظريات الردع والتوازن، ثم أنشئ مجلس الأمن القومي الأمريكي عام 1974م، ومنذ ذلك التاريخ انتشر استخدام مفهوم “الأمن” بمستوياته المختلفة طبقًا لطبيعة الظروف المحلية والإقليمية والدولية. كما يقول الدكتور زكريا حسين استاذ الدراسات الاستراتيجية .

..فالأمن” من وجهة نظر دائرة المعارف البريطانية يعني “حماية الأمة من خطر القهر على يد قوة أجنبية”.

..ومن وجهة نظر هنري كسينجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق يعني أي تصرفات يسعى المجتمع عن طريقها إلى حفظ حقه في البقاء.

أما وزير الدفاع الأمريكي الأسبق روبرت مكنمارا” وأحد مفكري الاستراتيجية البارزين في كتابه “جوهر الأمن”.. حيث قال: “إن الأمن يعني التطور والتنمية، سواء منها الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية في ظل حماية مضمونة”.

لذا أرى أنه  من الواجب والضرورة الحالية  أن يكون الأمن القومي بالنسبة للشعب الكردي بروجافا كردستان ثقافة تنشر بينهم ويتداولونها بحياتهم اليومية في ظل غياب كيان جغرافي وبرلمان منتخب, كالتطرق لأهمية الحفاظ على كردستانية  مناطقنا. والابتعاد عن إسكان الوافدين ضمن المدن الكردية وخطورة الوثوق بكل أجهزة الدول المحتلة لأرض كردستان. والالتزام باللغة والعادات والثقافة الكردية  والضغط على المؤسسات العسكرية الكردية والأجنحة والكتائب والقوات وما شابه بعدم ضم أي مكونات كانت ملاذاً  للإرهابيين أو كانوا تابعين لأجهزة الدول المحتلة لأرض كردستان (وأمور أخرى لها أهميتها الاستراتيجية لا يمكن اختصارها بهكذا مقالة).. كل ذلك حتى بلوغ الشعب الكردي لكامل حريته وإنشاء جهاز للأمن القومي الكردي تكون سلطته سيادية تحاسب من يتعدى على الأمن القومي الكردي وتدافع عن مصالح روجافا كردستان العليا وتكون مستعدة لمواجهة المخاطر الداخلية والخارجية وتضع حداً للكيانات السياسية التي تريد رهن قضية الشعب الكردي لمصالحها الخاصة ..لأن مصالح الشعب فوق أي مصلحة. ومن ثم يتم تطوير هذا الجهاز بما يتلائم مع الوضع في الشرق الأوسط والعالم والتنسيق مع القوى الكردستانية ومع الدول التي تدعم قضيتنا وتتلاقى مصالحها معنا .

من هنا نلاحظ في كل ما يحيط بنا من مخاطر إلا أن الدعم الدولي موجود وهي لصالح المشروع الكردستاني إلا أن أحزابنا الكردية تغفل عن كل ذلك وتضرب بعرض الحائط مسائل تلمس وجودية الشعب الكردي ويبرهنون لنا أنهم ليسوا بقدر المسؤولية. وأننا بحاجة لقيادة سياسية كردية جديدة منفتحة على كل المواضيع التي تخص قضية الشعب الكردي لمواكبة التطورات, والاستفادة من الفرصة التاريخية التي تتاح للكرد, ويضعون نصب أعينهم أن الاستهتار بالأمن القومي الكردي في هذا العصر الذهبي للكرد, يعني فناء شعب روجآفا كردستان.

التعليقات مغلقة.