صوتُ الرَّيح
صوتُ الرَّيح
مروان شيخي
1
هي لا تغيبُ
إنّها تختبئُ في الأشياءِ الصّغيرةِ
في ارتباكِ عقربِ السّاعةِ
في ارتعاشةِ ظلٍّ على الحائطِ
في نبرةِ عصفورٍ متأخرٍ عن سربِه
وأنا أتقنُ لعبةَ الاكتشافِ
أجمعُ فتاتَ حضورِها
وأبني وطناً
من وهمٍ جميلٍ
2
أَما كُنتِ تَرينَ
في انحناءِ نظري
أَنَّني أُخبِّئُ في داخلي
أَنهاراً من الكلامِ
تفيضُ كُلَّما ابتسمتُ
ثُمَّ تعودُ إِلى سِرِّها
حينَ تُغلقينَ عينيكِ
3
أُفتّشُ عن اسمي
في جيوبِ الغُبارِ
فلا أَجدُ سوى ورقةٍ يابسةٍ
كتبتْها الرِّيح
بمدادٍ من نواحِ الطُّيورِ
ثُمَّ تركتُهَا معلَّقةً
في خاصرةِ شجرةٍ عمياءَ
4
سأزرعُ شوكاً
إن لم أجِدْ ورداً
أسقيهِ من دمي
علّهُ حين يكبرُ
يتذكرُ أنني لم أكن عابراً
بل عاشقاً
يمشي على جمرِ الحنين
5
علَّمتني
أنَّ الحُبَّ وطنٌ
لكنَّهم أَحرقوا الوطنَ
وباتَت ضحكتُها
تُشبهُ جداراً مُثقوباً بالرَّصاصِ
فكلَّما ابتسمتْ ..
سالَ من فمها دمٌ جديدٌ
6
هي تُحبُّ الزُّهورَ
لكن ساحةُ بيتنا
لم تعدْ تنبتُ إِلَّا أَشلاءً
وحينَ أَهديتها وردةً ذابلةً
ابتسمتْ وقالتْ: حتَّى الموتُ
يعرفُ أَن يتجمَّلَ
—————

التعليقات مغلقة.