تقارير أممية: أوضاع السوريين والسودانيين قد تشعل موجة نزوح جديدة نحو أوروبا
حذّرت تقارير أممية وخبراء في شؤون الهجرة من أن تفاقم الأوضاع في سوريا، إلى جانب الحرب المستمرة في السودان، قد يشعل موجة نزوح واسعة نحو أوروبا، تعيد إلى الأذهان أزمة اللجوء الكبرى عام 2015.
ورغم تسجيل النمسا انخفاضًا ملحوظًا في أعداد طلبات اللجوء خلال العام الجاري، إلا أن الخبراء يؤكدون أن القارة ما تزال تفتقر إلى سياسة لجوء مستقرة، وأن أي تصعيد جديد في الشرق الأوسط أو شمال إفريقيا، وخاصة في سوريا، قد يفتح الباب أمام تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين مجددًا.
ووفق صحيفة دير شتاندارد، بلغ عدد طلبات اللجوء في النمسا عام 2022 أكثر من 112 ألفًا، متجاوزًا حتى أعداد عام 2015، غير أن الأرقام تراجعت لاحقًا بنسبة 37% في النصف الأول من 2025، ووفقًا لوزير الداخلية غيرهارد كارنر، الذي اعتبر ذلك نجاحًا لسياسة “اللجوء الصارمة والعادلة”. لكن حزب الحرية (FPÖ) حذر من “هجرة جماعية غير مسيطر عليها”.
وأشار الخبراء إلى أن تعامل أوروبا مع اللاجئين الأوكرانيين منذ 2022 كان أكثر مرونة عبر “توجيه الحماية الجماعية”، الذي سمح لهم بدخول سوق العمل مباشرة. لكنهم استبعدوا تكرار ذلك مع السوريين أو الأفغان، لغياب الدعم السياسي لهذا النوع من الاستثناءات.
من جهته، اعتبر كريستوف بينتر من مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في النمسا، أن الوضع “شديد التقلب”، مضيفا أن تراجع التمويل الدولي، خصوصًا بعد تقليص المساعدات الأمريكية، يزيد من خطورة الأوضاع، ورغم عودة أكثر من 400 ألف سوري من تركيا منذ عام 2024، ما يزال نحو 2.5 مليون سوري هناك يعيشون ظروفًا صعبة.
ويرى خبراء الهجرة أن انخفاض أعداد طلبات اللجوء في الوقت الراهن لا يعكس استقرارًا، بل قد يكون مجرد هدوء مؤقت يسبق أزمة أكبر في حال استمرار تدهور الأوضاع في سوريا والسودان.
التعليقات مغلقة.