أصدرت محكمة ألمانية اليوم الاثنين حكماً بالسجن مدى الحياة بحق طبيب سوري مارس المهنة في ألمانيا وذلك بعد إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب بسبب تعذيبه لمعارضين في سوريا.
وأدين الطبيب، البالغ من العمر 40 عاما والمدعو علاء م. دون الكشف عن اسمه الكامل امتثالاً لقوانين الخصوصية المعمول بها في ألمانيا، بقتل شخصين وتعذيب ثمانية خلال عمله في سوريا طبيبا في مستشفى عسكري ومركز احتجاز في حمص في عامي 2011 و2012.
وقالت المحكمة إن جرائمه ارتكبت في إطار اعتداء ممنهج على أشخاص احتجوا ضد الرئيس المخلوع بشار الأسد خلال انتفاضة “الربيع العربي” التي تطورت فيما بعد إلى حرب أهلية في البلاد.
وتنفي حكومة الأسد، الذي أطاحت به المعارضة في ديسمبر كانون الأول 2024، تعذيب أي سجناء.
ووصل علاء م. إلى ألمانيا عام 2015 وعمل طبيباً ليكون واحداً من حوالي 10 آلاف طبيب سوري ساعدوا في تخفيف نقص الكوادر الطبية الحاد بمنظومة الرعاية الصحية في البلاد.
واعتقلته السلطات في يونيو حزيران 2020 وظل محبوساً على ذمة المحاكمة منذ ذلك الحين. وذكرت المحكمة العليا في فرانكفورت في بيان أنها أصدرت بحقه حكماً بالسجن مدى الحياة دون إمكانية الحصول على إفراج مشروط.
ولجأ الإدعاء العام في ألمانيا إلى قوانين الولاية القضائية العالمية التي تسمح بمحاكمة متهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في أي مكان بالعالم.
وحاكمت ألمانيا عدة مسؤولين سوريين سابقين في مثل هذه القضايا خلال السنوات القليلة الماضية.
ودعم المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان المدعين. ووصف باتريك كروكر محامي المركز حكم يوم الاثنين بأنه “خطوة أخرى نحو محاسبة شاملة على جرائم الأسد”.
وخلص القضاة إلى أن الطبيب تسبب في “معاناة جسدية جسيمة” خلال تعذيب ضحاياه بما شمل الضرب وإساءة علاج الإصابات والجروح والتسبب في إصابات. وأضافت المحكمة في البيان أن مريضين توفيا بعد أن حقنهما بعقار قاتل
هذا ويمكن الطعن والاستئناف على الحكم الصادر يوم الاثنين بحق الطبيب السوري.
المصدر: رويترز
التعليقات مغلقة.