«البيشمركة» تكثف قصفها لـ«داعش» في كوباني… وضربات التحالف تربك تحركه

23

11_05_07_20_استمر عناصر قوات البيشمركة الكردية الذين دخلوا مدينة كوباني  في قصفهم المكثف ضد مواقع تنظيم «داعش» الذي يشن هجوما على المدينة منذ أكثر من شهر، بينما أفرج التنظيم أمس عن 93 من أكراد سوريا كان قد خطفهم في فبراير (شباط) الماضي حين كانوا في طريقهم من شمال سوريا إلى العراق.
وأشار مصدر ميداني كردي  إلى أن محاولات «داعش» للسيطرة على قرى إضافية في كوباني لم تتوقف بينما تستمر ضربات التحالف في استهداف مواقعه من أجل إرباكه وحصاره. ولفت إلى أن أسلحة البيشمركة التي وصلت أخيرا إلى وحدات حماية الشعب ساهمت كثيرا في الهجوم على «داعش»، بينما مقاومة وحدات حماية الشعب عسكريا يبقى لها الدور الأهم في مقاومة تمدد التنظيم وفي حرب الشوارع الشرسة المستمرة بين الطرفين.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن محاور القسم الشرقي لمدينة كوباني والجبهة الجنوبية تشهد هدوءا نسبيا خرقته أصوات إطلاق نار متبادل بين وحدات حماية الشعب الكردي و«داعش»، في حين دارت اشتباكات عنيفة بالقرب من قريتي علبلور ومنازي وفي مزرعة عبروش بالريف الغربي للمدينة أسفرت عن مصرع 10 مقاتلين 5 منهم من الكتائب المقاتلة والبقية من وحدات الحماية، وأشارت معلومات إلى سقوط خسائر بشرية في صفوف مقاتلي «داعش».
وأشار المرصد إلى مقتل مدني كردي جراء إصابته في قصف لتنظيم «داعش» على أماكن في منطقة تل شعير بالريف الغربي للمدينة، بينما لقي 13 مقاتلا على الأقل من التنظيم مصرعهم جراء قصف لطائرات التحالف الدولي على مناطق وجودهم في قرية جولبك ومنطقة الإذاعة في كوباني، كما أسفر القصف عن تدمير آليتين على الأقل لتنظيم «داعش».
وعن دور أكراد العراق العسكري في المعركة مع «داعش»، قال أحد القادة الميدانيين للبيشمركة لوكالة الصحافة الفرنسية: «نحن فقط قوة دعم وإسناد وقمنا لغاية الآن بقصف جيد ومكثف على مواقع (داعش) في كوباني، وهو ما استفاد منه مقاتلو وحدات الشعب الكردية».
وأضاف الضابط الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن عناصر التنظيم المتطرف يواصلون «شن الهجمات، ومنذ وصولنا حاولوا التقدم في شرق ومركز المدينة وحتى في مناطق في غربها، لكنهم لم يحققوا أي نجاح، وتصدينا لهم وتركوا مجموعة جثث خلفهم وألحقنا بهم خسائر كبيرة».
وانضم الجمعة قرابة 150 عنصرا من البيشمركة الكردية عبر الأراضي التركية قادمين من شمال العراق، حيث يخوضون منذ أشهر مواجهات ضد تنظيم «داعش». وضمت قافلة البيشمركة مدفعين ميدانيين على الأقل، وراجمات صواريخ صغيرة ورشاشات ثقيلة.
وأشار القائد إلى أن عناصر البيشمركة في كوباني «شاركوا في العمليات العسكرية ضد (داعش) في إقليم كردستان ومدربون بشكل جيد»، مشيرا إلى أنه «لا يوجد أي فرق بين مسلحي (داعش) الذين قاتلناهم في العراق وبين الموجودين في مدينة كوباني، والأسلحة التي يستخدمونها في العراق هي الأسلحة نفسها التي يستخدمونها في كوباني».
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، يشن الهجوم على كوباني ما بين 3 آلاف إلى 4 آلاف عنصر من «داعش»، في حين يدافع عن المدينة ما بين 1500 وألفي عنصر من وحدات الحماية، انضم إليهم الأسبوع الماضي ما بين 50 إلى 150 مقاتلا سوريا معارضا.
وأوضح القائد في البيشمركة أنه «يوجد لدينا تنسيق جيد مع حماية وحدات الشعب وكذلك الجيش (السوري) الحر، ونحن الأطراف الثلاثة موجودون في كوباني ونعمل معا من خلال التنسيق المباشر». وأكد أن «معنوياتنا عالية جدا، ونحن على قناعة بأننا سوف نطرد مسلحي (داعش) من كوباني».
وتتعرض كوباني، ثالثة المدن الكردية في سوريا، منذ سبتمبر (أيلول) الماضي لهجوم من تنظيم «داعش» في محاولة للسيطرة عليها، ويقوم المقاتلون الأكراد بمقاومة شرسة. وتساعد الغارات المتواصلة التي يشنها التحالف الدولي على المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش» ومحيطها، في إعاقة تقدم مقاتلي التنظيم المتطرف.
في غضون ذلك، اتهمت منظمة «هيومان رايتس ووتش» تنظيم «داعش» بتعذيب وضرب عشرات الفتيان الذين اختطفهم من كوباني قبل حصار المدينة الكردية السورية.
وهؤلاء الفتيان الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و16 عاما كانوا في عداد مجموعة من 153 فتى اختطفهم التنظيم المتطرف واحتجزهم رهائن في 29 مايو  الماضي خلال عودتهم إلى منازلهم في كوباني.
وقد أفرج عن الـ25 الأخيرين الأسبوع الماضي ورووا أنهم كانوا يتعرضون للضرب بأنابيب وأسلاك كهربائية، كما أرغموا على مشاهدة أشرطة فيديو لعمليات قطع رؤوس وهجمات قام بها جلادوهم بحسب المنظمة الحقوقية غير الحكومية في بيان.
وقال فرد إبراهامز المسؤول عن حقوق الأطفال في «هيومان رايتس ووتش»: «منذ بدء الثورة السورية يعاني الأطفال خصوصا من فظاعات الاحتجاز والتعذيب، أولا من جانب حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، والآن من تنظيم (داعش)».
وتفيد شهادات مطولة لـ4 منهم بأن الجهاديين كانوا يضربون الأولاد الذين كانوا يحاولون الهرب أو لا يحترمون بشكل كاف القواعد المحددة المفروضة أثناء «حصص» تعليم الدين.
وأشارت الشهادات إلى أن المحتجزين المقربين من مقاتلي وحدات حماية الشعب، الميليشيا الكردية المسلحة التي تدافع منذ أكثر من 6 أسابيع عن كوباني، هم المستهدفون بالدرجة الأولى.
وأكد الفتيان أيضا أنهم لم يكونوا يتناولون الطعام سوى مرتين في اليوم، وكانوا يرغمون على الصلاة 5 مرات يوميا، ومتابعة دروس الدين، وأن جلاديهم كانوا سوريين وأردنيين وليبيين وتونسيين وسعوديين.

الشرق الأوسط

التعليقات مغلقة.