بيان من الهيئة التنفيذية لمقاطعة كوباني
كوباني بلدة صفيرة تقع على الحدود السورية التركية ولكنها تمتد بجذورها إلى أعماق ميزوبوتاميا حاضنة البشرية، عاشت كل تاريخها وتمسكت بكل قيمها وتشربت بثقافتها بكل عمق. خلال ثورة الشعب السوري كانت أول مكان في روجافا تخلصت من قوات النظام البعثي وقادت أول خطوات مسيرة الإعلان عن النظام الديموقراطي الذي يمكن أن يكون مثالاً للحل في سوريا المستقبل، سوريا الديموقراطية التعددية اللامركزية
، وبذلك أصبحت ملاذا للهاربين من جحيم الحرب السورية وهدفاً لكل أعداء الديموقراطية والحرية والقيم الإنسانية. ولهذا تعرضت لكل أشكال الحصار والاعتداء منذ منتصف 2013 . بينما محاولات قتل كوباني وارتكاب إبادة عرقية بدأت في 15 أيلول 2014 ولازالت مستمرة، وكان لابد من شعب كوباني ووحدات الحماية الشعبية YPG من التمسك بحق الدفاع المشروع عن النفس والدفاع عن القيم البشرية.
هؤلاء الذين يعتدون على كوباني أعداء البشرية والقيم الإنسانية المتمثلة في الديموقراطية والسلام وأخوة الشعوب والتعددية، ولا يتورعون عن ذبح البشر وتدمير كل ما تطاله أيديهم، فهم الذين ذبحوا مواطنين أميريكان وأنكليز وروس ناهيك عن آلاف البشر من الإيزيديين والمسيحيين والأكراد والعرب والتركمان وغيرهم، فقد ارتكبوا إبادات عرقية في دير الزور والموصل وشنكال وتلعفر وأخيراً في كوباني، ولا نعلم أي بقعة ستكون ضحيتهم القادمة فهم يتحدثون عن فتح أوروبا والعالم. نعتقد أن هؤلاء قتلة مأجورين ويجب محاسبتهم ومحاسبة كل من يقف وراءهم ويساعدهم ويمدهم بالمال والسلاح. وعندما يدافع شعب كوباني عن وجوده فهو يدافع عن القيم البشرية كلها.
كوباني صامدة وستبقى صامدة بشعبها وبوحدات حماية الشعب YPG)) من شبابها وبناتها وبدعم ومساندة أصدقائها من المدافعين عن القيم الإنسانية المتمثلة في الديموقراطية والسلام وأخوة الشعوب والمحبة بين المكونات ، وبذلك تقوم بمهمة تاريخية ، وهي بذلك تدرك أبعاد المهمة التاريخية الملقاة على عاتقها، وقادرة على القيام بهذه المهمة على خير وجه. وبات كل إنسان يدرك أن سقوط كوباني يعني سقوط تلك القيم وخسارة لكل إنسان حر مدافع عن السلام في كل بقاع العالم.
نحن واثقون من أن النصر سيكون لشعب كوباني ووحدات حمايته وللبشرية الحرة والقيم الإنسانية وللديموقراطية في كل مكان، وهذا النصر سيتحقق بفضل دعمكم ومساندتكم وعدم سكوتكم على داعش وأمثاله من تنظيمات جهادية سلفية معادية للبشرية وجميع القوى التي تقف وراءها وتزودها بالمال والسلاح.
نحن في كوباني نشكركم لوقوفكم إلى جانب الحق والعدالة والديموقراطية ومتأكدون من أن النصر سيكون حليفنا بفضل أصدقائنا في كل أنحاء العالم، وسنكون لائقين بهذه المهمة الإنسانية الملقية على عاتقنا. النصر سيكون حليف الديموقراطية والسلام وأخوة الشعوب والديانات والأثنيات والعقائد بكل انتماءاتها وتلاوينها.
التعليقات مغلقة.