أفادت الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، إلهام أحمد، في حوار مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تأخر العملية الانتخابية كان بطلب شعبي، ولم يكن نتيجة أي ضغوطات خارجية، لافتة إلى أن هذه الانتخابات هي عبارة عن عملية ترميم للمؤسسات الخدمية التي تعمل على إعادة تأهيل ما دمرته الدولة التركية أمام الصمت الدولي.
وأكدت “أحمد” بأن أية تفاهمات مع تركيا على حساب الشعب السوري تُعتبر” خيانة”، مشيرة إلى أن إقليم شمال وشرق سوريا يعتبر “صمام أمان” للسوريين.
وحول ما يتم طرحه من مبادرات لأجل إيجاد حلٍ للأزمة السورية، أوضحت “أحمد” أن “هذه المبادرات هي عبارة عن” رغبات” لأصحاب العرض وكسبٌ للوقت، بمعنى هناك ابتعاد واضح عما يحتاجه السوريون، وإلا لكنا اليوم أمام وضع مختلف تماماً، نحن نتفق مع ما يضمن حق السوريين دون استثناء وليس مع ما يتم طرحه لتمرير أجندات معينة، نعم حتى اللحظة هناك غياب تام للحل الذي يخدم السوريين، ووسط ما يتم طرحه بكل أسف لا توجد آفاق حتى الآن، نريد حل وطني سوري يحافظ على وحدة سوريا اللامركزية وقوة شعبها دون أي تدخلات أخرى”.
مؤكدة أنه عند طرح أي مبادرة، يجب فهم حجم الخدمة المقدمة لمستقبل السوريين!! وماذا سيستفيد السوري من فتح هكذا قنوات مثلاً؟ مشيرة إلى وجود طرح لدى الحكومة السورية ولدى من “يمثلون أنفسهم بالمعارضة” والطرحان هما عبارة عن مشاريع تصفية لكن على حساب الشعب السوري، حيث أن المعارضة الوطنية مستبعدة من هكذا أطروحات ولا يتم العمل معها، وأردفت قائلة: ” فتح قنوات الحوار والتواصل مع الأطراف السورية هي من صلب برامجنا، ونرى أن لا محال للحل دون الوصول إلى توافقات بين السوريين، لكن استقلالية القرار السوري في رسم مصير سوريا شرط أساسي للوصول إلى التفاهمات أيضا”.
وبالحديث عن حقيقة وجود دور روسي في منح “الإدارة الذاتية” حصة في برلمان الحكومة السورية خلال الانتخابات البرلمانية القادمة.. أوضحت “إلهام أحمد” أنه لا يوجد شيء من هذا القبيل، وأن القضية الكردية لا تُختصر في الحصول على عدد من كراسي البرلمان، إنما توجد قضايا تتعلق بالدستور، مثل قانون ترخيص الأحزاب وحرية العمل السياسي، الاعتراف بالتنوع الثقافي في المجتمع السورية وقضية الاعتراف بالهويات القومية وعلى رأسها الهوية الكردية، وحق التعلم باللغة الأم، إلى جانب قضايا تتعلق بالنظام اللامركزي في سوريا.
مضيفة أن مجلس سوريا الديمقراطية نفسه لا زال يعمل ضمن إطار الدولة التي تنكر الوجود الكردي، الذي لديه قضية أكبر من موضوع المحاصصة أو المشاركة في انتخابات ما، قائلة: “لسنا طلاب سلطة بل نريد لبلدنا أن يكون قوياً بهمة أبنائه من خلال ضمان تفعيل دورهم عبر الطرح الديمقراطي الذي نطرحه نحن”.
وحول الهجمات التي تتعرض لها مناطق روجآفا (إقليم شمال وشرق سوريا) من عدة أطراف.. أفادت الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، أن هناك شبه توافق على أن إقليم شمال وشرق سوريا يُعتبر “صمام أمان” للسوريين لكن المنطقة وما يخوضه شعبها من نضال ضد كل من يريد العبث بهذه المنطقة هو ضمانة لأمن وحماية إقليمية ودولية حتى..”لا زلنا نعتمد على إمكانياتنا التي بدأناها نحن وعلى شعبنا ووحدة أبنائه، نحن نقدم شهداء وضحايا يومياً ثمن هذا النضال ولا نمتلك سوى إرادتنا وصوابية منهجنا حتى اللحظة جعلتنا في موقف مؤثر رغم كل الهجمات التي تتم وحالة الحصار المفروضة علينا.. إضافة إلى العلاقات الدولية والإقليمية التي تساهم في دعم الاستقرار في المنطقة”.
وفيما يتعلق بما تم تداوله عن ممارسة ضغوط أمريكية كبيرة على “الإدارة الذاتية” لتأجيل الانتخابات، أشارت “أحمد” إلى أن إجراء العملية الانتخابية كان مطلباً شعبياً ظهر كأحد مخرجات مؤتمر أبناء الجزيرة والفرات الذي عقد عام2019 بعد لقاءات تشاورية مع أبناء المنطقة على مستوى سبع مقاطعات، منوهة أنه ولأسباب أمنية تأخرت هذه العملية، ونتيجة للخلل والفراغات الإدارية ولترسيخ الديمقراطية والتشاركية، وأخذاً بملاحظات بعض الجهات الصديقة على مستوى التشاركية، تم أخذ قرار إجراء الانتخابات.. “تفاجأنا بالردود السلبية التي ظهرت من العديد من الأطراف الدولية حيال هذه الخطوة والتي نصحت أن ضمن إطار قرار 2254 الأممي المتعلق بسوريا، نعم نحن نحترم الآراء والمقترحات المقدمة لنا، لكن لدينا أيضا أسئلة هل يوجد سقف معين لتطبيق القرار الأممي 2254؟ هناك توجد ضمانات بأن لا تتعرض المنطقة لفوضى نتيجة الاعتداءات الخارجية؟ بالتأكيد لا. إذا لا بد أن يُنظر إلى هذه الانتخابات على أنها عبارة عن عملية ترميم للمؤسسات الخدمية التي تعمل على إعادة تأهيل ما دمرته الدولة التركية أمام الصمت الدولي، وشعبنا يطالب بالانتخابات ولا بد أن يأخذ مطلبهم بعين الاعتبار ونحترم إرادته”.
وحول تصريح وزير خارجية الحكومة السورية الذي قال فيه أن الشرط الأساسي لأي حوار “سوري- تركي” هو إعلان الدولة التركية عن استعدادها للانسحاب من الأراضي السورية، أوضحت “إلهام أحمد” أن هذا يُعتبر شيئاً إيجابياً، و”لكن يجب معرفة انعكاسات ذلك عملياً؟ نريد ألا يكون هناك احتلال لأي من مناطقنا السورية، وندعم كل التوجهات نحو انسحاب تركيا وتحرير المناطق المحتلة كذلك نؤكد بأن أية تفاهمات مع تركيا على حساب الشعب السوري” خيانة” بحق سوريا وشعبها أياً كان أصحابها، كون تركيا دمرت، شردت، احتلت، وأبادت الشعب السوري لذا مطلوب موقف وطني سوري موحد ضدها كونها تعارض وحدة سوريا وتهدد مستقبل شعبها وتدعم الإرهابيين ضد الشعب السوري”.
وبالحديث عن الحوار الكردي ـ الكردي، أكدت “أحمد” أن الإدارة الذاتية كانت ولا تزال تدعم هذه التوجهات وبكل الإمكانيات، لكن هناك قوى وأحزاب الوحدة الوطنية من جهة والمجلس الوطني الكردي من جهة، منوهة بوجود حوارات حول هذا الموضوع..” بالمجمل ندعم ونساند ضمن إطار الوحدة والتوافقات الكردية، ومن المفيد أن نشير إلى أن الوحدة الكردية تتحقق بين الجماهير الكردية بمختلف انتماءاته السياسية والعقائدية على مبدأ وحدة المصير”.
وحول ما يتم تداوله عن وجود شكاوي من المواطنين الذين يتهمون الإدارة الذاتية باختطاف الأطفال القاصرين وتجنيدهم قالت إلهام أحمد الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية ، أن الإدارة الذاتية وقسد ملتزمتان بالاتفاق مع نداء جنيف حول عدم تجنيد القاصرين والقاصرات، ولكن” هناك بعض الحالات التي تحدث عندما يلتجئ القاصرون إلى القوات العسكرية هرباً من بعض الظروف العائلية الصعبة، وحالات زواج القاصرات من مسنين، فيتم إيواؤهم في مراكز التأهيل التي قصفتها تركيا في الأعوام السابقة وراح ضحيتها خمسة من الفتيات، وتم ضمان إعادة غالبيتهم إلى أسرهم، والبعض منهم يلتحق بنشاطات الشبيبة”.
التعليقات مغلقة.