يُعرف الفشل الكلوي المزمن بأنه حدوث قصور في عمل الكلية والتوقف التدريجي لوظائفها، وتُعد الكلية من الأعضاء الحيوية في الجسم، ووظيفتها التخلص من المواد السامة التي يكون مصدرها خارج الجسم، وكذلك التخلص من كميات الماء الزائدة في الجسم.
وقال الدكتور “ياسر أحمد” اختصاصي بأمراض الكلية، خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا” إن مرض الفشل الكلوي ليس له أعراض، بعكس الأمراض الأخرى، فقد يشعر المريض بتعب عند إصابته بأمراض أخرى كارتفاع الضغط الشرياني أو ارتفاع السكر، في حين أن السبب الرئيسي يكون الفشل الكلوي الذي أدى إلى تحريض هذه الأمراض وظهور الأعراض والألم، لذلك على المرضى مراجعة الطبيب والمراقبة المستمرة للأمراض التي تؤثر على عمل الكلية.
وتشير الإحصائيات بأن 50% من المصابين بالفشل الكلوي هم من مرضى السكري، وحوالي 30% هم من مرضى ارتفاع الضغط الشرياني، وذلك بسبب عدم المراقبة وضبط السكر والضغط لدى هؤلاء الأشخاص، كما أن مرض الحصيات المتكررة قد يؤدي إلى تدهور في حالة الكلية، ومرض الإنتانات البولية المتكررة والتهاب الحويضة قد يؤدي إلى حدوث تندّب فتفقد الكلية جزءاً من وظيفتها، والأمراض الوراثية مثل: الكيسات بأنواعها، والأمراض المناعية مثل: التهاب كبب الكلية وهي من الأمراض الخطيرة على الرغم من أن نسبة الإصابة بهذا المرض تشكل نحو 5% فقط
ويجب أن يخضع جميع المرضى الذين لديهم إصابة بارتفاع السكر والضغط والحصيات، لفحوصات روتينية في كل فترة لتجنب الإصابة بالفشل الكلوي، حيث أن المرض غالباً ما يتم اكتشافه عن طريق الصدفة من خلال الفحوصات التي تجرى لهذه الأمراض، ومن الإجراءات التشخيصية للكشف عن المرض هي اختبار الكرياتين، إضافة للإيكو.
كما أن مريض الذئبة الحمامية تكون نسبة الإصابة بالفشل الكلوي عنده 100%، لكن نوع الإصابة بالمرض ودرجته يختلفان في هذه الحالة، حيث تكون هناك ست مراحل تشريحية، ففي المرحلة الأولى لا يمكن الرؤية عبر المجهر وتكون الإصابة خفيفة، بينما في المرحلة السادسة تكون في مرحلة اللاعودة، مرحلة التصلّب والفشل التام، لذلك يجب أن يخضع مريض الذئبة للمراقبة الدائمة للكلية من الناحية الوظيفية، وفحص البول للتأكد من الإصابة.
وأوضح الدكتور “أحمد” بأن العلاج يكون عن طريق الأدوية المحافظة، حسب كل مرحلة وكل درجة، وعن طريق الحمية وتخفيف البروتين، والإقلال من الملح واللحوم، وقد يُمنع عن المريض في الدرجات المتقدمة تناول الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من البوتاسيوم، لأن الكلية تفشل في طرح البوتاسيوم، وارتفاعه في الجسم قد يؤذي القلب، ويؤدي إلى توقفه بشكل مفاجئ، كما يحتاج مرضى السكر والضغط إلى ضبط ومراقبة مستمرة، ويجب الابتعاد عن الأدوية التي تسبب في منع طرح الكلية للفضلات أو القيام بوظائفها، مثل مضاد الالتهابات “كالبروفين”.
وقدم الدكتور “ياسر أحمد” اختصاصي بأمراض الكلية، في ختام لقائه عدة نصائح للمرضى والأصحاء؛ أهمها: الإكثار من تناول الخضار والفواكه، ممارسة الرياضة، الابتعاد عن التدخين، الإكثار من السوائل، تخفيف الوزن والإكثار من تناول الأغذية التي تحتوي على البوتاسيوم (للأصحاء)، إضافة إلى المراجعة الدورية للطبيب.
إعداد: أحمد بافى آلان
أدناه رابط اللقاء كاملاً:
التعليقات مغلقة.