“التأخر اللغوي” موضوع حلقة جديدة من برنامج “صحتك بالدنيا” مع “سولين عبد الرزاق عمر” اختصاصية بتقويم الكلام واللغة
يعتبر تأخر النطق عند الأطفال من الاضطرابات السلوكية الشائعة، وهو عدم مقدرة الطفل على التواصل مع الناس والتعبير عن احتياجاته ومشاعره باللغة المحكية بما يتناسب مع عمره الزمني.
وقالت الأخصائية “سولين عمر” اختصاصية بتقويم الكلام واللغة، خلال لقائها في برنامج “صحتك بالدنيا” بأن للغة خمس مكونات أساسية، أولها “الدلالة” وهي معرفة المعنى الحرفي للكلمة، كقدرة الطفل على التمييز بين أنواع الخضار والفواكه من عمر (2ـ 3)، ومعرفة المعاني المتعددة للكلمات في عمر المدرسة، والتفريق بين التذكير والتأنيث في الخامسة من عمره، وقدرته على التواصل والحوار بعد عمر السادسة.
وأوضحت الدكتورة بأن للغة متطلبات أساسية مكتسبة، حيث يجب أن يكون لديه “سمع سليم” للمستقبل وهي من القدرات الحسية، والحالة العصبية وهي سلامة الدماغ” سواء من “الورم الدماغي، الصرع، التوحد”، سلامة جهاز وأعضاء “النطق” من الناحية التشريحية، وهي خلو الأعضاء من العيوب كـ”شق الشفة، شق سقف الحلق”.
مضيفة بأن هناك عوامل تعيق حاجة الطفل إلى التواصل، كـ “مشاهدة الهاتف أو التلفاز لساعات”، حيث يضطر الطفل للتعبير عن حاجاته بالعناد والبكاء والإشارة، مما يؤثر على الطفل في عدم حاجته إلى التواصل لغوياً، ويتسبب ذلك بتأخر لغوي، كما أن البيئة تلعب دوراً في تأخر النطق كوجود والدين “صم”، وإضافة إلى عدم اختلاط الطفل البكر مع أقرانه وبقائه في البيت مما يؤدي إلى تأخر النطق لديه.
وأشارت إلى أن هناك مجموعتان أساسيتان للاضطرابات، وهي اضطراب اللغة المحدود، وهؤلاء الأطفال يتوقف تطورهم اللغوي بعمر معين، فالأطفال قبل عمر السنة يجب أن تظهر لديهم “المناغاة”، ومن عمر (1 ـ 2)، يجب أن يتواصل عبر الكلمات المفردة، ومن عمر (2 ـ 3) يجب أن تظهر عنده جمل بسيطة مكونة من كلمتين، وإذا تأخر في نطق كلمتين في عمر الثالثة يجب على الوالدين استشارة الطبيب لمعرفة المشكلة.
ولفتت الأخصائية إلى أن أسباب الاضطرابات متعددة، وأشيعها أما أن تكون مشكلات سمعية، أو عدم تواصل الطفل مع أقرانه ومحيطه، إضافة إلى وجود مشكلة تشريحية للأعضاء الخاصة بالنطق كـ “أعضاء التنفس والحبال الصوتية، شق الشفة، شق تحت المخاطي”.
مضيفة بأن تقييم اضطرابات النطق يكون عن طريق فريق متكامل من الأطباء، فإذا كان الطفل يعاني من مشاكل سمعية فيحتاج لاختصاصي “الأذن، الأنف، والحنجرة”، وحسب حالة الطفل إذا كان يعاني من التوحد فيحتاج إلى اختصاصي التوحد، واختصاصي جراحة للأطفال الذين يعانون من “شق الشفة”، لمعالجة المشكلة، حيث يتابع الطبيب تاريخه المرضي وتطوره منذ الولادة إلى لحظة تطور وتشكل المرض لديه، ومعرفة حالة الأم والمشاكل المرافقة لها أثناء الولادة.
وأوضحت بأن العلاج يكون سلوكياً حسب نوع المشكلة، وكل طفل هي حالة فردية، ويختلف العلاج من طفل لآخر، ويكون بداية معالجة بمعرفة الأسباب التي أدت إلى تشكل المرض.
وقدمت الأخصائية “سولين عبد الرزاق عمر” في ختام لقائها عدة توصيات، وهي: تحديد وقت معين لقضاء الطفل على الهاتف، تخصيص أوقات معينة للتحدث مع الطفل والاستماع إليه، مساعدته على الحوار والمناقشة، قراءة قصة له ومراقبة كلامه ومراحل تطور الكلام عنده خاصة في مراحله العمرية المبكرة، إفساح المجال للطفل للتعبير عن مشاعره وأحاسيسه.
إعداد: أحمد بافى آلان
أدناه رابط اللقاء كاملاً:
التعليقات مغلقة.