إيبولا أعتقه ولكن…

30

349ينظر جيمس مولباه، ابن السنتَين، بعينَين فزعتَين إلى هذا الرجل التي يلتقط صورته وصورة والدته تماه (28 عاماً).
لا يفهم الصغير لماذا يحمل الرجل آلته تلك ويصوّرهما. لا يفهم لماذا يصوّر كلّ هؤلاء المجتمعين هنا. ولا يفهم في الأساس لماذا يجتمعون هنا، في مركز منظمة “أطباء بلا حدود” في بينسفيل، إحدى ضواحي العاصمة الليبيريّة، مونروفيا.
في هذا المركز المخصّص لإصابات “إيبولا” منخفضة الخطورة، كان جون مور يلتقط صور عشرات الناجين من الوباء الذي تقدّر منظمة الصحة العالميّة معدّل وفيات المصابين به بـ70 في المئة.
يَذكُر جيمس أنه أُحضِر إلى هنا قبل فترة من الزمن، لا يعلم كم مدّتها. سنتاه الاثنتان لا تؤهلانه لتحديد الوقت، ويذكُر أيضاً أن والدته تماه، وعدته بأنه سيشعر بتحسّن هنا. وهكذا صار.
لكن هذا الصغير الذي عُزِل وأمّه أياماً عدّة بعيداً عن الوجوه التي ألفها، لا يعلم أنه سيضطر إلى الانعزال من جديد. هو شُفي من الوباء وأصبح محصّناً في وجهه، لكن أحداً لا يصدّق أنه لن ينقل العدوى بعد اليوم.
ويجد الناجون في ليبيريا ـ البلد الأكثر تضرراً من جرّاء تفشي فيروس “إيبولا” ـ أنفسهم معزولين مرّة أخرى، في وقت هم أحوج ما يكونوا إلى مَن يحتضنهم بعدما لازمهم شبح الموت لأيام وأيام. حتى عائلاتهم تنبذهم. بالنسبة إليها، هم موبُؤون.
لكن جيمس لا يفهم معنى “وباء”. سنتاه الاثنتان لا تؤهلانه لفهم مصطلح يقف العالم بأسره عاجزاً أمامه. – See more at:

التعليقات مغلقة.