اكراد سوريون يقولون انهم يعطون معلومات عن اهداف للضربات الجوية قرب كوباني

27

10_16_06_07_كثفت الولايات المتحدة وحلفاؤها ضرباتهم الجوية على نحو مفاجيء في اليومين الأخيرين قرب بلدة كوباني السورية التي تقع على خط المواجهة حيث قالت القوات الكردية التي تتصدى لمقاتلي الدولة الإسلامية إنهم أعطوا الأمريكيين إحداثيات لتحديد الأهداف للضربات الجوية لوقف تقدم مقاتلي الجماعة المتشددة.
وقال التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة إنه قصف أهدافا تابعة للدولة الإسلامية في كوباني ومحيطها حوالي 40 مرة على مدى الثماني والأربعين ساعة الماضية وهو ما يعادل ثلاثة أمثال معدل القصف في الأسبوع الماضي.
وأصبح الحصار المستمر منذ أربعة أسابيع للبلدة التي تقطنها غالبية كردية على الحدود مع تركيا محور تركيز الجهود الي تقودها الولايات المتحدة لوقف المتشددين الذين استولوا على مساحات واسعة من الاراضي في سوريا والعراق.
وحذرت الامم المتحدة من احتمال وقوع مذبحة في البلدة اذا سقطت في أيدي مقاتلي التنظيم المتشدد الذي يسيطر الان على حوالي نصف مساحتها بعد ان اجتاحها الأسبوع الماضي.
وينفذ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضربات جوية في العراق منذ اغسطس اب ومدد نطاق حملته الى سوريا في سبتمبر ايلول. وبعد أسابيع لم تتعرض فيها كوباني للقصف إلا نادرا أصبحت البلدة الآن محور التركيز الرئيسي للضربات.
ورفضت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تأكيد وجود أي تنسيق مع وحدات حماية الشعب الكردية.
وقال الأميرال جون كيربي المتحدث الصحفي للبنتاجون للصحفيين عند سؤاله عن هذه التقارير “ليست لدي أي تفاصيل فيما يتعلق بالتنسيق على الأرض لأعلنها أو اتحدث عنها.”
واضاف أن الوضع في كوباني لم يحسم بعد لكن البنتاجون يعتقد أنه لا يزال هناك مقاتلون أكراد يتحصنون في المدينة.
وذكر الجيش الأمريكي أنه على مدى يومين منذ الاثنين وجهت في اليوم الأول تم توجيه 21 ضربة الي أهداف تابعة للمتشددين بالبلدة أو بالقرب منها بينما وجهت 18 ضربة في اليوم التالي. وكانت القوات تقصف المنطقة في الأسبوع بمعدل ست أو سبع مرات في اليوم.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الضربات الجوية أصبحت أكثر تأثيرا وإنها قتلت 32 من مقاتلي الدولة الإسلامية على الأقل في اصابة مباشرة لاهداف في كوباني الأسبوع الجاري.
وذكر مسؤولون أكراد أن وحدات حماية الشعب الكردية تعطي معلومات عن مواقع مقاتلي الدولة الإسلامية في كوباني للتحالف الذي يقصف مواقع التنظيم في العراق وسوريا.
وقال بولات جان المتحدث باسم الوحدات لرويترز إن مسؤولين بوحدات حماية الشعب يبلغون التحالف بمواقع اهداف تنظيم الدولة الإسلامية وان الطائرات تقصفها بعد ذلك.
وأضاف أن بعض مقاتلي الدولة الإسلامية انسحبوا لكنهم يعيدون تنظيم صفوفهم ويعودون من جديد مؤكدا أن الضربات تصيب الاهداف بدقة بفضل التنسيق مع الوحدات الكردية.
ولم يكشف جان كيف يتبادل مقاتلو الوحدات الكردية المعلومات عن المواقع مع قوات التحالف.
وأشار المبعوث الأمريكي الخاص جون آلن المسؤول عن بناء التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية إلى أن واشنطن منفتحة للحصول على معلومات عن الأطراف من جميع المصادر. ولم يوجه سؤال الي آلن عما إذا كان الأكراد السوريون يقدمون للتحالف هذه المعلومات ولم يتطرق لهذا الموضوع.
وقال للصحفيين في واشنطن “من البديهي ان تأتي معلومات من جميع المصادر المختلفة مصحوبة بتقديم معلومات محلية أو معلومات عن الأهداف المحتملة. ونحن سنتلقاها كلها عندما ترد. ويجري في النهاية تقييمها لتحديد أهميتها.”
ورفض مسؤولون أمريكيون آخرون التعقيب عند سؤالهم عن تصريحات المسؤولين الأكراد.
وقال تيم ريبلي وهو خبير بريطاني في نشرة جينس ديفنس الأسبوعية إنه يمكن لمراقبي القوات الجوية الأمريكية المسؤولين عن تحديد الأهداف التحقق من أي معلومات يقدمها المقاتلون الأكراد بالاعتماد على راصدين يراقبون القتال عبر الحدود من تركيا وكذلك من خلال لقطات تقوم طائرات بدون طيار بتصويرها جوا.
وتقاتل وحدات حماية الشعب الكردية دفاعا عن كوباني التي تعرف ايضا باسم عين العرب في مواجهة مقاتلي الدولة الاسلامية الذين يستخدمون الدبابات والمدفعية ويشنون هجمات انتحارية بشاحنات ملغومة على البلدة السورية الواقعة على الحدود مع تركيا.
وكانت كوباني على وشك السقوط قبل أسبوع عندما سيطر مقاتلو الدولة الإسلامية على قطاعات كبيرة في شرق وجنوب البلدة ورفعوا رايتهم عليها. ولم يطالب القادة العسكريون الأكراد بتكثيف الضربات الجوية إلا يوم السبت.
ولم يحقق مقاتلو الدولة الاسلامية تقدما يذكر في الأيام القليلة الماضية. وتقول القوات الكردية انها استعادت السيطرة على مناطق في الغرب.
وعبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الثلاثاء عن قلقه البالغ من الوضع في كوباني وكذلك في محافظة الأنبار العراقية غربي بغداد التي حاربت القوات الأمريكية لتأمينها أثناء الحرب في العراق.
وذكر المرصد السوري أن احدى غارات التحالف خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية قتلت مجموعة من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية على مسافة لا تبعد سوى 50 مترا عن موقع كردي.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد ان سبعة من مقاتلي التنظيم وخمسة من المقاتلين الاكراد قتلوا في اشتباكات بين الطرفين.
وأثارت محنة البلدة غضب الأكراد في تركيا الذين يتهمون الحكومة بأنها لم تفعل شيئا لمساعدة الأكراد في المعركة. وقتل 35 شخصا على الأقل في الاشتباكات التي اندلعت الأسبوع الماضي بين أكراد تركيا والشرطة.
واستقبلت تركيا حوالي 200 ألف لاجئ من كوباني لكنها رفضت طلب الأكراد السوريين فتح ممر بري كي يتمكنوا من إعادة تزويد المدينة المحاصرة بالأسلحة والمقاتلين من مناطق أخرى في شمال سوريا.
وقال عبد الرحمن جوك وهو صحفي داخل كوباني ان الغارات الجوية الاخيرة اتاحت لوحدات حماية الشعب الكردية تحقيق بعض المكاسب.
وأضاف انه توجه عقب الغارات لابعد نقطة آمنة في الجانب الشرقي من المدينة حيث وجد بعض المباني التي كان يحتلها التنظيم خاوية وذكر أن قوات الحماية دمرت مركبة لتنظيم الدولة الإسلامية وقتلت من كانوا بداخلها.
وارسلت حكومة اقليم كردستان العراقي ذخائر وقذائف مورتر الي الاكراد في كوباني لكنها عالقة في شمال شرق سوريا الخاضع لسيطرة الاكراد لتعذر الوصول الي المدينة.
ويحاصر مقاتلو الدولة الإسلامية كوباني من الشرق والجنوب والغرب ولذا فان السبيل الوحيد لوصول الامدادات دون اختراق حصار الدولة الإسلامية هو عبر الحدود التركية او اسقاطها من الجو.

رويترز

(إعداد رفقي فخري وأشرف راضي للنشرة العربية – تحرير وجدي الالفي)

التعليقات مغلقة.