«وحدات حماية الشعب».. 30 ألف مقاتل كردي في مواجهة «داعش» والنظام

27

10_14_05_14_تعرف «وحدات حماية الشعب» الكردية (واي بي جي)، التي تخوض معارك طاحنة ضد تنظيم داعش في مدينة كوباني السورية، نفسها على أنها «قوة أساسية» في غرب كردستان (سوريا) وتناضل من أجل تحقيق حرية جميع القوميات السورية وتنظم نفسها للوقوف في وجه أي تدخل خارجي وداخلي وتتطلع إلى الدفاع المشروع كمهمة أساسية لها.
وفيما تؤكد الوحدات، التي تأسست عام 2012، أنها «قوة عسكرية وطنية غير مرتبطة بأي قوة سياسية وتخضع لقرارات الهيئة الكردية العليا»، إلا أنه ينظر إليها بشكل عام على أنها الفرع العسكري لحزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي»، أحد أهم الأحزاب الكردية في سوريا. كما تنشط في المناطق التي تسكنها غالبية من الأكراد في سوريا وتحديدا شمال وشمال شرقي البلاد.
وتنظم الوحدات نفسها بإطار قيادة عامة وقيادات فرعية، والمؤسسة العليا لها هي المجلس العسكري الموسع المؤلف من 55 عضوا. وتنقسم إلى 3 أقسام، القوات المحترفة والقوات المقاومة والقوات المحلية. وللمرأة في التنظيم دور وحجم كبيران، ووفقا للنظام الداخلي يجب أن تبلغ الكوتة (الحصة) النسائية في وحدات حماية الشعب على الأقل 40 في المائة، وتنتظم النساء الكرديات بإطار «وحدات حماية المرأة»، التي تأسست منتصف عام 2012، وأصدرت حينها بيانا أكدت فيه أن «مقاتلاتها قاومن في الخنادق الأمامية بشجاعة بدءا من عفرين وإلى حلب وكوباني والجزيرة، ليكسرن النظرة التي كانت تحط من إمكانية المرأة في النضال».
وتسعى حكومات إقليمية بينها الحكومة التركية للتصويب على العلاقة التي تربط حزب «الاتحاد الديمقراطي» ومجموعة «وحدات حماية الشعب» مع حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا ومعظم الدول الغربية على أنه «تنظيم إرهابي». ولا ينفي حزب «الاتحاد الديمقراطي» وجود علاقات مع «العمال الكردستاني» وتقارب عقائدي معه. ويشير المتحدث باسمه نواف الخليل إلى أن الأغلبية من مقاتلي «وحدات حماية الشعب» ومحاربي «الاتحاد الديمقراطي» كانوا أعضاء في «العمال الكردستاني»، كما أن البرنامج الوطني للحزب يقوم على أفكار زعيمه المسجون في تركيا عبد الله أوجلان.
ويقول الخليل لـ«الشرق الأوسط»: «تركيا تحاول وباستمرار تشويه سمعتنا من خلال ربطنا بقضية إدراج العمال الكردستاني على لائحة الإرهاب، إلا أننا لسنا بصدد التبرؤ منه أو نفي أي علاقة به باعتبار أن علاقاتنا قائمة معه ومع غيره من الأحزاب الكردية».
وتتهم بعض أطياف المعارضة السورية الأكراد بكونهم أقرب إلى النظام السوري منهم إلى المعارضة خاصة بعد انسحاب الجيش السوري من المناطق الكردية في سوريا منتصف عام 2012، ورفض «وحدات حماية الشعب» السماح لمجموعات المعارضة المسلحة بمحاربة الجيش من المناطق الكردية.
ويستهجن الخليل المحاولات المتكررة للائتلاف الوطني السوري وتركيا وأطراف أخرى بالمعارضة السورية بالإيحاء بأن الأكراد أقرب إلى النظام السوري منهم إلى المعارضة، علما أنهم ومنذ استيلاء حزب البعث على السلطة كانوا يعارضونه. وتساءل في تصريح لـ«الشرق الأوسط» قائلا: «في 2012 طردنا عناصر النظام من المناطق الكردية في حين سقط أكثر من شهيد من وحدات حماية الشعب في حلب وغيرها من المناطق في مواجهات مع النظام، فكيف نكون أقرب إليه؟»
ويأسف الخليل لإعطاء الائتلاف ذرائع لتنظيم داعش للهجوم على كوباني من خلال اتهامه الأكراد بنسج علاقة معينة مع النظام. ورجحت «مجموعة الأزمات الدولية» (مركز أبحاث) في بداية العام الحالي أن تكون «وحدات حماية الشعب» تدفع رواتب شهرية تبلغ نحو 150 دولارا لما بين 25 و30 ألف مقاتل، وأوضح تقرير المجموعة أن المقاتلين يتلقون 3 أشهر من التدريبات في واحد من 9 أكاديميات عسكرية تتوزع على المناطق الكردية الثلاث في سوريا هي الجزيرة وكوباني وعفرين.

عن الشرق الأوسط

التعليقات مغلقة.