معارك كر وفر في كوباني …وداعش يلجأ الى المفخخات

20

10_14_05_07_

أكدت مصادر بارزة في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (بي واي دي) لـ»الشرق الأوسط»، أمس، أن ضربات التحالف العربي والدولي لمحاربة الإرهاب في سوريا، «ساعدت مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي في كوباني (عين العرب) على إحراز تقدم في الميدان»، مشددا على أن المقاتلين الأكراد «استعادوا المبادرة الميدانية، وأفشلوا الهجمات الانتحارية التي نفذها مقاتلو تنظيم (داعش) منذ سيطرتهم على أحياء في المدينة».

وتمكن المقاتلون الأكراد أمس، من استرجاع موقعين كان استولى عليهما تنظيم «داعش» من دون أن يؤثر ذلك على توازن القوى داخل المدينة المهددة بالسقوط في أيدي التنظيم المتطرف، في حين كثف التنظيم من عملياته الانتحارية داخل المدينة، بغرض اقتحام مواقع عسكرية وأحياء أغلقها المقاتلون الأكراد أمامه، كما قال ناشطون، كان آخرها انفجار سيارة مفخخة يقودها مقاتل من التنظيم في شمال المدينة، من دون أن يعرف ما إذا كانت تسببت بإصابات وقتلى.

غير أن عناصر تنظيم «داعش» تمكنوا في وقت لاحق أمس من السيطرة على مبنى المركز الثقافي، الواقع في وسط المدينة بعد اشتباكات مع القوات الكردية.

وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإنها «المرة الأولى التي يسيطر فيها التنظيم على مبنى في وسط المدينة». كما بات التنظيم يسيطر على مساحة تقارب 50 في المائة من المدينة.
وواصل الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة غاراته ليلا على مواقع وتجمعات لتنظيم «داعش» في جنوب المدينة وشرقها، وشملت الغارات محافظة الرقة (شمال) المجاورة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، موضحا أن 4 غارات استهدفت تجمعات ومواقع للتنظيم في القسم الجنوبي لكوباني، بينما استهدفت الضربة الأخيرة مراكز للتنظيم على أطراف المدينة من جهة هضبة مشتى نور الواقعة عند التخوم الشرقية.

وشملت ضربات الائتلاف الدولي مناطق في مدينة الرقة وأطرافها، أبرز معاقل «داعش» في سوريا، وأماكن في ريف الرقة الشمالي حيث استهدفت تجمعات لهذا التنظيم، أسفرت عن مقتل 28 عنصرا منه.
واحتدم القتال على الأطراف الجنوبية لمدينة كوباني، كذلك على أطرافها الشرقية، حيث تمكن المقاتلون الأكراد من إحراز تقدم طفيف على محور المربع الأمني الذي سيطر عليه «داعش» قبل أيام. وقالت مصادر كردية بارزة لـ«الشرق الأوسط» إن المقاتلين الأكراد «استعادوا المبادرة، مستفيدين من ضربات التحالف لمصادر النيران وآليات عسكرية ثقيلة يستخدمها (داعش) في الهجوم».

وقالت: «لا ننكر دور التحالف بقصف داعش الذي قدم إفادة كاملة لنا، إذ استهدفت الضربات مصادر النيران الأساسية للتنظيم»، مشيرا إلى أن التنظيم يستخدم الدبابات والمدافع الثقيلة في الهجوم على كوباني. وأكدت المصادر أن «الوضع جيد جدا في كوباني الآن بالنسبة لنا. استطعنا أن نحرز تقدما، ونواصل القتال بعدما أظهرنا قدراتنا القتالية العالية وقدرتنا على صد الهجمات وإلحاق خسائر بمقاتلي التنظيم»، مشيرا إلى أن «داعش»، لا يتفوق على المقاتلين الأكراد إلا من ناحية «استخدامه أسلحة روسية وأميركية متطورة كان غنمها من العراق ومن مواقع للقوات الحكومية السورية في الرقة».

وإلى جانب الأسلحة النوعية والثقيلة التي توفر للتنظيم قدرة على تغطية نارية كبيرة وقصف مواقع المقاتلين الأكراد في كوباني، اعتمد التنظيم منذ 4 أيام أسلوب الهجمات الانتحارية التي يراها المسؤولون الأكراد «محاولة للضغط علينا، وإحداث رعب وقلق في صفوف مقاتلينا». لكن الهجمات، «فشلت»، بحسب ما قال المصدر الكردي، قائلا إن «الهجمات الانتحارية لم ترهب المدينة، كوننا كنا نتحسب لها، ولم تحقق ما استطاعت أن تحققه في مناطق سورية أخرى»، مشيرا إلى أن الحرب في كوباني «باتت حرب شوارع، ما يعطينا التفوق عليه، كونه لا يستطيع أن يستخدم الأسلحة الثقيلة، كما درج على استخدامه في المناطق المحيطة للمدينة».

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان «نفذت وحدات حماية الشعب هجوما معاكسا في القسم الجنوبي لمدينة عين العرب انتهى بتمكنها من التقدم والسيطرة على نقطتين لتنظيم داعش»، موضحا أن هذا الهجوم «جاء بعد محاولة جديدة من التنظيم لاستكمال السيطرة على المدينة عبر هجوم من 4 محاور على مراكز الوحدات في الجنوب، في ظل استمرار المعارك العنيفة على محاور المدينة الشرقية والجنوبية»، مشيرا إلى أن القتال تركز في المنطقة الغربية من المربع الأمني.

وأفادت وكالة «الصحافة الفرنسية» أمس، بسماع أصوات طلقات أسلحة رشاشة وانفجارات قذائف هاون متلاحقة ناتجة عن الاشتباكات التي باتت تدور على أقل من كيلومتر من الحدود التركية مع كوباني، مشيرة إلى أن التنظيم، وعلى الرغم من كسب الأكراد بضعة أمتار على الأرض بعد هجمات مضادة خلال الساعات الماضية، لا يزال يسيطر على مساحة تقارب الأربعين في المائة من المدينة الصغيرة المحاصرة من 3 جهات، بينما تحدها تركيا من الجهة الرابعة مقفلة معبرها الحدودي على الأسلحة والمتطوعين الأكراد الراغبين بدخول عين العرب والقتال إلى جانب المدافعين عنها. واستقدم تنظيم «داعش» المدجج بالسلاح الثقيل والمتطور، تعزيزات الأحد إلى كوباني في مواجهة المقاومة الشرسة التي يبديها المقاتلون الأكراد الذين يشكون من نقص في الذخيرة والسلاح.

وأفاد المرصد بأن حرس الحدود التركي وجه إنذارا إلى مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي، للانسحاب من منطقة المعبر التي يستميت تنظيم «داعش» للسيطرة عليها، وذلك بعد ساعات على سقوط قذيفتين أطلقهما تنظيم «داعش» على منطقة المعبر الحدودي الواصل بين مدينة كوباني والأراضي التركية، مشيرا إلى أن حصيلة القتلى في معارك أول من أمس بلغت 14 مقاتلا من «داعش» و5 مقاتلين أكراد. وكانت «وحدات حماية الشعب» نجحت الأحد بالتقدم بضعة أمتار في محيط «المربع الأمني» الذي استولى عليه التنظيم الجمعة في شمال عين العرب. ويضم هذا المربع مقار ومباني تابعة لقيادة «وحدات حماية الشعب» وقوات الأمن الكردية والمجلس المحلي للمدينة.

عن الشرق الأوسط

التعليقات مغلقة.