طبيب عينية: استراحة ربع ساعة كل ساعتين من الأجهزة الذكية كفيلة للوقاية من الإصابة بمتلازمة العين الرقمية

164

تعتبر متلازمة العين الرقمية مرضاً عصرياً، سببه التكنولوجيا، وهي متلازمة تشمل مجموعة من الأعراض العينية وغير العينية، التي تحدث بشكل أساسي وحصري لكل من يستخدم الأجهزة الرقمية “اللابتوب والآيباد والهواتف الذكية” بسبب الاستخدام الطويل لهذه الأجهزة.

وأوضح الدكتور “أحمد سدو” أخصائي بأمراض العيون وجراحتها، لـ  buyerFM خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا”، بأن الأعراض العينية  تشمل “الحرقة، الحكة، الدموع، الجفاف، وأعراض عصبية مثل الصداع” وأعراض غير عينية “كألم في الرقبة، والكتف، ألم في الظهر، والركبة، وأخمص القدمين”، كما تخلق عصبية وخاصة عند الأطفال، بسبب قطع التواصل مع العالم الافتراضي، وأغلب المراجع العينية لا تتحدث عن هذه الظاهرة لأنها وليدة العصر.

وبيّن الدكتور ” أحمد سدو” بأن التشخيص يكون عن طريق القصة المرضية، وهذا المرض يصيب كل الأعمار بسبب استخدام الأجهزة الذكية لساعات طويلة، فأحياناً يُصيب المريض صداع غير مُفسَّر وبعد التشخيص يُعرف بأن سببه “ديجيتال آي سيندروم” وتكون العين أثناء التشخيص سليمة، وتزول الأعراض خلال ثلاثة أيام في حال امتنع الشخص عن استخدام الأجهزة الذكية.

أما “رفة العين” فهي حركة لاإرادية، تحدث لتشحيم العين، أو لغسلها أو حين يغزوها الغبار أو جسيمات ضارة، وارتعاش العين يحدث نتيجة التحفيز المفرط لعضلات العين، بسبب الأضواء الساطعة، المرء يرمش في المتوسط أكثر من 13,000 مرة في اليوم، مما يجعل هذه الحركة تتعدى الوظيفة البيولوجية البحتة للحفاظ على رطوبة العين.

وأضاف الدكتور: “تتكون الدموع من ثلاث طبقات رئيسية (زيت، ماء، مخاط)، فالطبقة الزيتية وهي الطبقة الخارجية للدموع وهي تمنع جفاف الدموع بسرعة، والطبقة المائية وهي تشكل معظم ما نراه بالدموع، وهي تنظف العين وتزيل الجزيئات التي لا تنتمي إلى العين”.

وعند استخدام الأجهزة الذكية تقل حركة “رفة العين” بسبب اندماجه في العمل أو تحديقه وتركيزه أثناء العمل في الجهاز مما يؤدي إلى جفاف العين، وتحتاج لأيام لتزول هذه الأعراض.

وتابع الدكتور “أحمد سدو” حديثه قائلاً: لا فرق بين كل من ( اللابتوب والآيباد والهواتف)، كلها تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة العين الرقمية، وكلها تضرُّ بنفس الدرجة ولا يوجد جهاز أقل ضرراً من الآخر، بينما التلفاز ليس له ضرر على العين أبداً، لذلك ننصح الآباء أن ينتبهوا لأطفالهم وألا يسمحوا لأبنائهم بحمل الهواتف الذكية، ويمكنهم متابعة ما يفضلونه على التلفازعن طريق وصل الإنترنت بالتلفاز، كما ينصح بأن أي طفل أصبح في الثالثة من عمره يجب أن يزور عيادة طبيب العينية.

وقال الدكتور أن العلاج يكون بسيط، وذلك من خلال أخذ إجازة كافية وتزول جميع الأعراض، باستثناء جفاف العين، وتشنج المطابقة، حيث يطول أمد العلاج قليلاً، كما أن العلاج ينقسم إلى القسم المرتبط بالجانب العيني وتعالج عن طريق قطرات عينية، وإذا كان الوضع سيء جداً واستمرت الحكة والحرقة، فمن الممكن في هذه الحالات النادرة أن نوصف له الإستروئين، أما جفاف العين فعلى المريض اللجوء إلى المرطبات، وأيضاً عند وجود نقص في العين يجب أن يلتزم الشخص في وضع “نظارة طبية”.

“كما يجب الانتباه لإضاءة الشاشة بحيث لا تكون قوية ولا ضعيفة، لأن ضعف الإضاءة يؤدي إلى بذل جهد للعين، ويحدث نوع من التوسع في الحدقة والأفضل أن تكون الإضاءة 80%، ويجب أن يكون مستوى العين فوق مستوى الشاشة بحدود  11.5 سم، وأن يكون الظهر أثناء الجلوس مستقيماً”.

ونوه بأنه يجب على كل شخص ـ  يستخدم الأجهزة الذكية ـ أن يأخذ استراحة من كل ساعتين (15دقيقة)، وهذه الاستراحة ليست للعين فقط؛ إنما للكتف والرقبة والظهر، فالالتزام بهذه النصائح كافية للتخلص من مشاكل “ديجيتال آي سيندروم” أو متلازمة العين الرقمية.

واختتم الدكتور “أحمد سدو” أخصائي بأمراض العيون وجراحتها اللقاء بمجموعة نصائح خاصة للآباء منها؛ أن ينتبهوا إلى عدم ترك أطفالهم لساعات طويلة على الأجهزة، والتي تعد جريمة بحق الطفل، وأن يربطوا الإنترنت بالتلفاز بدلاً من الهواتف، أما الذين يجلسون لساعات طويلة أثناء العمل فيجب الأخذ بالنصائح والتي تعد أهم من العلاج فيما يتعلق بالاستراحة “استراحة ربع ساعة من كل ساعتين”، و وضع “نظارة طبية” لكل من لديه نقص في العين.

إعداد: أحمد بافي آلان

أدناه رابط الحلقة:

التعليقات مغلقة.