دلوفان جتو.. قاص وكاتب وأول “حكواتي” كردي في روجآفا

66

ولد في قرية تل زيوان عام 1970، يكتب القصة باللغة الكردية، ويعمل أيضاً في حقل الإعلام، ولكنه أحب مهنة الحكواتي، تحديداً القصص والحكايا والأساطير والنكت الكردية، ويُعتبر أول من ألقى قصصاً خلال شهر رمضان باللغة البسيطة الواضحة “كالحكواتي”، الكاتب والقاص “دلوفان جتو” ضيف البرنامج الثقافي (Şevhest) ، الذي يبث على أثير راديو buyerFM، ، من تقديم: شف حسن.

اسمه “عبد الرحمن خليل جتو” وعُرف في الوسط الثقافي باسم “دلوفان جتو”، أتم مراحله الدراسية الثلاثة في قريته (تل زيوان) ثم التحق بدراسة المعهد البيطري في دير الزور، شارك في مهرجان القصة الكردية، بين عامي ( 2014 – 2017)، وهو أحد مؤسسي مؤتمر اتحاد كتّاب الكرد في سوريا، وله ثلاثة كتب قيد الطبع منها (Mêweyên şevên zivistanê)مجموعة قصص، ومجموعة أخرى من القصص وبحث بعنوان (Dawetên Kurdan di navberên salên 1940 – 1990 de, li herêma sinceqa aşîtîya )، كما نشر قصصه في العديد من الصحف والمجلات والمواقع مثل: Bûyer, Welatê me,Sema Kurd,Aso, Hevind, Şar”.

وتحدّث الكاتب والقاص “دلوفان جتو” عن بداياته في الكتابة في القرية واستماعه للقصص والحكايات الكردية من كبار السن، فيقول: “عندما كانت والدتي تروي القصص وتقول الأمثال وتغني الأغاني الشعبية كنت أستمع إليها، وشدني كل ذلك إلى أن أكتب كل شيء أسمعه وأدونه في دفتري، وتعلّمت الكردية خلال السنوات الأولى من عمري بمساعدة أخي الكبير الذي أعطاني الحروف الكردية فكانت بداية انطلاقتي”.

وأضاف: “لدي دفتر جمعت فيه الأمثال والحكم حسب التسلسل الهجائي للأحرف، كتبت تلك الأغاني باللغة الكردية لكن باستخدام الأحرف العربية، وفي التسعينات بدأت أتعلم الكتابة بالأحرف الكردية، وحوّلت كتاباتي بالأحرف العربية إلى الكردية ثم تابعت تعليم نفسي على كيفية الكتابة والقراءة بشكل أفضل، وانتقلت في الصف السابع إلى قامشلو وتابعت تعليمي هناك”.

وكان الكاتب “دلوفان جتو” يحضر اجتماعات عبر أشخاص تربطهم علاقات مع كُتّاب ومثقفين يهتمون بالفلكلور الكردي، ويقول: “كنت أرافقهم وأحضر تلك المناسبات، ما مهد لي الطريق في عالم الكتابة و الأدب، حيث كانت تُقام أمسيات أدبية، بالرغم من أنها كانت سرية لكنني كنت ألتزم الحضور، وعندما انتقلت إلى قامشلو عام2008 كان دخول الأنترنت إلى المنطقة حديثاً وكنت أقرأ من المجلات والمواقع”.

وقال “جتو” أنه معجب بشخصية الكاتب “صالح حيدو” عندما تعرّف عليه في إحدى المناسبات، حيث كان طليقاً فصيحاً في الكردية، وأشار : “كنت معجباً بطريقة إلقائه، وأسلوبه في قراءة القصة، وجلوسه بين الناس بثقة دون خجل، ففي تلك الفترة كان قليلون من يتحدثون وسط الناس باللغة الكردية الفصيحة، وكنت أسأل نفسي كيف يُلقي بهذه الطريقة، وكل ذلك كان بمثابة تشجيع ودافع لي”.

وتابع اللقاء بالحديث عن بداياته في عالم القصص والكتابة وقال: ” كانت بدايتي في الكتابة هي جمع القصص الفلكلورية و80% من تلك القصص كنت قد سمعتها من أخي الكبير وجمعتها، وكان بارعاً في إلقاء القصص، ولديه أسلوب في جذب المستمع، وكنت أكتب كل شيء أسمعه حتى لا أنساه”.

ويضيف الكاتب: “بعد عام 2004 بدأت أفكر في كتابة القصة، وكانت لدي بعض الأفكار تساعدني كي أكتبها، وشاركت في مهرجان القصة الكردية على مستوى روجآفاى كردستان، و في عام 2014 كانت أولى مشاركاتي بعنوان (Çi Qewimî)”

وأوضح القاص الحكواتي “جتو” عن صعوبة نقل أو ترجمة قصة من الأدب الكردي إلى لغة أخرى وقال” القصة في الأدب الكردي لها خصوصية في الكتابة ولا تشبه أي لغة أخرى، حيث توجد معاني وجمل يصعب ترجمتها ونقلها حرفياً كما هي إلى غير لغة، وتفقد بريقها ومعناها عند الترجمة”.

وتطرّق الكاتب إلى الحديث عن تجربته في إلقاء القصص بطريقة “الحكواتي” خلال شهر رمضان عام 2022، في كافيه “القلعة” وقال: ” كانت تجربة ناجحة وتلقّت اهتماماً لافتاً لدى الحضور، كما أكد بأن الحكواتي في الأدب الكردي يختلف عما هو معروف عند العرب بهندامه وطربوشه وحمله للسيف وجلوسه في مكان عالي ليراه الحضور، فقديماً لم يكن “الحكواتي” في الثقافة الكردية حصراً على شخص بذاته، لتقديم القصة بتلك الطريقة، إنما كانت لدى كل منطقة بيت يشتهر بإقامة الاجتماعات للرجال بشكل دائم، مثل بيت الآغا(Oda Axê)، وكل شخص لديه حكاية يرويها وباقي الحضور يستمعون اليه، ولم تكن هذه المهنة حكراً لشخص واحد، إنما أي شخص لديه حكاية يرويها للجميع.

ويركز الكاتب والقاص “دلوفان جتو” في كتاباته ومواضيعه على القصص الفلكلورية والتراث الكردي، وأضاف: “الأدب يجمع بين الشعوب وخاصة (القصة) والأدب الكردي ينفرد عن أدب باقي الشعوب في سرد القصة، وكنت أستمع إلى قصص وحكايات عالمية وأشاهدها على التلفاز، وبالنسبة لأسلوبي في سرد القصص سهل وجمل محكية يفهمها أي شخص، ويجب أن يكون القاص ملمّاً بأدب الشعوب وقارئاً للقصص الكثيرة”.

أدناه رابط اللقاء كاملاً:

برنامج “Şevhest”| ضيف الحلقة: القاص “دلوفان جتو (Dilovan Çeto) ” | تقديم: شف حسن – YouTube

إعداد: أحمد بافى آلان

 

التعليقات مغلقة.