الشاعر إبراهيم بركات: أميل إلى الشعراء “العرب” أكثر ولا أخفي هذه “الخصوصية”
من مواليد مدينة عامودا 1966، أتمّ مراحله الدراسية الثلاث في مدينته، ولأنه لم ينتسب إلى اتحاد شبيبة الثورة، حُرم من إتمام دراسته الجامعية في كلية الإعلام بدمشق، فاتّجه إلى لبنان ودرس الإعلام في بيروت، وعمل في عدة جرائد مثل “سوركل”، في بيروت، و جريدة (قاسيون)، نشر كتاباته في الصحف اللبنانية ومنها “السفير والنهار والحياة”، الكاتب والشاعر “إبراهيم بركات” ضيف البرنامج الثقافي ” “Şevhest على أثير راديو buyerFM، من تقديم: شف حسن.
يكتب “إبراهيم بركات”، باللغة العربية، وتحديداً شعر “الومضة ” والشعر الحديث، حصل على جائزة أفضل قصيدة في مهرجان “المزرعة” عام 1994 في محافظة السويداء، والجائزة الثانية التي نال فيها المرتبة الثانية كانت في مهرجان “أوصمان صبري” للشعر عام 2019، يعيش في مدينة قامشلو، وهو عضو اتحاد مثقفي كردستان، وعضو اتحاد الكتّاب الكرد في سوريا، وله كتاب شعر مطبوع (هسيس لكلام مباح)، وله ديوانَي شعر قيد الطبع.
افتتح “إبراهيم بركات” اللقاء بقصيدة وعنوانها (ميرنا)، وتحدث عن بداياته في الكتابة، منذ الثمانينات عندما كان في عامودا، في حقبة مشحونة بالثورات في الداخل والخارج، حيث ولد في بيئة خرّجت العديد من المثقفين والكتاب، وكانت الحركة الأدبية نشطة في أوساط الشباب آنذاك، حيث يقول:” كنا مجموعة من الشباب نهتم بقراءة الكتب و الشعر، وبسبب الواقع الذي فرض علينا بأن نعاصر النكبات والمشقات، نما لدينا الحس والدافع للكتابة ، فمنا من نما لديه موهبة الشعر والأدب وحتى الرسم”، ورغم الشتات الذي فرّقنا إلا أننا لازلنا نتواصل مع بعضنا، وكان يوجد في عامودا مقهى (بسمة) أشبه بالصالون الثقافي، نجتمع فيه ونلقي صنوف الأدب والشعر”.
وتابع بركات حديثه أثناء اللقاء: “لم أكن أحب دروس المواد العلمية (الرياضيات والفيزياء)، وبسبب عدم حبي لها وإهمالي، كان أستاذ “المادة”، يطلب مني عدم حضور الحصص العلمية والخروج من الصف، فكنت أستغل وقتي في قراءة بعض الكتب، التي أحضرها معي وأقرأها في باحة المدرسة”.
وأضاف:” كنا نقرأ لجميع الكُتّاب باللغة العربية، وكانت الكتب للكُتّاب الكرد نادرة جداً، فكنت أقرأ لـ “بافي نازي” وكنا نقرأ للكُتّاب العرب والأجانب أكثر مثل ” ماركيز، حنا مينا، محمود درويش” وغيرهم، من النقاد المصريين كـ” جابر عصفور”، ثم قرأ قصيدة بعنوان (مع ميرنا في لحظة عبث).
وأشار بأنه كان يتلقى الصعوبات في التحدث بلغته الأم (الكردية)، بسبب منع التحدث بها في المدارس آنذاك، وتحدث عن قصة حدثت معه عندما كان في الإعدادية ،عندما دعاه أحد أصدقائه إلى حفل أقيم في بيت أحد أصدقائه، حضره شباب بنفس عمره، فيقول: “عندما ذهبت إلى هناك عرفت أن هذا التجمع السري كان من أجل (عيد نوروز)، ولم يخبرني ما هو الحفل خشية أن أتحدث لأحد ما، ويصل هذا الخبر إلى قوات الأمن” ، وأردف قائلاً: “أيضاً كانت الكتابة باللغة الكردية تشكّل خطراً عليّ، لذلك شجعني أهلي على الكتابة باللغة العربية، حتى الذين كانوا يكتبون بالكردية لم يتجرؤوا على الإجهار بكتاباتهم علناً خشية على أنفسهم من الأمن السوري، وفي التسعينات عندما انتقلت إلى مدينة قامشلو علمت بوجود كُتّاب يكتبون بالكردية”.
وتابع: “اكتشفت من خلال اهتمامي بالشعر بوجود “روحانيات”، ملكني هذا الشعور دافعاً لأن أسير في هذا الطريق وجعلني متصالحاً مع نفسي، ووجدت النقاء في عالم (الشعر)”، وتحدث عن علاقات الإنسان بالشعر، والذي يلامس المشاعر وقال: ” الشعر يخلق الإنسان من جديد ويلامس ذاتي، لذلك أقول: (طهّروا ذواتكم بالشعر)”.
وكان الشاعر “إبراهيم بركات” يكتب شعر ” الومضة” في فترة الثمانينات إلى التسعينات، وكان أبرز الشعراء الذين كانوا يكتبون “الومضة” نزيه أبو عفش، ورياض صالح الحسين، حيث كان لشعرهما أثر عليه وعلى كثير من الشباب.
وأوضح بأن الشعر الحديث له ضوابط ومعايير محددة، وتأثر الكاتب إبراهيم بركات بأشعار “محمود درويش وأدونيس” ومن الشعراء الكرد كان يهتم بشعر “شيركو بيكس وبلند الحيدري”.
وعن ميوله في كتابة القصيدة فهو يميل إلى الشعراء العرب ويقول: عندما أكتب أي قصيدة أركّز على أن تكون مُفعمة بالأحاسيس الصادقة ونابعة من داخلي، وابتعد عن إدخال الأحاسيس المزيّفة، وأميل إلى الشعراء العرب أكثر ولا أخفي هذه الخصوصية”.
في ختام لقاءه الإذاعي في برنامج Şevhest، أنهى الشاعر إبراهيم بركات حديثه وقال: “لقد كبرنا على التعلم والكتابة باللغة العربية، التي كان لها أثر كبير على جيلنا، لذلك تعلّم اللغة الأم ليس فقط حاجة، إنما ضرورة، ويجب على الجيل الجديد أن يتعلموا الكتابة بلغتهم الأم، وأشجّع بناتي على التعلّم بلغتهم الأم (اللغة الكردية)”
وقرأ قصيدة بعنوان: (غيبوبتي ونجوم ظهيرتك تحت رأسي) وقصيدة “ومضة”.
أدناه رابط اللقاء كاملاً:
إعداد: أحمد بافى آلان
التعليقات مغلقة.