القاصة أفين يوسف: لا توجد لدي (خطوط حمراء) في إقحام السياسة والجنس في كتاباتي

171

تنحدر من مدينة عامودا، بدأت مشوارها في الكتابة منذ الصغر، تجيد كتابة القصة باللغتين: “الكردية والعربية”، نشرت كتاباتها في عدة مواقع ومجلات منها: “روناهي ، بويربريس ، ليفانت نيوز، موقع جريدة البوابة نيوز، الحوار المتمدن ومجلة سيوان” ونالت الجوائز في عدة مهرجانات للقصة القصيرة، الكاتبة والقاصة “أفين يوسف” ضيفة راديو buyerFM ضمن البرنامج الثقافي ” Şevhest” من تقديم: شف حسن .

من مواليد دمشق عام  1974 درست في مدارسها مراحلها الدراسية الثلاث، تعيش الآن في مدينة قامشلو وتسعى لخوض الغمار في مجال الشعر وكتابتها باللغة العربية.

تُعرف “أفين يوسف” بأنها صحفية، انطلقت بداياتها من صحيفة روناهي كمراسلة أنباء وبعدها شغلت منصب نائبة مسؤول التحرير في الصحيفة، وكان لها زاوية خاصة في صحيفة روناهي تكتب فيها عن قضايا المرأة باسم “شذرات”، وفي عام 2018 أصبحت الرئيسة المشتركة لاتحاد الإعلام الحر حتى عام 2022.

تحدثت “أفين يوسف” عن بداياتها في الكتابة حيث بدأت منذ أن كانت في الثانية عشر من عمرها وكانت تهوى القراءة، وجذبتها القصص التي كان يرويها لهم والدها والذي شجعها على الكتابة عندما لاحظ إحدى كتاباتها التي كانت على شكل  خواطر، مما مهد لها الطريق نحو عالم الكتب والقصص ، كانت كثيرة الفضول  تسأل والدها عن معاني بعض الكلمات التي يصعب عليها فهمها. وتقول القاصة أفين يوسف: “كنت أحب التخصص في مجال الحقوق أو الصحافة، لكنني حُرمت من إكمال تعليمي لأن عائلتي كانت من مكتومي القيد، ولا يحق لي العمل في المهنة مستقبلاً، وكنت اقرأ لكُتاب عالميين وعرب أمثال: “ديستويفسكي، شكسبير، نجيب محفوظ وسليم بركات، ومن الكرد قرأتُ للشاعر الكبير جكرخوين”.

شاركت القاصة “أفين يوسف” في عدة مهرجانات؛ وحصلت على جوائز عديدة منها في مهرجان القصة القصيرة عام 2020 ، ونالت المرتبة الأولى في المهرجان الخامس لثقافة وأدب المرأة في شمال وشرق سوريا، كما نالت أيضاً المرتبة الأولى في مهرجان أوصمان صبري للقصة القصيرة عام 2019، و في مهرجان أدب وفن المرأة الرابع في شمال وشرق سوريا لعام 2018 نالت المرتبة الثالثة.

وتتحضّر القاصة أفين لطبع مجموعتها القصصية باسم: (هويتي أنا)، ولديها مجموعة قصص ومجموعة قصائد شعرية إضافة إلى رواية قيد الطبع.

قرأت أفين قصة قصيرة بعنوان: “انتهى إرهابياً” والتي تتحدث عن الانتحاريين وما يحملونه من أفكار تدفعهم إلى تفجير أنفسهم، وتحدّثت عن تلقّيها صعوبات في قراءة ديوان الشاعر الكبير  “جكرخوين” لأنها كانت تعيش في دمشق؛ وكانت قليلة التحدث بلغتها الأم (الكردية)، حيث كان جُلّ حديثهم هناك باللغة العربية، وتعلّمت اللغة الكردية في سن الثلاثين تقريباً، وأوضحت أفين يوسف خلال حديثها الفرق بين القصة، ومنها القصيرة، و الطويلة والرواية، من حيث البنية والأفكار فيها”.

وقرأت أيضاً ضمن اللقاء قصة أخرى بعنوان: “غابة الأحلام” والتي تتناول هجرة الشباب إلى أوروبا والمأساة التي يتعرضون لها أثناء الطريق، وتحدّثت عن الفروقات بين الكتابة باللغة الكردية والعربية، كما تطرقت إلى الحديث عن قصتها ( Pêlav) المكتوبة باللغة الكردية والتي تتحدث عن ثلاث شبان رعاة يشترون حذاء من نفس اللون للبسه في عيد الأضحى لتنشب بينهم خلافات.

 برأيها تتعلق صعوبات الكتابة بالحالة المعيشية ، حيث قالت: “كتابة الرواية قد تستغرق عدة سنوات، ولأننا مشغولون بالوضع الراهن، يصعب على الكاتب أن يتفرّغ  لكتابة الرواية حيث تستنزف منه الجهد والوقت”.

وتابعت: “أنا أكتب كثيراً عن المرأة وعن تجارب الإنسان في الحياة، ولا توجد لدي (خطوط حمراء) في إقحام السياسة والجنس في كتاباتي لأتفاداها، عندما أرى أن هذه الفكرة تخدم النص”، منوّهة أنها لا تحبّذ (أسلوب المباشرة) في كتابة القصة.

وتابعت أفين قراءة القصة وكانت القصيرة جداً، بعنوان: “قصة كفاح”، تحدثت من خلالها عن تحدّي الصعوبات اليومية في حياة الكاتب وخاصة المرأة وأردفت: “المرأة دائماً تحاول تحقيق التوازن في حياتها بين العمل المنزلي وخارج البيت، مما يشكّل عائقاً أمامها بين الكتابة والعمل، وأحياناً تولد لديها أفكار لكن سرعان ما تتبخّر بسبب انشغالاتها اليومية” على حد تعبيرها.

وأشارت إلى أهمية استخدام الخيال في الشعر، حيث باستطاعة الكاتب إدخال كافة أنواع التشبيه والصور التعبيرية في نصه، بينما في القصة يُستخدم الخيال بشكل محدود، وأردفت:  “لست شاعرة ولا أكتب الشعر لكن أحياناً تراودني  خواطر فاكتبها” وأضافت: “أريد أن أكتب عن القصص والحكايات المتعلقة بتراثنا وثقافتنا الكردية، والتي كان يرويها لنا الآباء والأجداد، فهناك الكثير من القصص التي كان يرويها لنا والدي ما زالت عالقة في ذهني وأريد أن أحوّلها إلى مشروع كتابة وأجمعها في كتاب”.

والقصة الأخيرة التي قرأتها أفين كانت بعنوان: “أنا لاجئ”، وقالت: “كنت أقرأ للمتنبي، وقرأت قليلاً لملايي جزيري، وأحب أن اقرأ قصائد لنزار قباني وأدونيس وأمل دنقل ومحمود درويش وغيرهم”.

واختتمت القاصة “أفين يوسف” حديثها عن اتحادات الكتّاب والمثقفين وقالت: “حبّذا لو يكن لدينا اتحاد واحد يجمع أجزاء كردستان الأربعة، حيث نرى أن لكل جزء من كردستان اتحاد خاص به، غير مرتبط بالأجزاء الأخرى ولا تجمعهم الوحدة تحت سقف واحد، واتمنّى أن يكون هذا الشيء بعيداً عن الايديولوجيات والسياسة والأحزاب”.

أدناه رابط اللقاء كاملاً:

إعداد: أحمد بافى آلان

التعليقات مغلقة.