طبيب أورام: 80 % من المصابين بسرطان الرئة هم “مدخنون”

26

يُشكّل سرطان الرئة المسبب الأول للوفيات التي تحصل نتيجة لمرض السرطان سواء بين النساء أو الرجال، ويتسبب سرطان الرئة بعدد كبير من الضحايا سنوياً أكثر بكثير مما يحصده سرطان القولون، البروستات، وسرطان العقد اللمفاوية، وسرطان الثدي معًا.

الدكتور” آلان خلف” أخصائي في طب الأورام والمعالجة الكيميائية، أكد لـ buyerFM خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا” ، أن سرطان الرئة ينافس سرطان الثدي في الانتشار ، ويأتي في المرتبة الثانية عالمياً بعد سرطان الثدي من بين السرطانات غير الجلدية، لأن سرطان الجلد يُعتبر الأكثر انتشاراً.

وقال الدكتور “آلان خلف” : “نسبة انتشار سرطان الرئة عالمياً تُقدر بـ 12% من مجمل السرطانات، وهي نسبة عالية جداً، أما كعدد الوفيات فتحتل المرتبة الأولى على باقي أنواع السرطانات كالثدي والمبيض والكولون والبروستات، حيث يبلغ عدد المصابين بسرطان الرئة سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية قرابة ربع مليون مُصاب، أما في منطقتنا فلا توجد إحصائية دقيقة، لكن نلاحظ ارتفاع واضح في أعداد المقبلين على العيادات، ويمكن القول أن 80 % من المصابين بسرطان الرئة هم مدخنون أو مدخنون سابقون، بينما توجد نسبة 20% من الأشخاص غير المدخنين مصابون بسرطان الرئة”، منوهاً أنه  في حال توقف الشخص عن التدخين تقل فرص إصابته بسرطان الرئة”.

ولفت إلى أن نسبة 60 % من المصابين بأمراض الرئة هم أشخاص كانوا يدخنون في السابق، لذلك يعد الدخان عامل أساسي  وله دور رئيسي في إتلاف الخلايا المُبطّنة للرئتين.

وأضاف: “هناك عامل خطر آخر يؤدي إلى الإصابة بسرطان الرئة و هو غاز “الرادون” ـ غاز أرضي يوجد في مناطق البناء و منتشر بكثرة ـ إضافة إلى المواد الكيميائية ، مثل الزرنيخ والكادميوم والاسبستوس ـ وهي مادة عازلة تستخدم في أسقف المباني ـ  وأيضاً التلوث البيئي والتلوث الناتج عن احتراق النفط والمشتقات النفطية المكررة بشكل غير صحي، أما عامل الوراثة فيلعب دوراً خفيفاً جداً، بينما تلعب البيئة  دوراً أكبر في التسبب بسرطان الرئة”. 

وأردف قائلاً:  “سرطان الرئة يُعتبر من الأمراض الفتّاكة وللأسف فإن نسبة 17 % من المصابين به  يعيشون 5 سنوات كحد أقصى، ويختلف الموضوع حسب المرحلة التي شُخص فيها الورم، و حسب العلاج الذي يُقدم للمصاب، حيث هناك عوامل ترتبط بالبقاء تتوقف حسب نوع الورم أو النمط النسيجي له”.

 وأوضح  الدكتور “آلان خلف” خلال لقائه أن سرطان الرئة يُقسم إلى عدة أنواع وهي: “سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة؛ وهو الأصعب ويُعتبر أسرع السرطانات نمواً و يشكل 15 % من الإصابات خاصة عند المدخنين، وسرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة ـ  وهو مصطلح شامل لعدة أنواع من سرطانات الرئة ـ ويشكل 85 % من الإصابات وتشمل سرطان الخلايا الحرشفية والسرطان الغُدّي وسرطان الخلايا الكبيرة، وكل نمط يختلف عن الأخر من حيث الأعراض، حيث أن نسبة البقاء عند المصابين بسرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة أكبر ونسبة الاستجابة للشفاء أسرع، كما أن الأورام القابلة للاستئصال تزيد فرص النجاة لدى المريض”.

كما أكد أن أعراض المرض لا تظهر إلا في مراحل متأخرة، ونسبة الأشخاص الذين يشخصون المرض في مراحل مبكرة  15% فقط ،وله أعراض خاصة، كتعب عام ونقص في الشهية وسعال مزمن مع  خروج الدم، التهابات متكررة، فقدان الوزن، ألم في الصدر وضيق في التنفس، بحّة الصوت وتغير نمط السعال فعند ملاحظة هذه الأعراض يجب مراجعة الطبيب بأقصى سرعة وتشخيص المريض وعمل دراسة مكثفة ومعمقة كالفحص السريري والقصة السريرية التي تعد من أهم أساسيات الطبيب، ففحص كل الأعراض والعلامات هي نقطة أساسية للتشخيص والعلاج.

 “وللوصول إلى التشخيص الدقيق، يجب أخذ عينة لخزعة نسيجية، وهناك أساليب أخرى أهمها تنظير القصبات، وليس كل أورام الرئة تعالج بنفس طريقة المعالجة، لذلك من الضروري تحديد نمط النسيجي للسرطان قبل البدء بالعلاج”، وفقاً لما أكده الدكتور “آلان خلف”.

مضيفاً أن خطة المعالجة لهذا المرض تختلف عن بقية الأمراض، ولا يوجد دواء واحد لجميع السرطانات، حيث يختلف حسب الأنواع، كونه يوجد عدة أنواع لسرطان الرئة، وكل نوع له شراسة معينة وطريقة معالجة مختلفة، كما أن كل نوع له أدوية لا تناسب الآخر، و كل ورم لسرطان الرئة مختلف عن الآخر من حيث النمط والمرحلة العمرية، منوهاً أن نفس النمط عند شخصين مختلفين يُعالج بشكل مستقل، لمعرفة ما إذا كان الورم قابل للاستئصال أم  لا.

ويقول الدكتور آلان خلف: “طبيب الأورام لا يستطيع أن يعالج سرطان الرئة وحده، هو فقط يحدد خطط المعالجة بعد التشاور مع طبيب الجراحة والأشعة، بحيث يكون هناك فريق من عدة مختصين، كما أن المعالجة الكيميائية تلعب دوراً كبيراً في معالجة كافة المراحل، والمعالجة الشعاعية أيضاً تدخل تقريباً كافة المراحل وتكون متممة للجراحة”.

واختتم الدكتور” آلان خلف” أخصائي في طب الأورام والمعالجة الكيميائية لقائه بثلاث توصيات هامة للوقاية من سرطان الرئة وهي: “الابتعاد عن المسببات التي تزيد فرصة الإصابة بسرطان الرئة وعلى رأسها التدخين والأركيلة، والتقيّد بشروط السلامة لدى العمال المُعرضين للمواد السامة، اتّباع نمط حياة سليمة من ناحية رياضية ونفسية والتغذية ،  إلى جانب الكشف الدوري والمسح المبكر ومراجعة الطبيب باستمرار وخاصة المدخنين”.

إعداد: أحمد بافى آلان

أدناه رابط اللقاء كاملاً:

التعليقات مغلقة.