دراسة تؤكد أنه حتى المستويات الآمنة لتلوث الهواء يمكن أن تلحق الضرر بأدمغة الأطفال

7

 

تشير أدلة علمية جديدة إلى أنه حتى مستويات تلوث الهواء التي كان يُعتقد منذ فترة طويلة أنها آمنة، يمكن أن تزيد من مخاطر المشاكل الصحية بما في ذلك في الدماغ لدى الأطفال.

وأظهرت نتائج الدراسة التي أجراها باحثون في كلية كيك للطب في جامعة جنوب كاليفورنيا أدلة علمية جديدة أنه أنه حتى مستويات بعض الملوثات التي تعد آمنة من قبل وكالة حماية البيئة، مرتبطة بالتغيرات في وظائف المخ بمرور الوقت.

 

وقال مؤلف الدراسة ديفين إل كوتر، طالب الدكتوراه في علم الأعصاب في كلية كيك للطب: “في المتوسط، تكون مستويات تلوث الهواء منخفضة نسبيا في الولايات المتحدة، لكننا ما زلنا نشهد تأثيرات كبيرة على الدماغ”.

 

وعلى وجه التحديد، هناك ملوثات في الهواء اعتبرتها وكالة حماية البيئة غير ضارة ترتبط الآن بالتغيرات طويلة المدى في الدماغ بمرور الوقت.

 

واستخدم الباحثون بيانات مسح الدماغ لأكثر من 9000 مشارك في دراسة التنمية المعرفية للمراهقين (ABCD)، تتراوح أعمارهم بين 9 و10 سنوات. وتم جمع مجموعة فرعية من بيانات الأطفال بعد ذلك بعامين، ما سمح للباحثين بمراقبة كيفية تغير اتصال الدماغ بمرور الوقت.

 

وأظهر الأطفال الذين تعرضوا لمزيد من الملوثات “تغيرات في الاتصال بين مناطق الدماغ المختلفة”.

 

وفي بعض المناطق، كان لديهم اتصالات أكثر من المعتاد، بينما في مناطق أخرى، كان لديهم عدد اتصالات أقل.

ويساعدنا التواصل بين مناطق الدماغ على التنقل افتراضيا في كل لحظة من يومنا، من الطريقة التي نأخذ بها المعلومات حول محيطنا إلى كيف نفكر ونشعر. تتطور العديد من هذه الروابط الحاسمة بين سن 9 و12 عاما ويمكن أن تؤثر على ما إذا كان الأطفال يعانون من تطور معرفي وعاطفي طبيعي أو غير نمطي.

 

ويقول الباحثون إن مواد الجسيمات الدقيقة PM2.5 وثاني أكسيد النيتروجين (NO2) والأوزون الأرضي (O3) جميعها تؤثر على وظائف المخ والتواصل بين مناطق الدماغ.

 

وتسببت الجسيمات الدقيقة PM2.5 في زيادة الاتصال الوظيفي بين مناطق الدماغ، في حين أن المزيد من التعرض لثاني أكسيد النيتروجين خفض نسبيا هذا الترابط. وكان التعرض لمستويات أعلى من الأوزون الأرضي مرتبطا بوصلات أكبر داخل قشرة الدماغ، وعدد أقل من الروابط بين القشرة الدماغية والمناطق الأخرى، مثل اللوزة والحصين.

 

ولاستبعاد العوامل الأخرى التي يمكن أن تفسر الاختلافات في نمو الدماغ، أخذ الباحثون في الاعتبار كلا من الجنس والعرق ومستوى تعليم الوالدين ودخل الأسرة والموقع الحضري مقابل الريف، والموسمية، حيث يختلف تلوث الهواء عبر أشهر الشتاء والصيف.

ةقال كوتر: “في المتوسط، تكون مستويات تلوث الهواء منخفضة نسبيا في الولايات المتحدة، لكننا ما زلنا نشهد تأثيرات كبيرة على الدماغ. وهذا أمر يجب على صانعي السياسة أخذه في الاعتبار عندما يفكرون في ما إذا كانوا سيشددون المعايير الحالية”.

 

ويهدف كوتر وزملاؤه إلى النظر عن كثب في التركيب الكيميائي للملوثات لتحديد كيف ولماذا تسبب ضررا للدماغ، ما قد يساعد في تحسين اللوائح. كما يخططون لمواصلة استخدام البيانات من دراسة ABCD لتحليل صحة الدماغ بمرور الوقت.

 

وحذرت المؤلفة المشاركة في الدراسة، ميغان إم هيرتينغ من أن تأثير جودة الهواء على شبكات الدماغ “قد يعكس مؤشرا حيويا مبكرا لزيادة مخاطر المشكلات المعرفية والعاطفية في وقت لاحق من الحياة”.

التعليقات مغلقة.