التحالف الوطني الكردي: الحركة السياسية الكردية تمر في مراحل بالغة الصعوبة

30

اجتمعت أحزاب التحالف الوطني الكردي في سوريا بتاريخ ٩ آذار ٢٠٢٣ لمناقشة آخر المستجدات على الساحة الوطنية والقومية، وركّز الاجتماع على كارثة الزلزال التي ضربت تركيا وشمال غرب سوريا، وتداعيات هذه الكارثة على الحالة الإنسانية للشعب السوري.

ورأى الاجتماع أنه لا تطورات جوهرية أو تقدم على صعيد العملية السياسية في سوريا، خصوصاً وأن المجتمع الدولي لازال شديد الانشغال بالأزمة الأوكرانية وتشتد حدة الصراع الدولي في شرق أوروبا مع إصرار جميع الأطراف على حسم المعركة عسكريا وإلحاق الهزيمة بالآخرين، ما جعل الملف السوري ملفاً أقل سخونةً بالنسبة للهيئات الأممية والأطراف الدولية، واتضح ذلك بشكل أكبر من خلال تأخر الاستجابة الدولية للكارثة الإنسانية التي راح ضحيتها آلاف السوريين تحت الأنقاض بينما كان يمكن إنقاذ أرواح الكثيرين لو أن المساعدات وصلت في وقت مناسب، وفي هذا الإطار قيّم الاجتماع إيجاباً استجابة مؤسسات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والتسهيلات التي قدمتها بهدف إدخال المساعدات الإنسانية لمناطق شمال غرب سوريا وكذلك المناطق التي تسيطر عليها سلطة دمشق، كما استنكر الاجتماع محاولات تسييس الكارثة عبر رفض ادخال المساعدات في الوقت الذي كانت فيه آلاف الأرواح البريئة بأمسّ الحاجة لها.

من جهة أخرى أكّد المجتمعون على أهمية الحوارات التي تتم بين مختلف القوى الوطنية الديمقراطية السورية وضرورة أن ينتج عن هذه الحوارات أطراً أكثر فعالية تمثل فيها جميع القوى الوطنية الديمقراطية ما يعزز قدرتها على تحمّل مسؤولياتها الوطنية، ورأي الاجتماع أن شرط نجاح أي مبادرة مرتبطٌ بقدرة المبادرين على إشراك أوسع طيف من القوى والأحزاب وخصوصاً أحزاب الحركة السياسية الكردية في سوريا، وكذلك بأن يكون العمل وفق آليات تحقق الشفافية والوضوح تجاه مختلف القضايا السياسية الملحة، والعمل المشترك والتنسيق فيما بين القوى والأحزاب الديمقراطية التي تهدف لإنجاز التحوّل الديمقراطي، وفي هذا الإطار أكّد المجتمعون أن أي حوار لا يشمل القوى السياسية الكردية سيبقى حواراً غير مكتمل وغير مستوفِ لضرورات العمل الوطني، خصوصاً وأن القضية الكردية لاتزال قضية حيوية لا يمكن تجاهلها.

ومن جهة أخرى ناقش المجتمعون الزيارات التي قام بها مسؤولون رسميون من عدة دول عربية إلى دمشق، وأكّدوا على أهمية الدور العربي في إنجاز العملية السياسية وفق بنود قرار مجلس الأمن الدولي ٢٢٥٤، ودعا الاجتماع الدول العربية للعب دور إيجابي حيال القضية الديمقراطية، وكذلك القضية الكردية في سوريا، كما أكّدوا على ضرورة قيام دمشق بإطلاق حوار سياسي مع ممثلي الإدارة الذاتية وبضمانات دولية بما ينسجم مع روح ومضامين الشرعية الأممية.

كما توقف المجتمعون على صعوبة الأوضاع في عفرين وخصوصا جندريس المنكوبة والتمييز السلبي الذي حدث ضد المتضررين الكرد في تلك المناطق وحرمانهم من المساعدات في سلوك ينم عن عنصرية بغيضة تقودها الفصائل المرتزقة التابعة لتركيا في المناطق الكردية المحتلة، ودعا الاجتماع المجتمع الدولي والمنظمات الدولية وهيئات الإغاثة الدولية وكذلك الأطراف الكردستانية الفاعلة لمواجهة هذه الانتهاكات بحق أبناء الشعب الكردي في هذه المناطق وعدم شرعنة السياسة التركية التي لاتزال مستمرة في مشروع التغيير الديمغرافي بحق السكان الأصليين الكرد.

كذلك فقد استذكر الاجتماع، ضحايا وشهداء انتفاضة ١٢ آذار ٢٠٠٤ والتي كانت تعبيراً عفوياً عن الاحتقان القومي الكردي في مواجهة سياسات الاستبداد والعقل الشوفيني العنصري، والتي هدفت في حينها بعض الأوساط العنصرية في السلطة لبث الفتنة والتفرقة بين أبناء الشعب السوري من الكرد والعرب، وأكّد الاجتماع على أهمية قيم ومبادئ التعايش والسلم الأهلي وعلى الروابط الوطنية والتاريخية التي تجمع بين الشعبين الكردي والعربي والتي يعتبر الحفاظ عليها من أهم أهداف الحركة السياسية الكردية في سوريا.

كما أكّد الاجتماع على أن الحركة السياسية الكردية تمرّ في مراحل بالغة الصعوبة وإن محاولات استهدافها إنما يعبّر عن توجّهٍ يشتغل على استهداف الشعب الكردي والقضية الكردية بحد ذاتها، ومن جهة أخرى أكّد المجتمعون على خطورة الأوضاع على الصعيد القومي الكردي، حيث لازال التوتر هو السمة الرئيسية التي تعتري طبيعة العلاقة بين القوى الكردستانية الرئيسية الأمر الذي ينعكس بشكل سلبي على دور الكرد القومي على صعيد علاقاتهم الوطنية ودورهم في مستقبل بلادهم.

 

١١ آذار ٢٠٢٣

 

أحزاب التحالف الوطني الكردي:

 

حركة الإصلاح-سوريا

 

الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي)

 

حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا

التعليقات مغلقة.