إيران نجمة الموسم… وتحية إلى روسيليني
مواعيد مهمّة تتخلل الدورة 14 من «مهرجان بيروت الدولي للسينما» الذي ينطلق الأربعاء المقبل في «أبراج». 75 عملاً موزّعاً على الأقسام المختلفة، تحمل توقيع أهم الأسماء في الفن السابع من أندريه تيشيني إلى محسن مخملباف
«حرية التعبير، وحقوق الإنسان والبيئة» ثلاثة محاور تدور في فلكها الدورة 14 من «مهرجان بيروت الدولي للسينما» (BIFF)وفق ما أعلنت مديرته كوليت نوفل خلال المؤتمر الصحافي قبل أيام. المهرجان الذي ينطلق في الأول من تشرين الأول في سينما «أبراج» سيحتضن حوالى 75 فيلماً موزّعاً على تظاهراته المختلفة، مع توجيه تحية إلى المعلم الإيطالي روبرتو روسيليني (1906 ـ 1977) عبر استعادة بعض أعماله أولها «روما مدينة مفتوحة» (1945).
الافتتاح سيكون مع العرض الأول في الشرق الأوسط لشريط «غيوم سيلز ماريا» بحضور مخرجه أوليفييه أساياس وبطلته جولييت بينوش. السينمائي الذي عمل في بداية حياته المهنية ناقداً في «دفاتر السينما» الفرنسية من المخرجين الفرنسيين الذين اهتموا بالسينما الآسيوية كما يبدو تأثره بها من خلال أعماله. في «سيلز ماريا»، يبتعد أساياس من ثيمة المراهقة والثورة على المجتمع التي نراها أفلامه من «فوضى» إلى «ما بعد أيار» ليقدم لنا دراما أكثر نضجاً بقسوتها ورقتها معاً عن الوقت والتقدم في العمر والتناقض بين الصورة الخالدة في السينما والمتغيرة دوماً في الزمن الحقيقي. تدور أحداث الشريط في سيلز ماريا في جبال الألب السويسرية، المنطقة التي كتب عنها نيتشيه عام 1879 في رسالة إلى أخته قائلاً: «يخيل لي أنني وجدت الأرض الموعودة. للمرة الأولى أحس بالانفراج. أريد أن أبقى هنا طويلاً». لكن في «غيوم سيلز ماريا»، سرعان ما يتحوّل هذا الإحساس بالراحة إلى صراع مستحيل مع الزمن من خلال ماريا (جولييت بينوش) التي تنعزل في سيلز ماريا مع مساعدتها فالنيتن (كيرستين ستيوارت) لتتدرب مجدداً بعد زمن طويل على مسرحية «حية مالوجا» التي أطلقتها في عالم التمثيل بعد موت صديقها مخرج المسرحية. لكنّها ستلعب هذه المرة دوراً مختلفاً هو المرأة المسنة في المسرحية لا الشابة اللعوب المضطربة التي أدتها في الماضي. يأخذنا المخرج إلى لعبة المسرح داخل السينما حيث يتماهى هذا المسرح الافتراضي الذي تبنيه ماريا وفالنتين في عزلتهما مع الواقع. تغرق بينوش في ميلانكوليا هذه الشخصية الجديدة التي تؤديها.
للسينما الإيرانية حضور قوي في المهرجان ضمن فئة البانوراما الدولية هذه السنة. نشاهد «الرئيس» (2/10 ـ س:22:00) لمحسن مخملباف الذي يعدّ من رواد الموجة الجديدة في السينما الإيرانية وأهم وجوه الفن السابع في إيران ما بعد الثورة الإسلامية. في الفيلم الذي كتبه مخملباف بالاشتراك مع زوجته، يتناول الربيع العربي بطريقة رمزية عبر البورتريه الساخر الذي يرسمه للديكتاتور الذي يفر بعد ثورة الشعب على حكمه، فيتنقل متنكراً مع حفيده الذي يعتقد أنها لعبة. رحلة يتسنى له فيها أن يتعرف إلى شعبه عن كثب ويرى نفسه من خلاله، إلا أن نهايته لن تكون أفضل من نهاية القذافي. كذلك، سيعرض فيلم الإيرانية ميترا فراهاني «فيفي تصرخ من الفرح» (4/10 ـ س:22:00) الذي يجمع بين الوثائقي والروائي، ويتناول الأيام الأخيرة في حياة الرسام والنحات الإيراني بهمن محصّص في المنفى بأسلوب شاعري وساخر معاً.
تحضر الأردن عبر
فيلم «لما ضحكت موناليزا»
ويصوّر «راقص الصحراء» ، ذلك «الفن» المحرم في إيران اليوم. أما المخرجة الفلسطينية الأميركية شيرين دعيبس، فتتناول هذه المرة قضية العودة إلى الجذور في فيلمها الجديد «مي في الصيف» (4/10 ـ 5/10) عبر قصة مي التي تعود من أميركا إلى عمان لتعلن قرارها بالزواج من رجل مسلم، الأمر التي تعارضه أمها المسيحية. إلا أنّه أثناء صراعها مع أمها، تصطدم بنزاعاتها الداخلية وتتراجع في النهاية عن قرارها. تبتعد المخرجة جزئياً في «مي في الصيف» عن الخصوصية التي ميزت سردها السينمائي في «أمريكا» من بساطة ذكية وطريفة والتقاط للتفاصيل الصغيرة والمعبرة. هذه المرة، تعتمد أسلوباً أقل تفّرداً لكن ربما أكثر جماهيرية. فخ قد يقع فيه الكثير من المخرجين في تجربتهم الثانية كما رأينا أيضاً في «القصبة تهتز» لليلى المراكشي. اللافت أيضاً هو حضور السينما الأردنية في المهرجان عبر فيلم «لما ضحكت موناليزا» (2/10 ـ س: 19:30) لفادي حداد الذي جال العديد من المهرجانات ويروي قصة فتاة أردنية تعيش قصة حالمة تخرجها تدريجاً من واقع حياتها المثقل بالقيود في ظل المجتمع الأردني المتزمت والذكوري. من الأفلام المميزة أيضاً «الغرفة الزرقاء» (3/10 ـ 5/10) المقتبس عن رواية الكاتب البلجيكي جورج سيمنون ويخرجه الفرنسي ماتيو أمالريك الذي عرفه الجمهور كممثل حاز العديد من الجوائز.
التعليقات مغلقة.