بالصور: في عمل جراحيّ نادر..”السيّد” يستأصل كتلة بوزن “5 كغ” من بطن مريضة

خاص Bûyerpress

أجرى الطبيب الجرّاح  فهد السيّد ” أخصائي  في الجراحة العامة وجراحة الأوعية الدموية” مؤخّرا في مشفى “نافذ” في مدينة قامشلو عملية جراحية نادرة تكلّلت بالنجاح, حيث خضعت خلالها مريضة من مدينة الحسكة بالغة من العمر 45 عاماً لإزالة كتلة كبيرة في البطن تمتد من الحوض حتى أعلى السرّة.

وقد تألف فريق العمل الجراحي الذي استمر حوالي أربع ساعات من طبيبة التخدير سمر روحي, ومساعديْ الجرّاح أحمد ورضوان علي, وتمّ خلاله استئصال كتلة بوزن 5 كغ, .

وأوضح الدكتور فهد السيّد أن المريضة راجعتهم وهي تشكو من وجود كتلة كبيرة في البطن تمتد من الحوض حتى أعلى السرّة, وكانت تشكو في الفترة الأخيرة من نقص وزن إضافة لنقص شهية, إمساك, وتعدّد “بيلات”, وقد تبيّن من خلال الفحص حجم ومكان الكتلة, حيث قمنا بالتصوير الطبقي المحوري للبطن, ونتيجة التصوير, تبيّن أن الكتلة ممتدّة من الحوض الصغير حتى أسفل الكليتين, وتشمل وتملأ الحفر الحرقفيّة اليمنى واليسرى.

وأضاف السيّد:” بعد دراسة حالة المريضة, وإجراء التحاليل اللازمة والصور الإشعاعيّة الإضافيّة تقرّر إجراء العمل الجراحي, وتمّ إجراء العمل الجراحي عبر شقّ ناصف يمتدّ من أعلى السرّة حتى الناحية الخثريّة, حيث تم فتح البطن وتمّ قلب الكولون الأيسر وتسليخ الكتلة كاملة من الحوض حتى أسفل الكليتين بعد عزل الحالبين بالطرفين, وعزل الأوعية الكبيرة في البطن (الأبهر البطني والأوعية الحرقفية والأجوف السفلي) حيث تم استئصال الكتلة كاملة وأرسلت للتشريح المرضيّ”.

وتابع السيّد:” كانت الكتلة تزن حوالي خمسة كغ, وبعد إرسالها إلى التشريح المرضي بأسبوع كانت النتيجة أنها كانت عبارة عن “ليبوساركوما ولدفرنشيتيت” وهي عبارة عن نوع من سرطانات الشحم, يملأ خلف ” البريتوان” وهي كتلة شحمية كبيرة, ومن الأورام التي تنشأ على الأنسجة الرخوة” منوّهاً أن :” هناك أورام شحميّة خبيثة, وأورام شحمية سليمة, وهذه الكتلة تحديداً من نوع “الليبوساركوما” وهي من الأنواع الخبيثة “ولدفرشيتيت”  أي جيّدة التمايز”.

وأكّد السيّد أن :” المريضة خرجت من المشفى بحالة عامة حسنة, ولم تحصل أي اختلاطات, طبعاً وهي بحاجة إلى مراجعة دورية كل ستّة أشهر, للتصوير الطبقي المحوري للبطن, مع مراقبة, وأغلب هذه الأورام لا تحتاج إلى العلاج الكيماوي كون الكتلة أزيلت بالأساس, لكن تبقى بحاجة للمتابعة, لأنه في مثل هذه الحالات فأن “الساركومات” أي العمل الجراحيّ هو الأساس”.

هذه الحالة “ليبو ساركومات خلف البريتوان” من الحالات النادرة جدّاً وخاصّة بهذا الحجم.

وعن انتشار الأمراض الخبيثة في الفترة الأخيرة قال السيّد:” انتشرت الأورام الخبيثة في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ في المنطقة, وكنصيحة للجميع, فأن كل من يلاحظ على جسمه تبدّلات معيّنة كالنزف من فوهات الجسم بشكل عام, سواء من الفم أو الأنف أو الشرج, أو الاشتباه بظهور كتلة في الجسم, أو ظهور تبارز معيّن في الجسم, أو إمساك مزمن, أو نزف هضمي سفلي, عليه مراجعة الطبيب, لأن جميع هذه الحالات بحاجة إلى متابعة من الطبيب المختص, سيّما أن الظروف البيئيّة ساءت بشكل كبير لدينا في المنطقة, ولم تبق هناك معايير معينة تطبق على الحالة الطبية مثل الفترة السابقة, لذا على الجميع أن يكون أكثر حرصا”.

واختتم الطبيب الجرّاح  فهد السيّد ” أخصائي  في الجراحة العامة وجراحة الأوعية الدموية” حديثه بالقول:” نسبة الأورام والسرطانات مقارنة مع الفترة السابقة مزدادة نسبياً في المنطقة, لكن هل هي زيادة كاذبة أم حقيقية لا ندري. سابقا كان المواطن يلجأ إلى مراكز المعالجة في حلب ودمشق بمجرد الاشتباه بأي مرض, أما الآن فتتم معالجته في القامشلي, ونلاحظ أن هناك زيادة في نسبة المراجعين في العيادات والمشافي, ونعمل على علاجها بوتيرة عالية”.