نص كلمة جمعية الثقافة الكردية في جنيف في المنتدى الدولي لحقوق الأقليات بدورته التاسعة في قصر الأمم بجنيف

48

15209022_1479781008703407_700581534_n

السيد الرئيس

أيتها السيدات أيها السادة الكرام

باسم جمعية الثقافة الكردية في جنيف نحييكم أجمل التحية، ونتقدم بالشكر الجزيل للذين أتاحوا لنا هذه الفرصة، ليتسنى لنا المشاركة في هذا المنتدى العالمي ولنعبر عن رؤيتنا للمشهد الحضاري والإنساني في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في بلاد ما بين النهرين ( ميزوبوتاميا )

إذا كانت الثقافة بمفهومها العام هو منتج حضاري وبشري يمتدّ لآلاف السنين مضت فإن الحفاظ على هذا المنتج يصبح مهمّة بشرية بامتياز بغض النظر عن انتماءه العرقي أو الديني أو البقعة الجغرافية الحاملة لها.

إلّا أن المثير في الأمر ظلّ الشعب الكردي والأقليات القومية والدينية في منطقة ميزوبوتاميا يتعرضون لسياسة ممنهجة تستهدف صهر ثقافتهم ومحوهم من الوجود ، وخاصة في المئوية الأخيرة ، فلم يهدأ البال لحكومات تركيا وسوريا والعراق و ايران إلّا وأن حاولوا ومازالوا يحاولون القضاء على الهويّة الثقافية لأبناء تلك المنطقة ولم يتوانوا عن اتباع أبشع السياسات لإنهاء هذا التنوع الثقافي والبشري من خلال انتهاج سياسة تجريم التحدث بالغة الأم وخاصة التحدث باللغة الكردية في هذه البلدان فضلا عن سياسات التجويع والتهجير والتجهيل والقتل التي اتبعت.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا كل هذا العنف الممنهج المتبع ضد الشعب الكردي والأقليات الأخرى؟ هل هذه الشعوب تشكّل خطرا على الحالة الوجودية للدول المذكورة أعلاه؟

نحن نعتقد أن الثقافة الكردية والمخزون المعرفي والحضاري لدى الشعب الكردي بشكل خاص وأبناء ميزوبوتاميا بشكل عام حيث منشأ الأديان السماوية والحضارات البشرية كالحضارة الآشورية والكلدانية والسومرية والميدية لا يفتقر إلى الرقي والتمدن والامتثال لقيم الخير والقبول بالآخر والاستعداد الدائم للتعايش السلمي والحث على التقدم والتطور البشري وخير دليل على قولنا التراث الحضاري لهذه الشعوب.

اذاً لم يكن الخوف مبني على أساس علمي أو ناتج عن تحليل منطقي للصيرورة التاريخية بقدر ما هو ناتج عن عقلية الانفراد والتسلط والهيمنة والمحاولة الحثيثة لإبقاء تلك الشعوب في حالة التبعية الكاملة وحرمانها من التمتع بممارسة حقّها في تقرير مصيرها.

الكرد يغنون للطبيعة ويرقصون لها وينشدون الخير في مواسم الزراعة والرعي. يسعون نحو العلم ويأبون الجهل كما يأبون الظلم والاضطهاد كذلك الحال بالنسبة للشعوب الأخرى المتعايشة في نفس البقعة الجغرافية.

أيتها السيدات أيها السادة

نحن نرى في التنوع الثقافي واللغوي والديني والعرقي ثراء للبشرية وهو هبة إلهية نقدسها ونحترمها، من الأجدر القيام بما يلزم لتطوير هذا التنوع والتمايز الجميل لمكونات المنطقة.

من خلال هذا المنتدى وهذا المنبر ندعو كافة الشعوب المحبة للخير والتسامح والسلام الوقوف مع الشعب الكردي والأقليات الأخرى والعمل على الحفاظ على تراثهم التاريخي وتقديم كافة أشكال الدعم لهم لتطوير ثقافاتهم والارتقاء بها والتعويض عن سنوات طويلة من الاضطهاد الممارس ضدها.

شكرا لكم على حسن استماعكم

جمعية الثقافة الكردية في جنيف

24/11/2016

15209007_1479780972036744_1070736333_n

التعليقات مغلقة.