خطوات دعم «المعارضة المعتدلة» تنطلق.. و«الحرّ»: بإمرتنا 120 ألف مقاتل
يبدو أنّ ملامح الخطوات التنفيذية بشأن تدريب المعارضة السورية المعتدلة من قبل الولايات المتحدة والغرب، بدأت بالفعل من أجل ملء الفراغ في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، وذلك مع احتدام ضربات التحالف الدولي للتنظيم المتطرف، غير أن الأمر لا يزال غير واضح تماما لناحية الفصائل التي ستتلقى الدعم الأميركي وفاعليتها على الأرض.
وكان رئيس أركان الجيش الأميركي، الجنرال مارتن دمبسي، قد صرح، أول من أمس، بأن استعادة الأراضي التي سيطر عليها «داعش» تتطلّب ما بين 12 و15 ألف مقاتل من المعارضة السورية.
وتصب اجتماعات يومية تعقد بين ممثلين من دول التحالف ضّد الإرهاب مع قادة في فصائل معارضة، ضمن هذا التوجّه، لكن لم يحسم أي شيء لغاية الآن، بينما أكد مصدر في المجلس العسكري في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط»، أن الإعلان عن توحيد 20 فصيلا برعاية مسؤولين أميركيين لمحاربة التنظيم «لم يكن إلا خطوة إعلامية أكثر منها عسكرية أو تنظيمية».
وأضاف: «رغم احترامنا (للمسيحيين) السريان الذين يدخل عدد منهم في فصائل الجيش الحر، لكن علامة الاستفهام تطرح بشأن الطريقة التي حاولوا من خلالها الترويج لنتائج هذا الاجتماع، والتركيز على أنّ هناك فصيلا خاصا بالطائفة السريانية، هو أمر ليس صحيحا».
وكانت شبكة «سي إن إن» الأميركية، أوردت خبرا، الجمعة، ذكرت فيه أن قادة أكثر من 20 جماعة معارضة سورية، بما فيهم زعماء جماعات مسيحية، وقعوا اتفاقا في تركيا لتوحيد صفوفهم في محاربة تنظيم «داعش»، والقوات الحكومية الموالية لنظام بشار الأسد.
وأشارت القناة إلى أن القادة اتفقوا على العمل سويا من أجل التأكيد على أن «سوريا الحرة» لن تشهد تمييزا بين كل العرقيات والديانات والأحزاب السياسية، ويتمتع فيها الجميع بحقوق متساوية.
بدوره، أكد خالد الصالح، رئيس المكتب الإعلامي في الائتلاف السوري المعارض، عقد قيادة الجيش الحر وفصائل معارضة اجتماعات في تركيا قبل يومين مع أعضاء في الكونغرس الأميركي، غير أنه نفى توقيع اتفاق يوحد بينها لقتال «داعش» أو نظام بشار الأسد.
وكتب الصالح على صفحة «مراسل سوري» على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، «كان هناك مجرد اجتماع بين فصائل من الجيش الحر وأعضاء الكونغرس، ولقاء آخر منفصل بين قيادة أركان الجيش الحر وأولئك الأعضاء، ولقاء ثالث منفصل بين فصيل من السريان (طائفة مسيحية) والأعضاء أنفسهم، ولم يوقع أي اتفاق»، وأشار إلى أن المجتمعين أكدوا أن دعم الجيش الحر سيكون «أنجح في تخليص سوريا من كل من الأسد و(داعش)».
وفي ظل الخلافات التي عصفت أخيرا بالمجلس العسكري وقرار حله من قبل رئيس الائتلاف، هادي البحري، بينما تصر دول التحالف على التعاون مع «المعارضة المعتدلة»، قال عضو المجلس العسكري، أبو أحمد العاصمي، إنّ «الخلافات التي أدّت إلى اتخاذ رئيس الائتلاف قرارا بحلّ المجلس، وهي خطوة غير قانونية، لم ولن تؤثّر على عمله، والدليل على ذلك أنّ التنسيق بين الفصائل لا يزال مستمرا والجهود ترتكز على ضمّ فصائل إضافية إليها»، وأشار إلى أن «المجلس يتكوّن اليوم من 30 فصيلا، ويبلغ عدد العناصر التي تعمل تحت لوائه نحو 70 ألفا، بينما يصل العدد الكلي إلى 120 ألفا، إذا أضيفت إليه مجموعات أخرى منفصلة عنه، ولكنها تعمل بالتنسيق معه عسكريا على الأرض».
وفيما بات معروفا أنّ التنسيق يرتكز بالدرجة الأولى مع فصائل محدّدة، صنّفتها أميركا بـ«المعارضة المعتدلة»، أبرزها «حركة حزم» و«جبهة ثوار سوريا» و«الفرقة 113» و«الفرقة 101»، وقد بدأت كذلك بتلقي الدعم، يقول العاصمي إنّ «هناك ما يمكن تسميته بـ(خلايا نائمة) للجيش الحر في تنظيم (داعش)، وهي المجموعات التي كانت بايعت (داعش) بعدما فقدت الدعم المالي والعسكري، وبالتالي إذا تلقينا الدعم اللازم فهؤلاء جميعهم سيعودون إلى قواعدهم في صفوف الجيش الحر، إضافة كذلك إلى المقاتلين في العشائر».
وكان الجنرال دمبسي قال إن «التصدي لـ(داعش) يتطلب قوة معارضة تضم ما بين 12 و15 ألف مقاتل لاستعادة الأراضي التي جرت خسارتها في شرق سوريا؛ أي 3 أضعاف عدد المقاتلين الذين يفترض أن تدربهم الولايات المتحدة، بموازاة انطلاق الضربات العسكرية ضدّ مواقع (داعش) في سوريا».
وفي هذا الإطار، رأى العاصمي أنّ «هذه التقديرات تدلّ على جهل بالواقع الميداني وأنّ الجبهة الشرقية من سوريا تتطلّب عددا أكبر سيجري استقدامهم من الجبهات الأخرى، وبالتالي يحتاج الأمر إلى المزيد من التنسيق والتخطيط»، وأضاف: «لا شكّ أن التركيز على الجبهة الشرقية؛ حيث يوجد (داعش) مهمّا، لكن، ماذا عن الجبهات الأخرى التي تتطلّب بدورها خططا، منعا للفراغ على الجبهات الأخرى، وترك الفرصة أمام النظام للسيطرة عليها؟».
وكان ديمبسي قال إن «الخطة الحالية التي تشمل 5 آلاف مقاتل يفترض أن يدربوا ويسلحوا من قبل مدربين أميركيين خلال السنة المقبلة لم تكن في أي وقت تمثل العدد النهائي للقوات التي ستشكل قوات المعارضة (المعتدلة)»، وأضاف: «5 آلاف لم يكن يوما الرقم النهائي».
وهي المرة الأولى التي تتحدث فيها واشنطن عن حجم محدد للقوة المطلوبة للتصدي لتنظيم «داعش» في سوريا. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن في ختام قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بداية الشهر الحالي، أن إدارته لن تنشر قوات على الأراضي السورية بعد تحريرها من «داعش»، مضيفا أن «المعارضة المعتدلة في سوريا هي الطرف الذي سنتعاون معه لمواجهة التنظيم».
عن الشرق الأوسط
التعليقات مغلقة.