سيكولوجية المُراهقة.. البحث عن الاستقلال

26

التقاط

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

يعرِّف الكاتب السوري د. أحمد محمد الزعبي المراهقة بأنَّها تعني من الناحية البيولوجية تلك الفترة من حياة الفرد التي تبدأ بالبلوغ، وتستمر حتى سن النضج، فهي مرحلة تمتد من نهاية مرحلة الطفولة، وتستمر حتى بداية سن الرشد، وبهذا المعنى يكون المراهق ليس طفلاً وليس راشداً، وتتميَّز المراهقة من الناحية البيولوجية بمجموعة من التغيرات الجسمية في الطول والوزن، إضافة إلى التغيرات الفيزيولوجية.

كما تعتبر المراهقة من الناحية النفسية والاجتماعية مرحلة انتقال من طفل يعتمد على الآخرين إلى شخص يحاول الاستقلال بذاته ويعتمد على نفسه مكوِّناً شخصيته المستقلة وصولاً به إلى سن الرشد وسن الكمال، وهذا الانتقال يتطلَّب من المراهق تحقيق توافقات جديدة مع الآخرين، وما يتطلبه الآخرون وذلك وفقاً للثقافة السائدة في المجتمع الذي يعيش فيه.

ويشير مؤلِّف «سيكولوجية المراهقة»، أنَّه في فترة المراهقة تتذبذب انفعالات المراهقين، حيث تسير من النقيض إلى النقيض إذا لم توجد البيئة الاجتماعية المناسبة التي تهتم بشخصياتهم، وتقدم لهم الرعاية الكافية. فهناك الكثير من الآراء والنظريات التي وصفت المراهقة على أنَّها مرحلة عصيبة حرجة في النمو، يشوبها القلق والتوتر والأزمات النفسية. فقد وصفها ستانلي هول بأنَّها فترة عواصف وتوتر وشدَّة،..

وأنَّ حوالي 35 % من المراهقين تكون المراهقة بالنسبة لهم فترة نمو مفاجئ وشديد، ويتضمَّن صراعاً في الإقدام والإحجام، كما أنَّ 53 % من أفراد العيِّنة التي درسها أوضحت بأنَّ المراهقة فترة مستقرَّة، فالمراهق كما أوضح هول يتأرجح بين النقيض والنقيض في حياته النفسية، فهو يكون سعيداً متفائلاً في يوم من الأيام، ثمَّ يكون تعيساً متشائماً كئيباً في يوم آخر، حتى أنَّ البعض ذهب في وصفه لسلوك المراهق بنوبات الفصام أو الشيزوفرينيا. في حين ذكر أفلاطون أنَّ المراهقين كثيراً ما يكونون عرضة للجدل والخلاف مع الآخرين لمجرَّد المجادلة والمناظرة،..

ولكن هذا ليس هو دائماً حال المراهق، فالدراسات والبحوث الحديثة أظهرت أنَّ مشكلات المراهق تعود في الواقع إلى الظروف والعلاقات الاجتماعية، والاتجاهات الثقافية التي يعيش في إطارها، وركَّزوا على ترويضهم وضبط نزعاتهم الهوجاء.

ثمَّ يستعرض المؤلِّف مجموعة من الآراء لباحثين وعلماء نفس في تعريف المراهقة، حاول كلٌّ منها التركيز على جانب من جوانب النمو في المراهقة، فقد عرَّفها هوروكس بأنَّها الفترة التي يكسر فيها المراهق شرنقة الطفولة ليخرج إلى العالم الخارجي، ويبدو في التفاعل معه والاندماج فيه.

المؤلف في سطور

د. أحمد محمد الزعبي باحث وأستاذ جامعي من مؤلفاته: «أسس علم النفس الاجتماعي، سيكولوجية المراهقة، أسس علم النفس الجنائي».

عن بيان الكتب

 

 

التعليقات مغلقة.