مفاجأة للسيدات حول الحمل في سن متقدمة!

162

 

يشيع أن الإنجاب في سن متأخرة يؤثر سلبًا على صحة الأم، إلا أن بحثا جديدا أظهر أن الإنجاب في سن كبيرة ربما يضيف سنوات إلى العمر بصحة أفضل. ولكن مازال هناك جدل علمي حول السبب والذي يرى بعض العلماء أن العكس هو الصحيح، وأن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث، ولكن يبقى أن هناك ارتباط بين الإنجاب في سن متأخرة والتمتع بصحة جيدة.

أغطية الكروموسومات الواقية

ووفقا لما نشرته “ديلي ميل” البريطانية، أثبتت نتائج البحث العلمي أن النساء اللواتي أنجبن آخر طفل لهن في سن الثلاثين أو الأربعينيات يعشن أطول من الأمهات الأصغر سنًا بصحة أفضل. وترجح نتائج البحث أن السبب ربما يعود إلى ما يسمى بـ”التيلوميرات”، وهي الهياكل التي تعمل كأغطية واقية في نهاية الكروموسومات.

ودرس الباحثون حالات أكثر من 1200 امرأة إما بعد أو أثناء مرحلة سن اليأس من خلفيات اجتماعية واقتصادية مختلفة. وتوصل الباحثون إلى أن طول “التيلوميرات” يرتبط بالحياة لعدد أطول من السنوات دون الإصابة بالأمراض، في حين أن وجود تيلوميرات قصيرة فإنه غالبًا يعني أن أصحابها معرضون للإصابة بالأمراض.

تأخر إنجاب الأثرياء

كانت دراسة سابقة على نطاق صغير قد توصلت إلى أن الأمهات الأكبر سنًا يتمتعن بوجود تيلوميرات أطول، إلا أن تلك النتيجة كانت قائمة على الملاحظة وتحدها قيود كبيرة. فعلى سبيل المثال، لم يكن من الممكن استبعاد أن الأمهات اللواتي ينجبن أطفالًا في وقت لاحق من الحياة لديهن تيلوميرات أطول لأنهن أكثر ثراءً، حيث توجد ترجيحات بأن العديد من النساء الميسورات يتأخرن في بدء تكوين أسرهن لاهتمامهن بممارسة مهنة ما، بينما تميل الزوجات الأقل ثراءً إلى الحمل في وقت مبكر من حياتهن الزوجية.

كما تضمنت التحفظات أو القيود على نتائج الدراسة السابقة أن المرأة الثرية، التي تهتم بعملها وأنجبت أطفالها في سن أكبر ربما تتمتع بتيلوميرات أطول بسبب مجموعة متنوعة من العوامل، منها الحصول على رعاية صحية عالية الجودة ونظام غذائي أفضل وراحة جسدية.

تحييد العوامل المربكة

ولضمان عدم تأثير تلك العوامل المربكة على النتائج، أخذ الباحثون في الحسبان الوضع الاجتماعي والاقتصادي في البحث العلمي الجديد.

قالت الباحث الرئيسي تشيس لاتور، عالم الأوبئة في جامعة نورث كارولينا: إنه “من المرجح أن يكون لدى النساء اللواتي أنجبن طفلهن الأخير في وقت لاحق من الحياة تيلوميرات أطول، وهي علامة بيولوجية للصحة على المدى الطويل وطول العمر”.

كرات الدم البيضاء

كما أظهرت اختبارات الدم أن الزوجات اللواتي أنجبن طفلهن الأخير في سن المراهقة أو العشرينات لديهن تيلوميرات أقصر. ركز الباحثون على نوع من خلايا الدم البيضاء التي تلعب دورًا رئيسيًا في مكافحة العدوى والمرض.

وقالت بروفيسور لاتور: إن “هذه النتائج، بالاقتران مع نتائج دراسة رصدية سابقة، تشير إلى أن عمر الأم وعوامل إنجابية رئيسية أخرى مرتبطة بطول التيلوميرات لدى النساء في سن اليأس. ويمكن أن يكون لهذا آثار على فهم أفضل للصحة على المدى الطويل في هذه الفئة من السكان”.

جدل حول السببية

يعتقد الباحثون أنه من المحتمل أن تكون القدرة على الإنجاب والوضع في سن متأخرة مؤشرًا على التمتع بصحة جيدة، وبالتالي فإن السببية هي العكس، بمعنى أنه بدلًا من أن يكون تأثير السن المتأخرة، الذي حدث فيه الحمل، هو الحصول على “تيلومير” أكثر طولًا فإن هناك احتمالا بأن النساء اللواتي يتمتعن بـ”تيلومير” أطول هم الأكثر قدرة على الإنجاب في الثلاثينات والأربعينات من عمرهن.

وترى دكتور ستيفاني فوبيون، المدير الطبي لجمعية سن اليأس بأميركا الشمالية NAMS، أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كان عمر الأم الأكبر سنًا عند الولادة الأخيرة يتسبب في إطالة التيلوميرات أو ما إذا كان طول التيلومير بمثابة مؤشر على حالة الصحة العامة ويتوافق مع قدرة المرأة على إنجاب طفل في في سن متأخرة.

 

التعليقات مغلقة.