إجراءات يونانية وبلغارية مشددة لمنع دخول المهاجرين القادمين من تركيا
منعت اليونان يوم الجمعة 28 فبراير/ شباط 2020 مئات المهاجرين من دخول معبر حدودي مع تركيا، وأعلن رئيس حكومتها عدم التساهل مع أي “دخول غير شرعي” وذلك بعد ساعات على تأكيد أنقرة أنها لن تمنعهم من العبور إلى أوروبا.
وشاهد أحد مراسلي فرانس برس عند معبر حدودي في كاستانييس بمنطقة إيفروس بشمال شرق اليونان، شاحنات للجيش محملة بأسيجة شائكة وجنود مسلحين، في وقت أكدت أثينا رفع التأهب على الحدود “إلى أقصى درجة ممكنة”.
وقال رئيس الوزراء كرياكوس ميتسوتاكيس في تغريدة “أعداد كبيرة من المهاجرين واللاجئين تجمعت في مجموعات كبيرة على الحدود البرية التركية اليونانية وحاولت دخول البلاد بطريقة غير شرعية”.
وأضاف “أريد أن أكون واضحا: لن يتم التساهل مع أي دخول غير شرعي إلى اليونان. نحن بصدد تعزيز أمن حدودنا”.
وأكدت أثينا أن رئيس الأركان العامة اليوناني ووزير الشرطة توجها إلى المنطقة.
ووصل نحو 300 شخص إلى المنطقة في وقت سابق اليوم، على ما يبدو من أدرنة بتركيا، بحسب ما أفادت مصادر في الجيش والشرطة فرانس برس.
وقال أفغاني يدعى صبغة الله أماني يبلغ من العمر 20 عاما “سمعنا إنهم سيعطون الاذن ويمكننا جميعا المغادرة”.
وأضاف قائلا لوكالة فرانس برس في محطة حافلات في إسطنبول “لذا، سنغادر جميعا ونتوجه إلى ألمانيا”.
من جانبها تحدثت وكالة “ديميرورين” التركية الخاصة عن وصول مهاجرين آخرين إلى سواحل ايواجيك في غرب تركيا، سعيا للوصول بالقوارب إلى جزيرة ليسبوس اليونانية.
ووفقا لمراسلي فرانس برس في ليسبوس، فقد وصل مركبان على متنيهما نحو 70 شخصا العديد منهم كانوا يسيرون على الشاطئ حاملين أطفالا على ظهورهم.
– بلغاريا تشدد الإجراءات
في بلغاريا أعلن رئيس الوزراء بويكو بوريسوف عن إرسال قوات من الشرطة إلى “حدودنا (مع تركيا) في ساعة مبكرة صباحا” معربا عن “القلق من انسحاب حرس الحدود الأتراك”.
وقال وزير الدفاع البلغاري كراسيمير كراكاشانوف الجمعة إن مجموعتين تضم كل منهما 30 شخصا حاولوا دخول بلغاريا في وقت سابق لكن تم إيقافهم في تركيا قبل عبور الحدود. وقال إن ألف جندي تم استنفارهم لتعزيز الحدود في حال الضرورة.
وإضافة إلى محاولة الوصول إلى أوروبا عن طريق البر، يحاول اللاجئون الوصول إلى اليونان بحرا.
في وقت سابق الجمعة، أعلن مسؤول تركي كبير أن أنقرة لن تمنع المهاجرين الذي يحاولون الوصول إلى أوروبا من عبور الحدود، بعد وقت قصير على مقتل 33 جنديا تركيا بغارة جوية في إدلب بشمال سوريا.
وقال مصدر حكومي يوناني “بعد التطورات في إدلب، تجري (أثينا) اتصالات مكثفة مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي”.
وتخشى تركيا التي تستضيف حاليا حوالي 3,6 مليون لاجئ سوري من وصول مزيد من اللاجئين في ظل تنامي التململ وسط الأتراك من تواجدهم.
وتخشى اليونان وشركاؤها الأوروبيون من تدفق مزيد من اللاجئين من سوريا. ووصل أكثر من مليون لاجئ إلى أوروبا عام 2015، وانتهت تلك الموجة عقب توقيع اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لضبط هذه الأعداد.
وتواجه اليونان صعوبات في إيواء آلاف طالبي اللجوء الذين علق عدد منهم في البلاد منذ نحو خمس سنوات، خاصة في الجزر التي تعاني مخيماتها من الاكتظاظ.
ويقيم أكثر من 38 ألف مهاجر في مخيمات مكتظة في جزر ليسبوس وخيوس وساموس وليروس وكوس، ما يزيد بمرات عدة عن قدرتها الاستيعابية الرسمية التي لا تتعدى 6200 شخص.
وأعيد بضع مئات من المهاجرين إلى تركيا، فيما عدد قليل من الدول الأوروبية عرض استقبال لاجئين من اليونان بعد إغلاق حدود الاتحاد الأوروبي عام 2016.
وفشلت حكومة ميتسوتاكيس المحافظة التي تولت السلطة في تموز/يوليو، في إقناع سلطات الجزر اليونانية بالموافقة على إنشاء مرافق مخيمات جديدة.
والمخيمات في البر الرئيسي ممتلئة أيضا، فيما السلطات هناك تعارض محاولات استقبال طالبي لجوء آخرين.
في وقت سابق هذا الأسبوع سعت الحكومة إلى الدفع بخططها المتعلقة بالمخيمات بإرسال شرطة مكافحة الشغب وآليات بناء إلى ليسبوس وخيوس.
لكن بعد أيام من المناوشات العنيفة مع متظاهرين محليين أدت إلى جرح العشرات، تم سحب الشرطة الخميس.
وأعلن ميتسوتاكيس إنه سيزور ساموس وليسبوس وخيوس عقب لقاء مع رؤساء بلديات الخميس في مسعى لتهدئة التوتر.
التعليقات مغلقة.