دول عربية مستعدة للمشاركة بقوات وطائرات لضرب «داعش»

25

An undated family handout photo of British aid worker Alan Henning taken at a refugee camp on the Turkish-Syria border

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

حقق البيت الأبيض تقدماً في إقناع الكونغرس بالموافقة على برنامج لتمويل المعارضة السورية وتدريبها، في وقت حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري النظام السوري من القيام بـ «أي عمل يندم عليه» باعتبار أن واشنطن لن تنسق معه حول ضربات جوية محتملة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وسط تأكيده أن دولاً حليفة وعربية أبدت استعداداً لإرسال قوات، والمساهمة في الضربات الجوية. وتزامن الحديث عن الضربات مع انخفاض سريع في سعر صرف الليرة السورية، ووصل إلى حوالى 220 ليرة مقابل الدولار الأميركي، في أكبر انخفاض منذ تلويح واشنطن بضرب مواقع النظام بعد الهجوم الكيماوي

وقال كيري لشبكة «سي بي إس» أمس: «لن ننسق (الحملة الجوية) مع سورية. سنعمل بالتأكيد على تفادي التداخلات، والتأكد من أنهم (السوريون) لن يقوموا بأي عمل سيندمون عليه أكثر». واستخدم كيري عبارة «عدم التصادم» التي تصف باللغة العسكرية، إجراءات التنسيق لتفادي خطر التصادم في الجو مثلاً أو وقوع إصابات بنيران صديقة.

وكرر كيري القول «لن ننسق»، بعدما أعرب مسؤولون سوريون عن تأييدهم توجيه ضربات ضد «داعش» شرط التنسيق مع النظام. وسمح الرئيس باراك أوباما الأسبوع الماضي بشن ضربات جوية في سورية، لكن الولايات المتحدة لم تنتقل حتى الساعة إلى مرحلة التنفيذ، بالتزامن مع جولة يقوم بها كيري لحشد تحالف ضد التنظيم. وقال إن بعض أعضاء التحالف على استعداد لإرسال قوات إلى الأرض، من دون أن يسميهم. وأضاف: «لكن هذا ليس على أي حال ما نعتزم القيام به في الوقت الراهن»، في وقت كشف مسؤول أميركي أن دولاً عربية عرضت المشاركة في الضربات الجوية ضد «داعش»، قائلاً: «بعض الدول أشارت منذ فترة إلى أنها مستعدة لضرب التنظيم في العراق وأماكن اخرى» في إشارة إلى سورية.

وأردف كيري: «هناك قوات على الأرض لا تنتمي إلينا (…) المعارضة السورية موجودة ميدانياً، ومن المؤسف أن تكون قاتلت تنظيم «الدولة الإسلامية» بمفردها في السنتين الماضيتين»، لافتاً إلى أن تسليح هذه المعارضة السورية وتدريبها هما جزء مهم من استراتيجية الرئيس أوباما للقضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية». وقال كبير موظفي البيت الأبيض دينيس ماكدونو أمس: «نرى تقدماً جيداً للغاية في الكونغرس بما في ذلك في مجلس النواب تحت رئاسة (الجمهوري جون بينر) لضمان أن لدينا السلطة لتدريب وتجهيز المعارضين السوريين الذين يقاتلون التنظيم». ومن المتوقع أن يصوت الكونغرس على هذا الموضوع خلال الأسبوع الحالي.

وقال ماكدونو لشبكة «إن بي سي إن»: «النجاح سيتحقق عندما يصبح (تنظيم) الدولة الإسلامية عاجزاً عن تهديد أصدقائنا في المنطقة وعن تهديد الولايات المتحدة، ويتحقق أيضاً عندما يصبح تنظيم الدولة الإسلامية غير قادر على جذب المجندين أو تهديد المسلمين في سورية وإيران أو العراق بأي شكل من الأشكال. ذلك هو النجاح». وحاول أيضاً تبديد الانطباع الذي خلفه كلام للرئيس الأميركي خلال مقابلة الشهر الفائت، شكك فيه بقدرة المعارضة السورية على خوض قتال فاعل. وقال ماكدونو لشبكة «سي إن إن»: «إنهم يصبحون أفضل وأكثر استعداداً (للقتال) خصوصاً، وهذا هو المهم، أن المعارضة السورية التي تقاتل الدولة الإسلامية تستطيع التعويل على القوة الجوية للولايات المتحدة والائتلاف لدعم جهودها».

في لندن، أكدت وزارة الخارجية البريطانية الأحد صحة شريط فيديو تبنى فيه «داعش» قتل الرهينة البريطاني ديفيد هينز بقطع الرأس، فيما توعد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون بمطاردة المسؤولين عن الجريمة. وتعرض كامرون لضغوط للمساهمة في الضربات الجوية ضد التنظيم.

في المقابل، وزع تنظيم «داعش» أمس في الرقة معقل التنظيم في شمال شرقي سورية «وثيقة المدينة» لتعريف الأهالي والعشائر بـ «العقد» الذي يربطهم بـ «إخوانهم المجاهدين» وبالمبادئ الشرعية بين «الراعي والرعية»، قائلاً إنه «عهد الدولة الإسلامية وعهد الخليفة أبو بكر القرشي».

على صعيد آخر، تجاوز سعر صرف الدولار الأميركي عتبة مئتي ليرة سورية للمرة الأولى منذ سنة. وقال مصرفيون ومتعاملون في أسواق دمشق إن الدولار صرف بـ220 ليرة سورية بعدما كان 165 ليرة قبل أسبوع، علماً أنه كان 46 ليرة في بداية 2011. ويعود أشد انخفاض إلى أيلول (سبتمبر) العام الماضي عندما لوحت واشنطن بقصف مواقع للنظام بعد الهجوم الكيماوي على غوطتي دمشق. وسجل سعر الدولار أمس تدهوراً سريعاً وصل إلى 25 ليرة خلال 24 ساعة

التعليقات مغلقة.