بريطانيا تمول محققين لتوثيق جرائم “الدولة الإسلامية”

26

Bag5-300x168

 

 

 

 

 

 

علمت بي بي سي أن فريقا من المحققين الدوليين، ممولا من الحكومة البريطانية، يعمل على جمع أدلة ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يرتكبون أعمالا وحشية في العراق وسوريا لتقديمهم للمحاكمة.

 

وأمضى المحققون أشهر عدة في إعداد نحو 400 ملف جاهز لمحاكمة كبار قادة ومسلحي التنظيم.

وأظهرت وثائق حصل عليها فريق المحققين من داخل التنظيم “مسؤولية قياداته” عن ارتكاب العديد من الفظائع.

ونجح التنظيم في السيطرة على مساحات كبيرة في العراق وسوريا خلال الأشهر الأخيرة.

وقضى الفريق، الذي يعمل في سرية شديدة، طوال العام في التحقيق في مسؤولية قادة وأمراء وحكام الأقاليم بالتنظيم عن ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وتتضمن قائمة الجرائم الوحشية المزعومة عمليات خطف وقطع رؤوس وتعذيب وصلب وإعدام دون محاكمة.

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد تعهد الأربعاء بتدمير التنظيم بعد نشره مقطع فيديو يظهر قطع رأس الصحفي الأمريكي ستيفن سوتلوف.وذبح التنظيم أشخاصا آخرين، بما في ذلك الصحفي الأمريكي جيمس فولي ومقاتلين أكراد.

وتأتي تصريحات أوباما في الوقت الذي كشفت فيه منظمة هيومان رايتس ووتش عن مواقع جديدة لعمليات قتل جماعي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة تكريت العراقية.

ويعتقد أن مسلحي التنظيم قتلوا أكثر من 500 جندي عراقي بعد الاستيلاء على قاعدة عسكرية كبيرة في يونيو / حزيران الماضي.

قضية ضد “الدولة الإسلامية”

ويتجنب المحققون، الذين يملكون خبرات كبيرة في مجال قضايا جرائم الحرب ويعملون في مقار عادية بأحد المدن الأوروبية، الظهور علانية حتى الآن.لكن في مقابلة مع بي بي سي، كشف المحققون أنهم يعملون بتمويل من الحكومة البريطانية يصل إلى 70 ألف دولار شهريا ويستعينون بمصادر من سوريا والبلدان المجاورة.

وقال كبير المحققين لبي بي سي: “نود أن نرى قاتلي جيمس فولي أمام العدالة، ولكن لا يعني ذلك أن تحقيقاتنا تركز على أولئك المجرمين وآخرين مثلهم”.

وأوضح “نحن نستهدف كبار قادة تنظيم الدولة الإسلامية لأنهم مسؤولون تماما عن جرائم القتل التي لا تعد ولا تحصى بقدر المسؤولية التي يتحملها هؤلاء الرجال الذين ينفذون تلك الجرائم بأيديهم”.

وأضاف “في الواقع، هؤلاء القادة يتحملون مسؤولية أكبر لأنهم لا يقتلون شخصا أو شخصين فحسب، ولكنهم مسؤولون عن جميع عمليات القتل”.

ويملك فريق المحققين صناديق من الأدلة هربت من سوريا، وتضم وثائق وروايات شهود عيان وشرائح الكترونية حفظ المعلومات.

والأكثر من ذلك حصل الفريق على محضر أحد الاجتماعات للقيادات الاقليمية بتنظيم الدولة الإسلامية ويتناول العديد من التفاصيل، من بينها منع حراس التنظيم في مدينة حلب من النوم بعد الساعة السابعة والنصف صباحا.

 

وتمكن المحققون من تشكيل صورة معقدة عن الطريقة التي يدار بها التنظيم بقيادة أبو بكر البغدادي الذي نصب نفسه خليفة.

ومن بعد البغدادي يأتي في التشكيل الإداري للتنظيم أربعة مجالس استشارية: مجلس الشريعة ومجلس الشورى والمجلس العسكري والمجلس الأمني، ويعتبر الأخيران هما الأقوى بين هذه المجالس الأربعة.

ثم يتكرر هذا الشكل الإداري (واحد + أربعة) في التسلسل التنازلي للقيادة وصولا إلى مستوى القيادات المحلية.

ويقول الفريق إن عدد المجندين الأجانب في التنظيم ارتفع منذ إعلان التنظيم نفسه كخلافة إسلامية في فصل الصيف، حيث تشير التقديرات إلى زيادة عددهم الإجمالي من نحو 10 آلاف شخص إلى ما يقرب من 30 ألفا.

وبحسب فريق المحققين، يتمتع التنظيم بقدرات واسعة ومتنوعة، ويعد المقاتلون التونسيون والشيشان الأفضل كجنود مشاة بسبب شراسة طبعهم وخبراتهم في ساحة المعركة.

عن بي بي سي

التعليقات مغلقة.