4 هموم تركيّة تضعف المشاركة في التحالف ضد “داعش”

27

349

 

 

 

 

 

 

غداة إعلان الولايات المتحدة الأميركية عن تشكيلها لتحالف دولي لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، (داعش)، أصبحت تركيا محط أنظار العالم، لتبدأ التساؤلات عن الدور الذي ستؤديه أنقرة بين المتحالفين، ولتأتي زيارة وزير الدفاع الأميركي، تشاك هاغل، إلى تركيا في هذا الإطار.

والتقى هاغل، يوم الإثنين، كلاً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس هيئة أركان الجيش التركي نجدت أوزال، ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو. وفي الإطار نفسه، قال رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون، يوم الاثنين أيضاً، إنه تحدث مع أردوغان في ما يخص موضوع ضبط الحدود، مؤكداً رغبة بلاده بزيادة التعاون العسكري والاستخباراتي والأمني مع تركيا، في ظل التهديد الكبير الذي يمثله “داعش” لكل من البلدين. وبحسب المعلومات المتداولة وراء الكواليس، والتي سربتها قناة “سي إن إن تورك” بعد اللقاء الذي جمع كلاً من الرئيسين باراك أوباما وأردوغان، على هامش قمة حلف الأطلسي في ويلز، لا تبدو أنقرة مندفعة للمشاركة في هذا التحالف.

 

كذلك أكدت صحيفة “جمهورييت” التركية المعارضة، أن لدى أنقرة الكثير من التحفظات حول الأمر، مشيرة إلى أن أوباما وأردوغان كانا قد اتفقا على أن دور تركيا يجب ألا يكون واضحاً، وأن تركيا ستقوم بالعمل من خلف الستار، لذلك يبدو أن زيارة هاغل ركزت على محاولة اقناع الحكومة التركية بالمشاركة الفعالة عبر تطمين الحكومة التركية حول تحفّظاتها التي يمكن اختصارها بأربعة بنود:

أربعة تحفظات تركية تجعل أنقرة غير مندفعة للمشاركة في الحلف ضد “داعش”

 

 

أولاً: ضمان عدم إيذاء الرهائن الأتراك الذين تحتجزهم “داعش” منذ يونيو/حزيران الماضي إثر اقتحام الأخيرة للقنصلية التركية في الموصل.

 

ثانياً: يجب ألا يتأثر “توازن القوى”، أي عدم إعطاء أي دعم عسكري للميليشيات الشيعية في بغداد في إطار الحرب على داعش.

 

ثالثاً: تخوض تركيا اليوم عملية التسوية مع “العمال الكردستاني”، وإن إدخال السلاح بشكل غير خاضع للرقابة إلى المنطقة، سيشكل تهديداً للأمن القومي التركي.

 

رابعاً: إن العمليات ضد “داعش” يجب ألا تعزز من موقع النظام السوري.

 

تبقى تركيا شريكاً لا يمكن الاستغناء عنه، ليس فقط بسبب القرب الجغرافي من العراق وسورية، ولكن أيضاً بسبب المعرفة العميقة التي بدأ الأتراك يتحلون بها في ما يخص المنطقة بعد انخراطهم العميق فيها.

 

لكن المعضلة في المشاركة التركية ليست فقط وضع الرهائن الأتراك، بل هي اليقين التركي بأنه في ظل الإعلان الأميركي عن عدم وجود أي تدخل بري مباشر من قبل الحلفاء والاعتماد على الميليشيات والقوى المحلية، فإن ضرب “داعش” لن يكون سوى لحساب تعزيز قوة جميع الأطراف التي تعتبرهم أعداء.

 

على سبيل المثال، قامت قوات البشمركة وقوات العمال الكردستاني وجناحه السوري حزب “الاتحاد الديمقراطي” بالسيطرة على المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة “داعش” في محافظة الموصل شمال العراق، مستفيدة من ضربات الطيران الأميركي، الأمر نفسه الذي حصل في مدينة أمرلي التركمانية، إذ فك الحصار عنها، والسيطرة عليها تمّا على أيدي ميليشيات شيعية مثل “سرايا السلام” التابعة للتيار الصدري بالتعاون مع مقاتلي “الحشد الشعبي” الشيعية التابعة للجيش العراقي. بالتالي، ترى تركيا أن ما أطلقت عليه تسمية “انتفاضة سنية” في العراق في يونيو/حزيران الماضي، في وجه حكومة بغداد، وساندت عشائرها، ستصبح أثراً بعد عين بعد سيطرة الكرد والميليشيات الشيعة على المناطق التي تسيطر عليها “داعش”، بمساعدة التحالف الجديد، مما تعتبره تركيا تهديداً لمصالحها.

تتخوف أنقرة من إمكانية وصول المزيد من السلاح لقوات “العمال الكردستاني”

 

 

أما التحدي الأهم والأكثر إثارة للقلق التركي، فهو إمكانية وصول المزيد من السلاح إلى قوات “العمال الكردستاني”، والدور المتنامي الذي أخذ يؤديه الحزب في الحرب ضد “داعش”، مما قد يحمل تبعات كبيرة على عملية السلام التي تود الحكومة التركية إتمامها بأسرع وقت.

 

وفي ما يخص الوضع السوري، فإن الضربات المحتملة تثير القلق التركي حول إمكانية أن يكون النظام هو المستفيد الأول منها، إذ تبدو أنقرة غير متقبلة أن يعود النظام السوري جاراً لها مجدداً، وإن كانت الولايات المتحدة قد أعلنت مراراً بأنها لن تتعامل مع نظام الرئيس بشار الأسد.

باسم دباغ/ عن العربي الجديد

التعليقات مغلقة.