صاحبة “قواعد العشق الأربعون”: نظام أردوغان يسحق الديمقراطية
حثت الروائية التركية البارزة، ألف شفق، المجتمع الدولي، يوم السبت، على دعم المبدعين والمؤلفين والصحافيين والأكاديميين الأتراك. وحذرت صاحبة رواية “قواعد العشق الأربعون” من أن نظام أردوغان يقوم بسحق جميع آثار الديمقراطية في البلاد، بحسب ما نشرته صحيفة “ذا غارديان The Guardian”.
وقالت شفق، في كلمة أمام مهرجان هاي: “إن تركيا اليوم هي أكبر سجن للصحافيين على مستوى العالم”، كما أن أوضاع الأكاديميين ليست أفضل حالاً. وأضافت شفق قائلة: “إن الآلاف من الأشخاص فقدوا وظائفهم لمجرد أنهم وقعوا على عريضة تطالب بالسلام”.
وتأتي دعوة المؤلفة التركية البارزة في أعقاب موجة من الاضطهاد والإساءة العلنية للكتّاب. وتعد شفق أبرز صوت يتحدث عن تلك الحملة، التي شهدت الأسبوع الماضي احتجاز الكاتب عبدالله شفقي، إلى جانب ناشره علاء الدين توبشو، بشأن مشهد في إحدى رواياته، التي تم نشرها عام 2013، يتضمن وصفاً لحادث تحرش جنسي بطفل على لسان المعتدي.
تقدمت نقابة المحامين التركية علناً بشكوى قانونية، من بين العديد من الشكاوى القانونية، ضد شفقي وتوبشو هذا الأسبوع، طالبت فيها بتوجيه الاتهام إليهما بإساءة معاملة الأطفال والتحريض على ارتكاب أعمال إجرامية.
وكشفت شفق، الجمعة الماضية، أنها هي نفسها تتعرض لوضع مماثل حيث طلب أحد المدعين العامين في تركيا طلب فحص رواياتها، خاصة The Gaze، التي ترجع لعام 1999، ورواية “ثلاث من بنات حواء” المنشورة بعام 2016. وقالت إنها تلقت آلاف الرسائل المسيئة الأسبوع الماضي بشأن مقاطع في العديد من رواياتها. كما اشتملت قائمة الكتّاب المستهدفين الآخرين عائشة كولين، التي تعرضت لإساءات عبر الإنترنت بشأن مشاهد في رواية لها تعود إلى عام 2008.
تمت محاكمة شفق ونالت البراءة عن تهمة “إهانة تركيا” في عام 2006، عندما أشارت إحدى الشخصيات في روايتها “The Bastard of Istanbul” إلى مذبحة الأرمن إبان الحرب العالمية الأولى، معتبرة أنها إبادة جماعية.
وبعد حديثها في المهرجان، صرحت شفق لجريدة “ذي أوبزرفر The Observer” أن تركيا ما زالت تعاني من مشاكل عنف منزلي مستوطنة وأعلى معدل لزواج الأطفال في أوروبا.
وأضافت: “ارتفع عدد حالات العنف المنزلي بنسبة 1400%. وفي تقرير عن الفجوة بين الجنسين، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، احتلت تركيا المرتبة 130 من بين 149 دولة. ولكن لم يتم الإبلاغ إلا عن حوالي 15% فقط من حالات التحرش بالأطفال والكبار”.
وقالت شفق: “إن عدد الفتيات اللاتي يتم تزويجهن في سن صغيرة ينذر بالخطر. ونحن (الأتراك) بحاجة إلى التحدث عن مشاكلنا بدلاً من التظاهر بأنها غير موجودة. ويجب أن يجرؤ فن السرد القصصي على تناول الحديث عن موضوعات صعبة”.
وأضافت شفق: “في كل رواياتي حاولت أن أرفع صوت مَن لا صوت لهم. لقد كتبت عن المنبوذين والأقليات والمشردين والمنفيين.. أردت أن يسمع العالم قصصهم. ولذلك أجد أنهم يهاجمون المبدعين بدلاً من تغيير القوانين، وبناء الملاجئ للنساء والأطفال المعتدى عليهم، وتحسين أحوال الضحايا، وهذا أمر محزن للغاية”.
ومع نشر روايتها الأخيرة بعنوان “10 دقائق و38 ثانية في هذا العالم الغريب”، التي تصف اللحظات الأخيرة فتاة ليل مقتولة، قالت شفق إنها تتعامل مع “الآلاف من الحسابات الآلية على وسائل التواصل الاجتماعي، ليست لأشخاص حقيقيين، ومع آلاف من أصحاب الحسابات الحقيقية، الذين يعملون على الإثارة ضد الكتّاب على الإنترنت”. وأشارت شفق إلى أن تلك الحسابات “تخاطب في تغريداتها وزارة العدل أو المدعين العامين، قائلين: “إنها قامت بكتابة رواية عدوانية فلماذا لا تجري محاكمتها؟”.
واستطردت شفق قائلة: “إن هناك كماً كبيراً من مثل هذه الأمور. إن تركيا تتراجع بسرعة مذهلة إلى الوراء، وتم سحق كل آثار الديمقراطية. وصدرت أحكام بالسجن على أساتذة أكاديميين أتراك بارزين، ممن ينبغي أن نفخر بهم جميعاً، مثل زبيدي فوسون أوستل، وعائشة غول. كما أن (رجل الأعمال) عثمان كافالا، المحب للخير والمدافع عن حقوق الإنسان، تم الزج به هو الآخر إلى السجن”.
وأوضحت شفق أنه “تمت مصادرة جوازات سفر الآخرين أو فصلهم من وظائفهم. وأن هناك الكثير من الأشخاص في تركيا الذين تعرضوا لسوء المعاملة، ومن المهم بالنسبة لنا أن نظهر التضامن معهم عبر الحدود”.
المصدر: العربية نت
التعليقات مغلقة.