«الخنساء» كتيبة نسوية في الرّقة تديرها بريطانيات

32

07z500

 

 

 

 

 

 

 

 

يقدرعدد الجهاديين البريطانيين الذين يشاركون في العمليات القتالية في سوريا بحوالى 500 مقاتل، منهم عدد من الفتيات، وفي هذا الإطار كشفت صحيفة «صندي تلغراف» عن كتيبة تترأسها جهاديات بريطانيات.
وقالت إن فتيات بريطانيات يعملن في قوة شرطة خاصة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شكلتها داعش. وفي تقرير كتبه روبرت مينديك جاء فيه أن الفتيات البريطانيات يدرن قوة شرطة آداب تراقب تصرفات النسوة الأخريات في شوارع مدينة الرقة التي تعتبر عاصمة الخلافة التي أعلن عنها أبو بكر البغدادي في حزيران/يونيو الماضي.
ويطلق على قوة الشرطة اسم «كتيبة الخنساء»، ولدى القوة فروع في نواحي وقرى الرقة. ويقول التقرير إن الصحافيين الأمريكيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف قتلا في صحراء الرقة. ومن المحتمل معرفة الجهاديات البريطانيات هوية القاتل البريطاني المعروف بـ«جهادي جون» والذي يعتقد أنه من سكان لندن أو جنوب ـ شرق إنكلترا.
وبحسب دراسة المركز الدولي لدراسة التشدد والعنف السياسي فالفتاة أقصى محمود (20 عاما) تلعب دورا محوريا في قوة الشرطة.وتعرف الأكاديميون على هوية ثلاث فتيات أخريات ممن يعملن في كتيبة الخنساء.
ولدى المركز معلومات عن 25 فتاة بريطانية سافرن إلى سوريا. ومعظم الفتيات اللاتي سافرن لسوريا في سن ما بين 18- 24 عاما. وهناك عشرات الفتيات يبحثن عن معلومات وطرق للانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية.
وتعرف أقصى محمود بكنية «أم ليث» وتلقت تعليمها في مدرسة خاصة وكانت تريد مواصلة دراستها لتصبح طبيبة، وتستخدم هذا الاسم في رسائلها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وربط المركز «أم ليث» بثلاث فتيات أخريات وهن «أم حارثة» و»أم عبيدة» وأم «وقاص» وكلهن من بريطانيا ولم يتم تحديد هوياتهن بعد. ويعتقد أن «أم عبيدة» لها روابط في السويد وتدير حسابا خاصا لكتيبة «الخنساء». وفي رسالة على موقع للتواصل الإجتماعي وصفت «أم وقاص»بقية النسوة بـ«أخواتي». وفي تغريدات على «التويتر»عبرت فتيات بريطانيات في الرقة عن رغبتهن بالانضمام للخنساء. وتعرف واحدة منهن بكنية «أم فارس» ووصلت للرقة في شباط/فبراير ووضعت صورة لها على الإنترنت وهي ترتدي الحزام الناسف. وبحسب مجموعة أبحاث الإرهاب وتحليله، وهي مجموعة بريطانية تراقب «داعش»، فقد تم إنشاء كتيبة الخنساء في شباط/فبراير العام الحالي وتم اختيار عناصرها من الفتيات غير المتزوجات ممن يرتدين الجلباب ويغطين وجوههن.
وتتلقى كل واحدة من عناصر الكتيبة راتبا شهريا قدره 25.000 ليرة سورية (164 دولارا أمريكيا) وحددت قيادة داعش مهمة الفتيات بمراقبة السلوك العام وتطبيق الشريعة الإسلامية وتفتيش النساء المنقبات على نقاط التفتيش للتأكد من أنهن لسن من العدو.
وتنقل الصحيفة عن ميلاني سميث، الباحثة في المركز الدولي لدراسات التشدد «هذه قوة شرطة لتطبيق الشريعة، وهي قوة فرض النظام ونعتقد أنها مزيج من فتيات بريطانيات وفرنسيات، ولكن حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي تديرها بريطانية ومكتوبة بالإنكليزية».
وترى ان عدد المقاتلين البريطانيين المحدود يعني أنهن يتحركن في الدائرة نفسها التي يتحرك فيها قاتل فولي وسوتلوف.
وترى الصحيفة أن الجهاديات البريطانيات أعطين دورا بارزا من «داعش» نظرا لكونهن الأكثر التزاما وتكريسا من بقية الفتيات القادمات من الخارج.
وتشمل مهام كتيبة الخنساء تسيير دوريات في شوارع الرقة من أجل مراقبة حركة الناس والتأكد من عدم وجود اختلاط بين الجنسين.وتقول سميث «تعتبر الفتيات البريطانيات الأكثر تحمسا في تطبيق قوانين الدولة الإسلامية في المنطقة، ولهذا السبب تم اختيار أربعة منهن على الأقل للعمل في وحدة الشرطة».
وتقول سميث التي تراقب وسائل التواصل الإجتماعي لرصد ما إذا كان هناك نساء يذهبن لسوريا إن هناك نشاطا في السفر وعلى قاعدة يومية»رأيت في الإسبوع الماضي عددا من الحسابات على «التويتر» لفتيات ينتظرن العبور من تركيا إلى سوريا».
وتضيف أن ذهاب المرأة للجهاد أًصبح أسهل من الرجل بسبب عدم الشك بهن.ولدى المركز معلومات جيدة عن الجهاديات البريطانيات، وأصدر بعضهن تهديدات ضد الغرب مثل خديجة داري من لوشام في جنوب لندن والتي أرسلت تغريدة تحتفل فيها بقتل فولي.
وقالت إنها ستكون أول من سيذبح غربيا في السجون السورية. فيما قالت سالي جونز (45 عاما) من كينت واعتنقت الإسلام وتسمت بأم حسين البريطانية في تغريدة «كل ما يحتاجوه المسيحيون هو سكينة حادة تقطع رؤوسهم وتعلق على أعمدة الرقة… تعالوا إلى هنا وسأفعلها لكم». وجونز أكبر في العمر من بقية الجهاديات وهذا يعود لأنها زوجة جهادي آخر يقاتل في الرقة.
وبحسب تحليل سميث فمعظم هؤلاء الفتيات عاديات، ففي الوقت الذي يرتدين فيه الأحزمة الناسفة يتحدثن عن الملابس والتسوق والخروج وبقية القيل والقال. فمن هؤلاء من سافرت إلى سوريا بحثا عن زوج من بين المجاهدين ممن تواصلن معهم عبر «التويتر» أو «فيسبوك».
وتقول سميث إن وسائل التواصل الإجتماعي تمتلئ باقتراحات الزواج، فيما تزوج بعض المقاتلين أكثر من زوجة.
ويعتقد الباحثون أن كلا من زهرة وسلمى حلاني اللتين تركتا بيتهما في مانشستر تزوجتا من مقاتلين. وتقول سميث إن الجهادي الهولندي «يلماز» الذي حطم قلوب المعجبات وتلقى أكثر من 10.000 اقتراح زواج تزوج قبل أشهر.
ومن الواضح ان معظم الفتيات اللاتي سافرن إلى سوريا تزوجن من مقاتلين هناك.ويظهر إقبال الفتيات دعما للدولة وإن على وسائل التواصل الاجتماعي.

عن القدس العربي

التعليقات مغلقة.