المتشددون في سوريا يحكمون قبضتهم ويفرضون اتفاقا على المعارضين في إدلب
أحكم متشددون قبضتهم على آخر منطقة كبيرة تسيطر عليها المعارضة المسلحة في سوريا يوم الخميس بعد معارك استمرت تسعة أيام مع مجموعات تدعمها تركيا مما يهدد اتفاقا أبرم لتجنب شن هجوم عسكري على المنطقة.
والمنطقة الواقعة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا هي آخر جزء من البلاد ما زال تحت سيطرة مسلحين يسعون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد لكن السيطرة عليه مقسمة بين فصائل متشددة ومعارضين مسلحين مدعومين من تركيا.
وأجبرت هيئة تحرير الشام، وهي جماعة متشددة مدرجة على قوائم الإرهابيين في الولايات المتحدة وتركيا ودول أخرى، فصائل من الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا يوم الخميس على قبول اتفاق سلام يعطي السيطرة المدنية على المنطقة لإدارة مدعومة من الجماعة المتشددة.
وتثير نجاحات المتشددين في الفترة الأخيرة الشكوك بشأن مستقبل اتفاق أبرم في سبتمبر أيلول بين تركيا وروسيا الحليف الرئيسي لحكومة الأسد لتجنب هجوم للجيش السوري. ويقضي الاتفاق بطرد الجماعات المتشددة المحظورة من منطقة عازلة تمثل خطا للمواجهة.
وتهيمن هيئة تحرير الشام، التي يقودها فصيل منبثق عن تنظيم القاعدة، الآن على أغلب مساحة إدلب.
وبموجب اتفاق يوم الخميس قبلت فصائل الجيش السوري الحر بمنح السيطرة المدنية على بعض البلدات والقرى لهيئة تعرف باسم حكومة الإنقاذ تدير الخدمات الأساسية في مدينة إدلب والعديد من البلدات الخاضعة لنفوذ هيئة تحرير الشام.
وأقر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يوم الخميس بأنه ”ليس من السهل“ الحفاظ على الاتفاق المبرم مع روسيا لكنه قال إنه ”يُنفذ بنجاح“ حتى الآن.
وقال جاويش أوغلو في مقابلة مع قناة (إن.تي.في) التلفزيونية التركية ”الجماعات المتطرفة شنت هجوما على المعارضة المعتدلة. وبالطبع نحن نتخذ الإجراءات الاحترازية الضرورية“.
وقال مسؤول من المعارضة مقرب من المخابرات التركية إن أنقرة قامت بدور رئيسي في منع القتال من الانتشار بدرجة أكبر بالضغط على المعارضين لقبول الاتفاق.
ويثير إحكام هيئة تحرير الشام سيطرتها على المنطقة المخاوف بين صفوف المعارضين والسكان في المحافظة كثيفة السكان من أن تستأنف من جديد الضربات الجوية الروسية التي توقفت العام الماضي.
وسمح المتشددون للقوات التركية بالانتشار على الخطوط الأمامية تنفيذا للاتفاق الروسي التركي لكنهم لم ينسحبوا من المنطقة.
وقال الرائد يوسف حمود المتحدث باسم الجيش الوطني وهو تحالف للمعارضة مدعوم من تركيا إن السيطرة الكاملة لهيئة تحرير الشام ستكون ذريعة للقوات الحكومية وللروس لإنهاء اتفاق إدلب مشيرا إلى أن هذا هو الخطر المتوقع.
وفرت بعض الفصائل التي قاتلت المتشددين أيضا إلى منطقة قريبة واقعة تحت نفوذ تركي أكبر.
رويترز
التعليقات مغلقة.