عزف رياضي ” سفير الشمال والمحبة “
لا أحد يستطيع أن ينكر أهمية دور رياضة القامشلي عبر السنين الماضيّة على خارطة الرياضة السورية عبر سفيرها المتألق دائماً نادي الجهاد..
هذا النادي الكبير والعريق الذي عايشناه وتعايشنا مع نجومه الكثر في كل الألعاب ومع كوادره الفنية والإدارية لم يكن يوماً مجرد نادٍ رياضي بل كان ابعد من ذلك بكثير، وهو الذي قدم لنا وجوهاً كتبت أسماءها بأحرف من نور على سجلّات الكبار والنجوم وكان لهم تأثير فعَّال وكبير سواءً داخل المدينة أم خارجها.
لن أتوقف اليوم هنا مع هذا الاسم أو ذاك فقد تخونني الذاكرة وينزعج البعض، ولكن لابد من أن أذكر أهمية نادي الجهاد كمنظومة رياضيّة لها مالها وعليها ما عليها…
لم يكن مجرد نادٍ لكرة القدم مع أن الكرة كانت واجهته التي زخرفت سماء اللعبة بنجومٍ أفذاذ، وكان منافس قوي تهابه كل الفرق، ويحسبون له ألف حساب.
وكانت كرة السلة فيه نشيطة ومتميزة وكذلك كرة اليد، وألعاب القوى والقوة وغيرها من الألعاب رغم قلة الدخل المادي له، وإهمال المسؤولين عنه وغياب الاستثمارات الفاعلة فيه.
والأهم من هذا كله أن نادي الجهاد كان عبارة عن توليفة تشكّل نسيجاً اجتماعياً متميزاً قلَّ مثيله في أي نادٍ بالعالم وجمع كل الأطياف الموجودة في مدينة القامشلي القابعة في أقصى الشمال الشرقي من سورية وكانوا جميعهم عُصبةً واحدة لا تفرق بين أحد منهم الا بالعمل الجاد والنجومية وكانت المحبة والتآلف والتكاتف هي شعار النادي الذي عايشنا تفاصيله، فلم يفرق أحد بين أي شخص لمذهبه ولا لدينه ولا لطائفته، حيث تجد العربي والكردي والمسيحي (الاشوري والكاثوليكي والسرياني والارمني) واليزيدي وغيره (وعذراً لهذه التسميات) التي لم نكن نسميها، حيث لم نكن نفرق بين غاندي اسكندر ولا هيثم كجو ولا محي الدين تمو ولا أي نجم إلا بمقدار ما نصفق لمهارته ونجوميته..
تلك أهم ميزة في نادي الجهاد الذي وأن مرض فلن يموت أبداً، وستبقى تلك المدينة الوادعة رسول محبة ووئام لكل العالم قاطبة، ومثال حيّ يهتدي به من يريد أن يتعلم أبجديات المحبة والتسامح والعيش المشترك.
بسام جميده
التعليقات مغلقة.