كشف تقرير المركز الدولي لدراسة التطرف في “كنغز كوليج” بلندن عن كيفية توثيق المقاتلين الأجانب مشاركتهم في الصراع السوري عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أصبحت مصدرا أساسيا للمعلومات فيما يحدث على الأرض على الفور وما يلهم أو يوجه هؤلاء للقتال. وتعرف الباحثون على حسابات مئتي مقاتل غربي ينتمون غالبيتهم إلى “داعش” أو جبهة النصرة.
وبحسب تحليلات باحثي المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي التابع لـ”كينغز كوليج”، فإن الصراع السوري هو الأكثر استخداما لوسائل التواصل الاجتماعي في التاريخ، حيث إن المقاتلين الغربيين يوثقون مشاركتهم على أرض المعركة وقت حدوثها في حسابات “فيسبوك” و”تويتر”، وهي مصدر أيضا للمقاتلين للحصول على معلومات من ناشرين غير رسميين أو من أشخاص لا ينتمون إلى أي جهة.
وتعرف الباحثون من خلال قاعدة بيانات حسابات رصدتها لمئتي مقاتل غربي، أن 25% من هؤلاء المقاتلين الغربيين من بريطانيا، تليها فرنسا بـ14% وألمانيا ثالثة.
ومن جانبه، قال بيتر نيومن رئيس المركز الدولي لدراسة التطرف: “المقاتلون هم شباب في العشرين من العمر كبروا في بيئة تنتشر فيها وسائل التواصل الاجتماعي ويستخدمونها بشكل طبيعي كما كان استخدام الهواتف والرسائل سابقا، إنه أمر اعتيادي أن تكون لهم حسابات في “فيسبوك” و”تويتر” لنشر تجاربهم وهي طريقة أيضا لإبقاء اتصالهم مع الناس في بلدانهم”.
وأظهرت تحليلات البيانات أن أكثر من 60% من المقاتلين الغربيين في سوريا ينتمون إلى تنظيم “داعش”، بينما قرابة 18% يعتقد أنهم التحقوا بجبهة النصرة، وكلتا المجموعتين كانت في وقت ما أو لا تزال لها علاقة رسمية مع تنظيم القاعدة.
ولم تحدد التحليلات جنسية 29% من المقاتلين أو الجماعات التي انضموا إليها.
وقال ماهر شيراز كبير باحثي المركز الدولي لدراسة التطرف: “المقاتلون البريطانيون في سوريا هم عادة رجال في العشرينيات من العمر من أصول جنوب آسيوية مثل باكستان والهند وبنغلاديش، وعادة ما يكونوا قد تلقوا تعليما ثانويا ولهم تواصل مع جماعات إسلامية لها ارتباط بمنظمات دولية”.
واكتشف المركز أن موقعي الداعيتين الأميركي أحمد موسى جبريل والأسترالي موسى انطونيو يحظيان بإقبال في أوساط المقاتلين الأجانب، ولهما تأثير على تحفيز ودعم الغربيين روحيا ودينيا في مبادئ المقاومة المسلحة ضد نظام الأسد، لكن التقرير شدد على أن الموقعين لا يشاركان في تسهيل تجنيد المقاتلين الأجانب أو انضمامهم إلى “داعش” أو جبهة النصرة، وخلص التقرير أن البحث هو عينة فقط من المقاتلين الغربيين في سوريا تطلب إعداده من قبل ثلاثة باحثين سنة ونصف السنة.
عن العربية نت
التعليقات مغلقة.