لبنان: اتفاق لتبادل جنود مخطوفين لدى “داعش” بالسجناء الإسلاميّين

33

349

 

 

 

 

 

 

كشفت مصادر مطلعة على ملف التفاوض بين الدولة اللبنانية والمسلحين الإسلاميين الذين يحتجزون جنوداً لبنانيين منذ معركة عرسال، الشهر الماضي، أن اتفاقاً حصل بين الطرفين على إجراء تبادل يُفرج بموجبه تنظيم “داعش” عن العسكريين المخطوفين لديه، في مقابل إطلاق سراح موقوفين إسلاميين من سجن رومية. وأكّدت هذه المصادر أن المرحلة الأولى ستنفذ اليوم الاثنين، عندما سيُسلّم “داعش” جثة العسكري، علي السيّد، إضافة إلى إطلاق سراح عسكري آخر، مقابل الإفراج عن إسلاميين موقوفين من سجن رومية، لا يتجاوز عددهم العشرة، ثم يتم إطلاق سراح البقية تدريجياً. ويوجد لدى “داعش” تسعة عسكريين من أصل 36 جرى اختطافهم منذ شهر خلال اشتباكات بين الجيش اللبناني من جهة، ومسلحين تابعين لـ”داعش” ولـ”جبهة النصرة” من جهة ثانية. أما البقية، فهم أسرى لدى “جبهة النصرة”.

وأشارت مصادر “العربي الجديد” إلى أن المدير العام للأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم، قام بدور بارز في هذه العمليّة، إلى جانب الدور القطري والتركي، بحسب مصادر رسميّة لبنانيّة.

وقد تراجعت الحكومة اللبنانية عن موقفها الرافض لمبدأ التفاوض، بعدما نزل أهالي العسكريين إلى الشارع، وهددوا بقطع عدد من الشوارع الرئيسيّة بشكلٍ دائم بعدما قُطعت بشكل مؤقت. وأشارت جهات مطلعة على موقف الحكومة، الى أنها كانت تعتبر العسكريين في “عداد الشهداء”، لكن موقف الأهالي الذي أتى بعد خطة إعلاميّة ونفسيّة اعتمدها الخاطفون، أدى إلى تغيّر الموقف الرسمي.

ولم يتم توضيح إلى أين سيتم ترحيل الموقوفين الإسلاميين، وما إذا كان ذلك سيحصل نحو جرد القلمون، أم يبقون في لبنان، أم إلى تركيا، كما حصل في حالات سابقة حين جرى إطلاق سراح موقوفين من سجون رسميّة أو غير رسميّة في لبنان، أو الذين أطلق سراحهم من سجون النظام السوري في عمليات تبادل ورُحِّلوا إلى لبنان.

ويشهد سجن روميّة احتفالات، منذ ليل الأحد، على خلفيّة تلقي المسجونين الإسلاميين الأنباء عن قرب إطلاق سراح بعضهم. وقال عدد منهم، في تسجيلات صوتيّة أرسلت من داخل السجن، إن “التكبيرات مستمرة منذ تلقي الخبر”، وأنهم يتوقعون إطلاق سراح موقوفي تنظيم “فتح الإسلام وجبهة النصرة والقاعدة وكتائب عبد الله عزام”، وتوقع الموقوفون انتهاء عمليّة التبادل خلال 48 ساعة.​

أمّا لجهة المخطوفين لدى “جبهة النصرة”، فإن الأخيرة تريد اعتذاراً من أهالي العسكريين المسيحيين عن إحراق “راية الإسلام”، وتبرّؤاً من حزب الله “وقتاله في سورية”، وهو أمر ممكن على قول أحد المفاوضين. أمّا بالنسبة للعسكريين الشيعة المختطفين لدى “النصرة”، فإن الأمر يحتاج لجهد أكبر لتحريرهم، “لكن المفاوضين يسعون لإقناع النصرة بأن عناصر حزب الله لا ينتسبون للجيش بل للحزب، وإن عليها التعاطي مع الأمر من زاوية سياسيّة وليس طائفيّة، إذ إن أحد المخطوفين هو شقيق أحد رجال الدين الشيعة المعارضين لحزب الله بشراسة”، كما قال أحد المطلعين على أجواء المفاوضات.

عن العربي الجديد

 

التعليقات مغلقة.