السياسة الدينية والدول العلمانية..هويات جماعية

44

images

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

يناقش كتاب «السياسة الدينية والدول العلمانية – مصر والهند والولايات المتحدة الأميركية» للكاتب الأميركي سكوت هيبارد، وترجمة الأمير سامح كريم، التفاعل بين الدين والسياسة، مبيناً أن الارتباط الوثيق بين ظهور تحدي الإسلاميين المحافظين للحكومة في مصر، وصعود القومية الهندوسية في الهند، وبزوغ اليمين المسيحي داخل الولايات المتحدة الأميركية، قد أدى إلى الوضع الراهن.

أولا عمل الدين باعتباره جزءاً مهماً من تكوين الهويات الجماعية كأساس للتضامن الاجتماعي والحشد السياسي، وثانياً بتوفيره الإطار الأخلاقي، حقق الدين ترابط عناصره التقليدية واتصالهم بالحياة السياسية الحديثة، وثالثاً فمن خلال التلاعب بالدين لمصلحة تحقيق مكاسب سياسية، قللت النخب السياسية من أهمية الإجماع العلماني المرتبط بالدولة الحديثة الذي ساد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

ويجمل الكاتب أطروحاته في أسئلة فيقول: هل من الواجب السيطرة على الحياة العامة بواسطة توجهات الأغلبية للمجتمع المنغلق؟ أو هل من الواجب السيطرة على الحياة العامة بواسطة توجهات الأغلبية للمجتمع المنغلق؟ أو هل يجب أن نتصف برحابة الصدر فيما يتعلق بالتنوع، وبالتالي تعكس قيم التنوير للمجتمع المنفتح؟

وللإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها درس الكاتب ثلاثة مجتمعات مختلفة، يجمع بينها أن السلطات الحاكمة فيها تحولت من تبني الأعراف العلمانية إلى تشجيع بعض الحركات الدينية بأهداف انتخابية أو سياسية عامة، فحدث أن خرجت تلك الحركات المراد اللعب بها عن سيطرة السلطة السياسية المدروسة وهي مصر والهند والولايات المتحدة الأميركية.

تأتي أهمية الكتاب بالنسبة لمصر في أن الكاتب اجتهد لكشف النزاع الذي قام في مصر بين الدولة والمعارضة الإسلامية، هذا النزاع الذي نجحت فيه الدولة ظاهرياً، لكنها لم تقدم بديلاً لهذا الخطاب وإنما سعت بشكل مستمر إلى استخدام تفسير سلفي للتقليد الإسلامي لمصلحة غايتهم الخاصة.

ويرصد المؤلف في كتابه نشأة القومية العلمانية داخل مصر والسقوط اللاحق لها، بداية من تشجيع مؤسسات الدولة في عهد عبدالناصر إلى استخدام تفسير ليبرالي للتقليد الإسلامي من أجل دعم برنامج الثورة الاجتماعية وتشويه الخصوم السياسيين الذين أيدوا قراءة أكثر سلفية، وأثرت آنذاك سيطرة عبدالناصر على الدولة بشكل كبير في حسم الأمور بالنسبة له ضد جماعة الإخوان المسلمين ومعاقل التشدد الديني.

ومع بداية حكم السادات أصبح هناك تفسيرات أكثر رجعية صاحبها رؤية محدودة للحياة الاجتماعية.

وأرجع الكاتب ذلك إلى عدم قدرة السادات ومن بعده مبارك على السيطرة على القوى التي أطلقا لها العنان، فالسادات اتخذ اتجاها جديدا بدعم نشاط الجماعات الإسلامية على حساب اليسار السياسي، وذلك من أجل توفير قاعدة شعبية لحكمه وإضعاف المعارضة، لكنهم انقلبوا عليه بعد زيارته لإسرائيل وقتلوه.

المؤلف في سطور

 

سكوت هيبارد، يعمل أستاذاً بقسم العلوم السياسية في جامعة دي بول بولاية إلينوي وأستاذاً بالجامعة الأميركية بالقاهرة. له بعض المؤلفات مثل كتاب النشاط الإسلامي والسياسة الخارجية الأميركية.

عن البيان الإماراتية/ محمد سيد بركة

التعليقات مغلقة.