“عبد اللطيف رزوق” أقدم صانع لـ (المُشبّك) في الحسكة
الحسكة- جين شيخو
روايات كثيرة حول أصل (المُشبّك) وتاريخه, (المُشبّك) هذه الحلوى الشعبية المشهورة التي يتناولها الأغنياء والفقراء على حدٍ سواء, وهي حلوى الشتاء الدافئة كما وصفها “عبد اللطيف نذير رزوق” من أبناء مدينة حلب مقيمٌ في مدينة الحسكة منذ عشرات السنين.
“عبد اللطيف رزوق” البالغ من العمر ثلاثين عاماً، سرد حكايته عن علاقته وعلاقة عائلته بصناعة وبيع (المُشبّك) قائلا: «صناعة وبيع (المُشبّك) ورثتها عن والدي الذي ورثها بدوره عن جدي، والأخير ورثها عن والده, هذه الحلوى هي ذي أصولٍ تركية تعلّمها جدي (لطفي رزوق) في تركيا واحترف تحضير (المُشبّك) كمهنة له في عام 1965, ثم ورثها عنه والدي(نذير لطفي رزوق ) مطلع عام 1985, بعدها انتقلت إليّ عام 2000 وسأعلمها لولدي كي يستلمها من بعدي».
رغم ما تعرضت لها مدينة الحسكة من ظروفٍ أمنية واقتصادية صعبة خلال الفترات الماضية، إلا أن “عبداللطيف رزوق” حافظ على استمرار عمله ولم ينقطع عن التواجد في محله الموجود في حي الناصرة؛ إلا أيام العطل.
يقول: «أواظب بشكلٍ مستمر في التواجد على رأس عملي، خاصةً فصل الشتاء، أتوجّه للمحل منذ الساعة الخامسة والنصف صباحاً، حتى منتصف الليل».
لكل صانع هذه الحلويات طريقةٌ خاصة به، ولكلٍ منهم مزاجه الخاص في إعداد الخلطة المناسبة التي تدفع بالزبائن للشراء منه على الدوام دون أي بائعٍ آخر.
يقول “رزوق”: «نقوم بتسخين الماء ونضع السميد فوق الماء الساخن ثم نضيف الخميرة ونقوم بعجن المكونات لمدة ثلاث دقائق ونتركها لمدة نصف ساعة كي تتخمر بشكل جيد, بعد ذلك نضع العجينة في القالب المخصص لصب (المُشبّك) والمصنوع إما من النحاس أو التنك ونقوم بالضغط على العجينة بواسطة قطعة خشبية تسمى المكبس فتخرج العجينة من القالب ونقوم بصب عجينة (المُشبّك) في الزيت الساخن على شكل دوائر متتالية بقطع صغيرة أو كبيرة حسب الطلب».
ويتابع قائلاً: «نقوم بقلي (المُشبّك) حتى درجة معينة حسب رغبة البائع، إذ تستغرق عملية القلي حتى النضج ما بين /4-5/ دقائق وفور إحمرار القطع المقلية نقوم بإخراجها وتصفيتها من الزيت ثم نضعها مباشرة في (القَطْر) البارد لمدة دقيقتين فقط حتى تتشرب (القَطْر) اللازم ثم نخرجها ونصفيها ونضعها في الأواني الخاصة بها، و(القَطَر) عبارة عن سُكر يتم تسخينه في وعاء من الماء لدرجة الغليان».
أمام الميان حيث يتجمّع عددٌ من الأشخاص لشراء (المُشبّك) يقف “فاروق أحمد” / وهو أحد الزبائن/ بانتظار دوره، يقول: «آتي إلى محل “رزوق” كل مساء بعد الانتهاء من عملي لشراء (المُشبّك)، هناك العديد من محلات صناعة وبيع هذه الحلويات، لكن هنا الطعم والنكهة تختلف كثيراً، مهما يكن هناك أنواع من الحلويات الغربية المنتشرة بكثرة، إلا أن (المُشبّك) يبقى الأفضل بالنسبة إلي ولمعظم أبناء الحسكة».
نشرت هذه المادة في العدد /70/ من صحيفة Bûyerpress بتاريخ 1/12/2017
التعليقات مغلقة.