الثناء والنقد.. كيف يمكن للآباء أن يقولوا الصواب لأطفالهم

56

مبالغة الأطفال في تقدير مهاراتهم تحول دون الاستسلام مباشرة عندما يواجهون الصعوبات وتمكّنهم من التصدي للأشياء المعقدة.

يبدأ الأطفال بمقارنة أنفسهم بالآخرين وهم في الروضة. هل يستطيع أقرانهم الركض أسرع وصنع مشغولات يدوية أكثر جمالا أو القراءة بشكل أفضل؟ هل يتلقّون المزيد من المديح؟

التوق إلى الاعتراف بمهاراتهم يبدأ في سنّ مبكّرة. وعندما يحدث هذا غالبا ما تصيب الحيرة الآباء في الطريقة الصحيحة للإشادة بالأطفال ونقدهم نقدا بناء ومساعدة صغارهم في التعامل مع الهزيمة وغيرها من المشاكل، حيث أكد مختصون في علم نفس الطفل أن الكثير من هذا الأمر يتعلق بالتواصل الجيد.

وبحسب الباحث ماركوس دريسل، من جامعة أوجسبورج المتخصص في دوافع التعلم، “يتوقف تقدير الذات، بين عوامل أخرى، على كيف نجيب لأنفسنا عن السؤالين: ما الذي أنا جيّد فيه؟ وما الذي لست جيدا فيه”.

ليس من السهل في العادة رؤية قدراتنا وبالتالي يعتمد الأطفال بشدة على رد فعل الآباء حتى إذا كان من الواضح أن شيئا ما يجدي نفعا أو لا.

ومن ثم ما الذي يرقى لرد فعل جيد للطفل؟ أهمّ شيء أن يركز على التفاصيل وألا يكون عاما، بحسب هيرمان شويرار إنجليش رئيس خدمة الاستشارات في مجال التنشئة والشباب والأسرة في الأبرشية الكاثوليكية الرومانية بمدينة ريجينسبورج الألمانية.

ويشير دريسل إلى أنه ليس من السهل أن يقيّم المرء أداءه بنفسه حتى بالنسبة إلى الراشدين.

ويضيف موضحا “غالبا ما يبالغ الأطفال في تقدير قدراتهم. غير أن هذا مفيد ومهمّ”. فمبالغتهم في تقدير مهاراتهم تحول دون الاستسلام مباشرة عندما يواجهون الصعوبات وتمكّنهم من التصدي للأشياء المعقدة. ولهذا يكون من السيء إحباط مثل هذا التفاؤل.

وعن طريق بعض الأسئلة يمكن أن يستنبط الآباء اهتمامهم مثل “كيف قمت بحلّ المسائل الحسابية الصعبة؟ ما الذي وجدته صعبا؟”، وهذا يعطي الطفل فرصة لأن يكشف ما إذا كان راضيا عن نفسه أم لا. وإذا كان الطفل غير راض عن أدائه فيجب ألا نتجاهل هذا ببساطة.

ومن غير المفيد إقناع الطفل أن الصورة التي رسمها والتي لا تعجب الآباء والأمهات هي حقا جميلة، بحسب شويرار إنجليش. وعوضا عن ذلك ينبغي على الوالدين أخذ رأي الصغير على محمل الجدّ، ويمكن أن يضيفا رأيهما الخاص فيما بعد.

وعلى سبيل المثال يمكن أن يقول أحد الوالدين “أفهم من الطريقة التي تحدثت بها أنك حقا غير معجب بالشكل الذي رسمته. ولكنني أعتقد أنه من الجيد أنك ثابرت وعملت عليها لفترة طويلة”.

وهذا يعرف في علم النفس بأنه المديح الموجّه للعمل على عكس المديح الموجه للنتائج. وهذا يعني أننا نمدح جهود الطفل ومحاولاته الكثيرة وليس فقط على ما يحققه فعليا. ومن المهم عموما أن يكون المديح عفويا وليس مخططا له.

المصدر: العرب اللندنية

التعليقات مغلقة.