سعود ملا سكت دهراً فنطق كُفراً

35

 برزان شيخموس

10352387_673419106073955_7395454899651524650_n
الكاتب برزان شيخموس

أجرت جريدة (بوير- bûyer press) لقاءً حصرياً مع السيد سعود ملا سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK-S، اللقاء الأول للسيد سعود ملا في يوبيله الذهبي كما يدعي في خضم حديثه، والتي فُتحت قريحته على مصراعيها ولم يسلم أحد من خطابه البعيد كل البعد عن الخطاب السياسي، حتى أعضاء حزبه، خطابه أوجب عليّ الرد لتبيان نقاط مهمة تجاهلها السيد الملا، وفبرك أخرى على خُطى خطاب رجالات حزب الاتحاد الديمقراطي PYDالذين يحاولون دائماً تشويه الحركة الكردية.

يتسم الخطاب السياسي بأنه ذو بنية نظرية على درجة من التماسك، وهي بنية مستمدة من الأيديولوجيا التي يتبناها النظام السياسي الذي يكون المتحدث ناطقاً باسمه في الغالب، وتكون منمقة وعلى شيء من التعقيد في الصياغة ومفكراً به مسبقاً، وتقوم بتسويغ الأخطاء والاخفاقات التي وقع فيها شخص بالدرجة الأولى وتنظيمه بدرجة ثانية، وتوضيح الخطط والإجراءات المستقبلية، هذا ما كان متوقعاً أن تحتويها المقابلة في بداية قراءتي لها.

السيد سعود استسهل الخطاب السياسي عبر مقابلته كثيراً ظناً منه أنها ستمضي على خير كما مضت حبكاته وتكتلاته عبر عقودٍ خمس، لكنه جهل أنه يقدم نفسه على مرأى ومسامع جمهور طويل عريض يفقه ألف باء ما يجهله هو، ظاناً بأنه مازال يعمل في أقبيته المظلمة.

السيد ملا صرح جهاراً نهاراً عندما تحدث عن الاتحاد السياسي بأنه كان ضده مسبقاً (فقلت الذين لا يريدون التوحيد هم نحن)، وهنا يؤكد أن حجة حزب يكيتي صحيحة مئة بالمئة، ومن مبدأ الرفض فمن الطبيعي هنا إنه سيخلق الصعوبات ويؤجل آليات التفعيل كما حدث حقيقةً، فليستسمحني السيد السكرتير أن أذكره بأنهم فرضوا مبدأ الستة مقابل الخمسة لصالحهم والأحزاب البقية قبلت به قرباناً لنشوء الحزب المنشود، وسأذكره بعد الاتفاق على توحيد المكاتب وإصدار جريدة موحدة تم رفضها من قبل حزب السيد الملا، ومن جهة أخرى عند إنشاء البيشمركة وبعد تشكيل الاتحاد السياسي رفض السيد سعود وأعوانه انضمام الشباب الكرد للبيشمركة إلا تحت اسم (البارتي) وهذا ما دل على شيء ما هو الا نسفاً للاتحاد السياسي وللكردايتي بشكل عام من قبل السيد سعود وتناقضاً لإجابته على سؤال الصحفي عن وحدات حماية الشعب YPG قائلاً( كنت أتمنى أن يتم بناء مؤسسة قومية كردية وليست حزبية، أي بناء جيش كردستاني يخدم وطنه).

وعن ادعائه بوجود خمسة كتل لم يذكر منها سوى اربعة، والتي اثارت فضولنا بمعرفة الكتلة الخامسة وممثلها، فان دلت على شيء فهي الرؤية الناقصة لديه، ومن جهة أخرى أن التنوع الفكري ضمن الحزب الواحد يعطيه استمرارية ومصداقية للقرار الصائب، وخير مثال على ذلك توحد الكتل الخمس -حسب ادعائه – على قرار الانسحاب من الاتحاد وبإجماع اللجنة المركزية في الحزب, كما من الضروري التذكير بان السكرتارية الخمسة موجودون في الحزب وعلى راس عملهم .

اما عن توجه حزب يكيتي نحو السليمانية، فحزب يكيتي وجه رسائل بعد مؤتمره السابع بغية اجراء لقاءات مع جميع القوى الكردستانية والكردية ولعل حزب السيد سعود كان احداها، وجمعه لقاء مع يكيتي، الى جانب احزاب كردستان تركية وإيران والعراق.

لكن مفاجأة المقابلة، كانت بوحه بانه أقر يوماً ما للسيد فيصل يوسف بانه يعين ويقيل السكرتارية الذين سبقوه في اهانة صريحة لرفاقه السابقين (فقلت: أنا من يقيل السكرتير ويعين السكرتير الجديد) وبهذا يعطي شرعية أكثر للسيد نصرالدين ابراهيم سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا(البارتي) بعدم قبوله لتوصية وتزكية السيد الملا، إلى جانب محاولته اهانة كل من السادة مصطفى جمعة وعبد الحكيم بشار بانشقاق الاول عن حزبه كي يصبح سكرتيراً والثاني انه فشل في ادارة الحزب من جهة ومن جهة اخرى ذكره بان الدكتور طلب منه التكتل في المؤتمر لكي يصبح سكرتيراً قائلاً( حاول معي وبجدية الدكتور عبدالحكيم بشار، كان يريد أن يرشح نفسه لمنصب السكرتير داخل اللجنة المركزية وكان يطلب مني أن أكون معه كمسؤول إداري للمكتب السياسي، لكني رفضت العرض).

ناهيك عن احتكار السيد سعود لمنصب رئيس المكتب المالي لحزبه لعقود حتى بعد ان أصبح سكرتيراً والتي تتضمن ملفات كثيرة قيد المسألة، اضافة الى مالية المجلس الكردي والتي لم يتم مناقشتها منذ تأسيس المجلس لغاية اليوم، بالإضافة الى ملف تعويض المصروفين من الخدمة والذي اثارته (شبكة نوروز الاعلامية) مستشهدة بقرارات المجلس وتواريخها والذي عجز السيد الملا الرد عليها، كما اثارت مركز نوروز تسليم مبلغاً من المال من عائدات معبر (سيمالكى) كانت من مخصصات المجلس للسيد الدار خليل دون الرجوع للمجلس.

كان المتوقع من شخص له اعتبار كالسيد سعود سكرتير (حزب عريق) ويمثل ظاهرياً نهجاً كالبارزانية ،و يدعي أنه اكبر تنظيم ذو جماهيرية ان يكون اكثر لباقة ودبلوماسية في مقابلته، وان يقوم بتسويغ الأخطاء و الاخفاقات في مسيرته ،وتوضيح خططه و إجراءاته المستقبلية، خاصة الحديث عن اهم قضيتين تشغل الشارع الكردي الآن ، الا وهما ( قانون ترخيص الاحزاب والقانون التجنيد الاجباري ) المفروضتان من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي PYD والتي تبدو انه تجاهلها عن سابق اصرار وتصميم ، لا الوقوع في ترهات ومغالطات قد لا يرتكبها من يحبو اول خطوات السياسة .

هذه اللكنة في خطاب السيد سعود ملا تطرح اسئلة واستفسارات كثيرة، خاصة من ناحية التوقيت، وعن ماهية الهدف المرجو، لكن المؤسف في الامر ان يكون هذا الخطاب لرجل يدعي انه قضى خمسة عقود من عمره كسياسي، واغلبها في سدة قيادة حزب، بان يكون خطابه بهذا الشكل البعيد كل البعد عن الخطاب السياسي المتعارف عليه، كما ان الاكثر آسفاً انه يدعي تمثيله لنهج ومدرسة عظيمة كالبارزانية تأبى الخطأ وطعن الكردايتي.

 

 

 

التعليقات مغلقة.