حاجو يتحدث عن ذكرياته مع البارزاني الأب ويصف تأجيل الاستفتاء بـ “النكبة”
خاص – Bûyer
يتحدث الدكتور حزني حاجو عن ذكرياته مع الزعيم الخالد الملا مصطفى البارزاني، فقد كان الطبيب الوحيد من روجآفا الذي يلتحق بالثورة طواعية بعد إنهاء دراسة الطب، ويروي لـ Buyer أنه التقى به ثلاث مرّات.
وعن لقائه الثاني يقول:” أنه في إحدى المرات – وكان ذلك في شتاء 1970 – زار كردستان أحد أصدقائي القدامى واسمه كمال جميل سيدو، وكانت لنا ذكريات حلوة في ألمانيا، كان صديقي قد جاء لتصوير فيلم عن الكرد ونضالهم في العراق، وكان هذا العمل محطّ إعجاب واهتمام المرحوم ادريس البارزاني”.
ويضيف حاجو: “نقلت رغبة صديقي كمال إلى الدكتور محمود عثمان، واستقلنا سيارة الدكتور مع كمال وحبيب كريم واتجهنا إلى مقر البارزاني الشتويّ في قرية “ديلمان” ، وهي قرية محاطة بالجبال ويستحيل قصفها من قبل الجيش العراقي. لم ننتظر طويلا، وفجأة دخل علينا الملا مصطفى ونحن جالسون في ديوانه، فنهضنا جميعنا واقفين إلى إن جلس”.
ويتابع حاجو:” كان إلى جانبه شخصان من رفاق جلال الطالباني، بينما نحن أمامه، ولكن ظِلّ “بوري” المدفأة كان يحول بيننا وبين رؤية وجه القائد جيداً، وكان في يده سكينا يبري به عوداً يحمله، وسأل الدكتور محمود: أهذان هما الجلاليّان؟ فضحك حبيب ومحمود وأشار إلى الاثنين الآخرين، وبدأ البارزاني الهجوم عليهما بحيث لم يستطيعا أن يجيبا بأية كلمة، وفي طريق العودة قال لنا محمود وحبيب أنكما نجوتما من تهمة”.
وعن لقائه الثالث يقول الدكتور حزني حاجو: كان والدي وشقيقي فيلزور ينتظران زيارة البارزاني، وحينما حانت الفرصة في خريف 1971 ، سرنا إلى منطقة “ديلمان” حيث توجهنا بداية إلى عمر آغا وهو المشرف على جماعة من البيشمركة التي تنحصر مهمتهم في حماية القائد البارزاني، وقبل أن نجلس طلب مني عمر آغا أن ألاعبه الشطرنج، واشتدت المعركة بيننا، فمرّة أنتصر, ومرة يتقدّم هو، وأتذكر جيدا كيف استطعت أن أهدّد ملكه والوزير بفيلي، وفي تلك اللحظة سمعت صوت أحدهم يقول لعمر آغا:
– لقد وجه لك الدكتور ضربة قويّة، ومع سماع الصوت نهض جميع البيشمركة، نظرتُ خلفي وإذ بالقائد البارزاني واقف خلفي”.
ويبيّن حاجو في حديثه كيف رحّب البارزاني بوالده بحرارة، حيث بقوا معا قرابة الساعتين، وكان ينهمك أحياناً بلفّ السجائر وإعطائها لوالده، وأن والده لم يدخّن سوى واحدة، أما البقية فقد جلبها معه إلى مدينة تربه سبييه”.
وعن موضوع تلك الجلسة يقول حاجو:” تحدّث سيدا في تلك الجلسة كثيرا عن علاقاته مع عمي حسن وعمي جميل كما انتقد ابراهيم أحمد ومام جلال، وسأل أيضاً عن وضع عائلتنا كونه كان على علم بما لحق بنا من ظلم على يد البعثيين. قال له والدي مرات عدّ، أننا لا نملّ من الجلوس معك، لكننا حريصون ألا نأخذ من وقتك الذهبي، ثمّ ودعه بحرارة كبيرة”.
ويختتم الدكتور حزني حاجو حديثه عن البارزاني الخالد بالقول:” سألنا البارزاني ذات مرّة أنا والدكتور محمود بعد أن كنا قد زرنا مخيم “ربت” قائلاً:
– سمعت أنك والدكتور محمود أيضاً تريدون مفارقتنا والسفر لأوربا”.
حديثه هذا كان بمثابة خنجر في صدري، لقد شلّني حديثه، على حد وصفه.
يقول حاجو بأن جوابي كان كالتالي:” أيها القائد لقد كان معنا 106 طبيب، إلا أن أغلبهم هاجر إلى أوربا وأميركا مثل الدكتور نجم الدين كريم وغيرهم، ولم يبق منهم سوى خمسة، منهم أنا والدكتور محمود، وقد قررنا أن نربط مصيرنا بمصيركم. حديث القائد ذاك أوحى لي بمدى ألم الخنجر الذي غرزه الشاه الغدار في ظهره”.
وعن استفتاء كردستان والظروف الدولية أكّد حاجو أنه يجب إجراء الاستفتاء في موعده المحدّد رغم الضغوطات من معظم الأطراف، مبيّنا أن تأجيله
يعدّ بمثابة ” نكبة 1975″، ومنوّهاً إلى أنه لا يهمّ ماهي الدوافع للاستفتاء؛ وهي بالتأكيد معروفة، ولكن طالما أن تركيا وايران هما ضد الاستفتاء، فهذا بحدّ ذاته أكبر دافع لأن يُجرى في وقته.
وحول الفدراليّة المزمع إعلانها من جهة الإدارة الذاتية في شمال سوريا قال حاجو: أنها بدأت تُطبّق سواء وافقت المعارضة والنظام أم لم يوافقوا، وهي نظام تمنح كل ذي حقٍ حقه. أنا مؤمن بها، وثقتي بها كبيرة، وما أصرّح به الآن ليس للدعاية الإعلامية إنما هو واقع نعيشه الآن.
إعداد غرفة أخبار Bûyer
التعليقات مغلقة.