حساب رسمي للكعبة المشرفة على موقع تويتر

39

التقاط السيلفي والبث المباشر على الشبكات الاجتماعية ظاهرة من أكبر الاتجاهات السائدة في عالم التواصل الاجتماعي، وقد انعكست الآن خلال موسم الحج، حيث لا يستطيع عدد كبير من زوار الأماكن المقدسة مقاومة تصوير أنفسهم رغم تحذير رجال الدين.

أطلق مساء الثلاثاء، حساب باسم الكعبة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.

وظهر الحساب @HolyKaaba موثقا بالعلامة الزرقاء، وحظي بمتابعة أكثر من خمسة آلاف متابع وغرد الحساب 4 تغريدات إحداها كانت ترحيبا بضيوف الرحمن.

وكانت التغريدة الثانية باللغة الإنكليزية، فيما كانت التغريدة الثالثة لحساب الكعبة “الحج درس في المساواة والتآخي”، وبالنسبة إلى الرابعة فقد كانت “الكعبة رمز للسلام والإسلام”.

ويؤدي أكثر من مليوني مسلم، في أكبر تجمع سنوي للمسلمين في العالم، ككل عام فريضة الحج.

ولتخليد زيارتهم إلى الأراضي المقدسة، قام العديد منهم بالتقاط صور على طريقة السيلفي أمام الكعبة، غير أن أغلبهم تخلى عن السيلفي هذا العام وانتقل لبث المناسك مباشرة عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكانت شركة فيسبوك قد أعلنت في مارس الماضي أن ميزة البث المباشر بزاوية 360 درجة أصبحت متاحة لكافة مستخدمي شبكتها الاجتماعية حول العالم.

كما أعلنت الشركة في وقت سابق أن ميزة البث المباشر للفيديو أصبحت متوفرة لجميع المستخدمين في أنحاء العالم بقسم “القصص” في تطبيق إنستغرام المملوك لها.

كما يتيح موقع تويتر البث المباشر عبر خدمة بيريسكوب المملوك لها.

وحضر البث المباشر (اللايف) معوضا السيلفي في كل مراحل الحج، ما أثار جدلا على الشبكات الاجتماعية واستوجب تدخل بعض رجال الدين للتحذير من الظاهرة.واعتبر مغرد “الكعبة ليست برج إيفل “.

واعتبر علي جمعة مفتي مصر السابق أن الظاهرة “تهريج لا يرضي الله”، كما قال خلال برنامجه على فضائية مصرية إنها تتناقض مع ما يتطلـبه الـحج من خشوع وخضـوع لله. وقال محمد المسعودى أستاذ الفقه والأصول عضو التوعية والإفتاء في المسجد الحرام، في تصريحات صحافية، إنها “من التصرفات التي لا تليق بالحرم الشريف ورأى فيها نوعًا من الرياء الذي يدخل في الشرك الأصغر”.

وفي المقابل أجاب أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال أحد المتابعين حول “هل يجوز التقاط الصور التذكارية والسيلفي أثناء قضاء فريضة الحج؟”.

ونشرت الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية بموقع فيسبوك، مقطع فيديو لممدوح قال فيه “إن هذا الفعل لا يبطل الحج، وإن هذا الأمر الأصل فيه الجواز، ولكن ينبغي مع ذلك أن نلاحظ أمرا هاما جدا وهو أن الحج رحلة روحية في الأساس، وأن الحج هو رحلة العمر”. وأضاف أمين الفتوى “مفيش مانع أنك تتصور (لا مانع في أن تتصور)، بجوار الكعبة، يوم عرفات، عند المسعى، لكن لو سمحت يا عزيزي المصور لا تجعل هذا يخرج بك عن روحانية الحج “.

في المقابل لا يمانع مغردون الموضة الجديدة.

وكتب معلق على تويتر “لم نحج، لكن على الأقل حسسونا بروحانية الحج في بث مباشر من المشاعر”.

وكتب أحد الحجاج على تويتر “حين أدى والدي مناسك العمرة في أواسط التسعينات، كاد يخسر الكاميرا التي في حوزته، بحجة أن استخدامها حرام، أما اليوم فجميع الحجاج يلتقطون السيلفي ويبثون مقاطع الفيديو. في أي عالم نحن؟”.

وقال محمد داود وهو طالب تركي “إني ألتقط صورة سيلفي لنفسي والكعبة خلفي لأنشرها في حسابي على فيسبوك؛ حتى تراني أسرتي وأصدقائي. تلك هي الطريقة التي نتراسل بها هذا الأيام ولا حاجة إلى المكالمات”.

ونقلت صحيفة أميركية عن أحد الخبراء في مجال الدراسات الإسلامية من الرياض، قوله إن “التقاط صور السيلفي ثم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وإنستغرام يدمر روح التواضع والتفاني المتوقعة خلال طقوس الحج”.

ورأى بعض الخبراء أن تساهل السلطات السعودية مع قرار حظر استخدام الهواتف المحمولة كان بهدف توفير وسيلة لمساعدة الحجاج حال وقوع أزمة، ولكن الأمر تحول إلى مدعاة للتفاخر والرياء، وربما يفسد طقوس الحج أيضا، حسب الصحيفة.

وقال عبدالرزاق البدر إن “الأمر تحول وكأن الغرض الوحيد من زيارة بيت الله هو التقاط الصور ومقاطع الفيديو وليس العبادة”، مضيفا أن هؤلاء الأشخاص يعودون إلى بلادهم ليقولوا “هذا أنا على جبل عرفات، وهذا أنا في مزدلفة!”.

التعليقات مغلقة.