‘الخطيفة’ زواج يحقق حلم الفتاة بفارسها في كردستان العراق
Buyerpress
يلجأ شباب في مناطق كردية بالعراق إلى طريقة خطف البنات لإجبار الأهل على قبول الزواج وخاصة أولئك الذين يرتبطون بعلاقات عاطفية صادقة، وبدأ نجم هذا النوع من الزواج الذي لا يشبه خطف العروس بالإكراه يأفل في صفوف الشباب المتعلمين.
ولا يعارض المجتمع هذه الطريقة في بعض المدن في كردستان العراق كمدينة سنجار التي تضم غالبية كردية إيزيدية وأقلية كردية سنية وشيعية، بالإضافة إلى عائلات مسيحية وبعض العشائر العربية.
وقال رجل الدين الإيزيدي خدر خلف خدر، إن “الزواج عن طريق الخطف عند الإيزيديين، شيء طبيعي لأن هناك بعض الشباب والفتيات مرتبطون بعلاقة حب وأهلهم لا يسمحون لهم بالزواج وهذه أفضل طريقة لجمع قلوب المحبين”.
وأضاف أن “الديانة الإيزيدية عندنا تسمح بالزواج عن طرق الخطف المتوارث منذ الأزل فهذا يدل على أن هذه الطريقة تحترم الناس واختياراتهم في الحياة”.
وهذا لا يعني أن الزواج بالإكراه عن طريق اختطاف العروسة دون موافقتها في كردستان مقبول اجتماعيا بل يعتبرونه جريمة في حق الفتاة المخطوفة لأنها لا ترغب في ذلك.
وقالت بيزار ايزدين (82عاما) ” لقد تزوجت عن طريق الخطف وأنا في عمر 14 عاما”، مضيفة “في ذلك الوقت لم تكن هناك سيارات وكنا نسافر باستخدام الخيل والحمير وزوجي خطفني أثناء وقت الغذاء من باب البيت وركبنا على حصان يعود لمختار القرية وتزوجنا وهذا شيء اعتيادي والجميع يحترمون العريسين حتى أهاليهما وكنت سعيدة في زواجي”، مشيرة إلى أن أولادها وأحفادها تزوجوا بنفس الطريقة وهم الآن سعداء في حياتهم الزوجية.
وقال الباحث في الشؤون الإيزيدية أوصمان داود رفو، إن “الخطف هو اتفاق بين رجل وامرأة غير متزوجة تحل له شرعا وقانونا وعرفا بالذهاب أو اللجوء إلى مكان معلوم بعيدا عن ذوي الطرفين ليتمكنا من إجراء عقد الزواج بينهما، وذلك لعدم موافقة ذويهما على الخطبة، ويتم الدخول ومراسم حفل الزواج بحضور شاهدين بالغين عاقلين وإعلان الزواج أمام السكنة التي عقد الزواج فيها”.
وأضاف “بعد ذلك يتصل أهل الشاب بأهل الفتاة ويتفقون على الزواج إما بدفع المهر وإما أن أهل الفتاة يطلبون شقيقة الشاب لأحد أبنائهم إن وجدت بشرط موافقتها ومن ثم يعود الزوجان. وعادة ما تكون العودة في موكب زفاف يضم سيارات ويقام الحفل برضاء وحضور أهالي الطرفين”.
ويتعامل قانون الأحوال الشخصية العراقي مع هذا النوع من الزواج بين الكرد الإيزيديين بحسب فقرة المواد الشخصية التي بين المسلمين وغيرهم من الطوائف غير الإسلامية في العراق.
إذ لا يعتبر الخاطف الكردي الإيزيدي مخالفا للقانون بشرط رضاء الفتاة المخطوفة وتسهيلها عملية خطفها بنفسها على أن تأخذ المحكمة رأي رجل دين إيزيدي في الأمر ويقرّ بشرعية الزواج”.
وقال أجان جمال (26عاما) من تل قصب جنوبي مدينة سنجار ويقيم حاليا في ألمانيا “كنت طالبا في المرحلة الثانوية وكنت مرتبطا بعلاقة حب مع قريبة لي، لكن أهلها كانوا يعارضون فكرة الزواج وغادرت البلاد إلي إحدى الدول الأوروبية برفقة أهلها ما اضطرني إلى ترك مقاعد الدراسة والذهاب إلى ألمانيا ومن هناك ذهبت إليها وخطفتها وأقمنا حفل زفاف والآن لدينا طفل ونحن سعيدان بزواجنا”.
ويرى الكاتب والباحث خدر شنكالي أن “هذا النوع من الزواج في كردستان موجود لدى الكرد السنجاريين الإيزيديين وحتى المسلمين”.
فيما يقول الكاتب والإعلامي كفاح محمود “صحيح أن الزواج بالخطف كان لا يقتصر على الكرد الإيزيديين فقط، ولكن الآن لم يبق هذا النوع من الزواج بين الكرد المسلمين منذ حوالي 25 عاما وحتى أنه تناقص بين الكرد الإيزيديين الساكنين في المدينة وخاصة في صفوف الشباب الجامعي أو المتعلم”.
وقالت رغد حسين (25 سنة) وهي تعمل في صالون لتجميل النساء إن “هناك العديد من الشبان تقدموا لخطبتي وكانوا من ذوي الخلق الحسن وأصحاب الوظائف، ولكنني رفضت الزواج عن طريق الخطوبة لأني أفضّل الزواج عن طريق الخطف”.
وأضافت “عندما أختار فارس أحلامي فإني أريده أن يأخذني هو بنفسه وليس عن طريق خطبة الأهل التقليدية التي يبدو فيها أن لأهلي الفضل على حبيبي ولذلك نريد أن نتزوج بالطريقة التي تعجبنا”.
وترى رغد أن “الخطف بالإتفاق بين الحبيبين شيء جميل وليس شيئا سيئا، بل هذا يعبّر عن الحب ولا يوجد تشابه ولا حتى تقارب بين الخطف الإجباري واختيار الطرفين للزواج عن طريق الخطف”.
وقالت “لديّ الكثير من الصديقات والأصدقاء اختاروا الزواج عن طريق الخطف وهم الآن يعيشون في سعادة وحياة زوجية هنيئة لأن الأشخاص الذين يختارون الزواج عن طريق الخطف يتعرفون بشكل جيد على بعضهم البعض ولبضع سنوات ويعرفون كل صغيرة وكبيرة عن بعضهم، بحيث يكون بينهم نوع من التفاهم والتقارب الفكري والثقافي وبعد ذلك يقررون الزواج ويقومون بخطف بعضهم وليس احدهم يخطف الأخر وهذه هي تسمية جميلة ومتوازنة”.
وأضافت “أنا علي علاقة الآن بشاب وهو صاحب محل لبيع الأدوات الكهربائية منذ أكثر من عام، ولكن حتى الآن نحن لم نقرر موعد الزواج رغم أن العلاقة بيننا قوية وحميمية. وقد قررنا الزواج عن طريق خطف بعضنا البعض وأهلي جميعهم علي علم بأني على علاقة حب بهذا الشاب ولكن يتركون لي حرية الاختيار رغم معارضة البعض منهم إلا أنهم لا يتدخلون أصلا”.
فيما قال مهدي سعيد (44 عاما) “كنت دائما أتمنى أن أتزوج فتاة أعشقها واخطفها ولكن أهلي أجبروني على أن أتزوج ابنة عمي اليتيمة وكان عمري آنذاك 17 عاما ولم أكن أفهم من الدنيا شيئا ولهذا انتهى زواجنا بالطلاق بعد ثماني سنوات”.
وأضاف “لذلك قررت الزواج مرة أخرى وبالفعل أحببت فتاة وبعد سنة قررنا الزواج عن طريق الخطف والآن نحن نعيش سعيدين كما أن طليقتي تزوجت ثانية عن طريق الخطف أيضا”.
ويبقى الزواج بالخطيفة خيار عاشقين لتتويج علاقة الحب بينهما دون إكراه.
المصدر: العرب اللندنية
التعليقات مغلقة.