يا علماء العالم..!

64

 

أميرة خيرالدين

هل يا ترى نسميها دول كبرى أم (كوبرا)؟ تلك التي تضمّ علماء, يعصرون أفكارهم, لينتج عنها معرفة السموم, نحو قتل الحياة من بهيم ونبات وبشر, دون باقي الأشياء, وهم يفتخرون بما أبدعوا من أدوات القتل, فسمّوا قنابلهم بأم القنابل, فهل الأم قاتلة بهذا الشكل، حتى شوّهت الأم وحنانها؟

ذاك يقول لديّ أبو القنابل, وآخر ينادي: أنا لديّ جدّة القنابل, ودولة اخرى سوف تنادي: أنا عندي التي خلقت القنابل كلها؟

كل الدول واقفة كوحوش تزمجر بوجه بعضها, أو كديوك نافشة ريشها بما عندها من مواد قاتلة ويفتخر بتبجّح إن ما لديه أكثر قتلاً وفتكاً, وأعم وأوسع.

يا ولاة الأمور.. ألا يفكر أحدهم أن تكون عصارة أفكاره سيل نور يسير في طريق المحبة والسلام, وأن تكون التكنولوجيا لديهم مرموقة وخيّرة, تحمل الحبّ والحياة البهيجة إلى العالم, ألا يفكّر أحدهم أن يرضى خالقه بما اخترعه، بأن تبحث هذه العقول عن ماء الحياة، تجمعه في قُرَبٍ وتدفعه على متن صاروخ ليرشّ به العالم, لتنتعش البشرية جمعاء.

ألا يفكر هؤلاء أن تُفجّر الصواريخ، وينتج عن تفجيرها رائحة المسك والعود والعنبر, ليغطّي عبق أريجها السماء إلى الارض.

هل لُفّت العقول بلباد سميك..! أم صُبّ داخل رؤوسهم مسيل الحديد والنحاس؟

أيعقل أن يكون صانع المبيدات الحياتية ليس من سكان الأرض؟ أيعقل أن يكون من كواكب بعيدة وجاء مع الأطباق الطائرة فاستـُغلّ لصناعة المواد الفتاكة الشاملة، لأن العقل البشري لا يكاد يعي حقيقة أن الانسان يستطيع أنيفتك بأخيه الانسان.

كفى..!؟ لقد تعب البشر… سيطر الملل والاكتئاب على نفوسنا مما يحبط بنا من بؤس وعذابات. لقد أضحت الامهات ثكالى والزوجات أرامل والاولاد يتامى والاخوات مغتصبات والأخوة قتلى والبيت مدمراً والناس هاربة الى المجهول في تيه وضياع، والمنازل خالية من أصحابها، والطائرات مدويّة، والمياه بالسمّ جارية، وعما قريب ستصبح دور العبادة من المؤمنين خاوية.

ما عاد هناك شيء للخراب.. إنها الهاوية..! فلا نعلم متى تصبح أو تمسي الكوارث على البشرية قاضية.. إنها نار حامية.

حرّكوا الرحمة يا أهل المروءة.. لقد ماتت الانسانية.

نشرت هذه المادة في العدد 62 من صحيفة “Buyerpress”

بتاريخ 1/6/2017

 

 

التعليقات مغلقة.