الايزيديون في العراق يحتفلون برأس السنة.. وهذا ما تعنيه كلمة “نيسان” عندهم

31

 

وكالات- Buyerpress

قام الايزيديون الثلاثاء، 18 أبريل/نيسان 2017، بالاحتفال بعيد رأس السنة الايزيدية في شمالي العراق، هو الأكبر منذ ثلاث سنوات لدى تلك الطائفة التي تعرضت منذ العام 2014 للقتل والتهجير على يد تنظيم الدولة الإسلامية.

وبلباس أبيض وشعلات نار، احتفل الايزيديون في معبد لالش بمنطقة شيخان في شمالي العراق بعيد “سه رسال”، أي رأس السنة الايزيدية، التي تبدأ في الأول من شهر نيسان الايزيدي، الذي يصادف الأربعاء، 19 أبريل/نيسان هذا العام.

وكلمة نيسان لدى الايزيديين تنقسم إلى كلمتين “ني” أي الجديد، و”سان” أي الولادة.

ويقول الأستاذ في الدراسات الايزيدية شير إبراهيم كشتو: “كلّنا نعيش في ألم وفي حزن وفي مأساة حقيقية في المخيمات”، في إشارة إلى 16 مخيماً في المنطقة تستقبل نحو 400 ألف أيزيدي من سنجار في شمال غربي العراق.

“تقريباً ليس لدينا عيد”

ومن المشاركين في الاحتفال زوان مساعيد، التي تعتبر أن “الشعور ليس جميلاً. ليس كما كان قبل أن نهرب بسبب داعش، تقريباً ليس لدينا عيد لكننا مجبرون على ألا ننسى عاداتنا وتقاليدنا”.

وتضيف بزيّها التقليدي: “أمنيتي أن يعود الذين ما زالوا في أيدي داعش فقط، لا نريد شيئاً آخر”.

وفي أسفل الطريق الجبلي المؤدي إلى معبد لالش، يخلع الايزيديون أحذيتهم ويواصلون السير حفاة الأقدام كنذر للتقرب إلى الإله.

ويشير أكرم باشو، وهو من نازحي سنجار أيضاً، إلى: “كل عام نزور لالش، لكن تقريباً الاحتفالات لم تكن مماثلة لما قبل داعش، وقبل أن يحتلوا سنجار ويأخذوا إخوتنا وأخواتنا”.

ومثله تحسين باشو، الذي يعرب عن فرحه بالاحتفال، لكن “ما زلنا حزينين من أجل سنجار، لأقربائنا الذين اختفوا والذين اختُطفوا”.

والايزيديون أقلية ليست مسلمة ولا عربية، تعدّ أكثر من نصف مليون شخص، ويتركز وجودها خصوصاً قرب الحدود السورية في شمالي العراق.

ويقول الايزيديون إن ديانتهم تعود إلى آلاف السنين، وإنها انبثقت من الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين، في حين يرى آخرون أن ديانتهم خليط من ديانات قديمة عدة مثل الزرادشتية والمانوية.

ويناصب تنظيم الدولة الإسلامية العداء الشديد لهذه المجموعة الناطقة بالكردية، ويعتبر أفرادها “كفاراً”. وفي العام 2014، قَتَل التنظيم أعداداً كبيرة من الايزيديين في سنجار بمحافظة نينوى، وأرغم عشرات الآلاف منهم على الهرب، فيما احتجز آلاف الفتيات والنساء سبايا.

سلق البيض وتلوينه

وبين التلال، يتجمَّع الايزيديون للتضرع إلى الإله، حاملين حجارة عليها عيدان نار، ويضيئون 365 قنديلاً، طلباً للخير والأمان على مدار أيام السنة. ومن بين التقاليد التي يقومون بها في هذا اليوم، سلق البيض وتلوينه، إذ يعتقد الايزيديون أن البيضة ترمز إلى ما يسمونه “الدرة البيضاء”، التي منها تكوَّن العالم بأسره بحسب اعتقادهم.

ويرمز سلق البيض أيضاً في المعتقد الايزيدي إلى تشكل الأرض والولادة وانبعاث الحياة. وللدلالة على حلول عام جديد يعلق الايزيديون قشورَ البيض الملون مع زهور شقائق النعمان بواسطة العجين على أبواب البيوت.

 

 

التعليقات مغلقة.