بالفيديو: في تسجيل نادر.. المفكر الكردي نورالدين ظاظا يتحدث عن مشروع الحزام العربي ضد الكرد
يوضح الدكتور نورالدين ظاظا سكرتير أول حزب سياسي كردي في سوريا وفي تسجيل نادر يعود إلى العام 1974 في مؤتمرٍ عقد في سويسرا سياسة حزب البعث الحاكم التي تهدف إلى تهجير المواطنين الكرد من مناطق سكناهم، وإسكان العرب المغمورين من المناطق التي غمرتها مياه سدّ الفرات بدلا عنهم.
ويشرح الدكتور ظاظا في هذا التسجيل الخطط التي مارستها حكومة البعث آنذاك، مشيراً إلى أن هناك في سوريا 700 ألف كردي في العام 1974، وأن هناك خطّة لتهجيرهم من مناطقهم، ونقلهم من المناطق الحدوديّة، لأنهم على اتصال جغرافي مع كرد تركيّا، وأن تلك الخطّة بدأت تُنفّذ من الآن حسبما ورد في التسجيل.
ويتابع ظاظا:” يريدون نقل الكرد إلى الداخل بعمق 300 كم بعيداً عن الحدود وإعطائهم أراض في الجنوب، وإذا رفض الكرد ذلك يهددونهم بالقتل والوعيد، ولا يستطيع الكرد الدفاع عن مناطقهم لأن طبيعة أراضيهم سهليّة، نعم لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم. دبابة واحدة فقط تستطيع أن تدمّر قراهم، أين سيذهبون إذاً؟”.
ويستطرد الدكتور نورالدين ظاظا:” لا يستطيع الكرد الذهاب إلى تركيا لأن الأتراك لا يقبلون بهم، وتركيا لديها اليوم خطّة لنقل الكرد من المناطق الحدوديّة إلى الداخل، وجعل تلك المناطق الحدودية التركيّة – السورية خالية من السكان، ولا يكون فيها سوى مزارع تعاونية للدولة، تُدار من قبل السلطة سواء في تركيا أو في سوريا، لذا يحاول الكرد أن يصمدوا الآن، وهم صامدون قدر الإمكان حتى الآن. ماذا تفعل حكومة دمشق؟ تقوم بجلب العرب إلى المناطق الكردية وتبني لهم المدارس والمستشفيات، وتسلّحهم ضدّ الكرد، وتدفعهم إلى سلب أراضي الكرد والإحلال بدلا عنهم”.
ويخاطب ظاظا الحضور بالقول:” إذا كنتم تتابعون الأخبار، فأن السوريون يعملون على إنشاء سدّ الفرات بمساعدة الاتحاد السوفيتي، وإذا بُني السدّ سيكون بحجم بحيرة كبيرة كبحيرة “نوشاتيل” في سويسرا، عشرات القرى العربية سوف تُغمر بمياه السدّ. ونحو الشرق هناك مناطق معظمها كرديّة، وعلى طول نهر الفرات هناك قرى عربية”.
ويضيف:” حكومة دمشق لا تريد أن توزّع لأصحاب الأراضي المغمورة من العرب أراض سوف تُسقى بمياه السدّ، لكن يُجبرون الفلاحين العرب للذهاب إلى المناطق الكرديّة في الشمال الشرقي حيث الكرد سيطردون من منازلهم هناك”.
ويبيّن ظاظا في خطابه مدى خوف القرويين العرب وكذلك إجبار حكومة البعث لهم :” القرويون العرب يرفضون الذهاب، ولكن يجبرونهم ويقولون لهم ( إن لم تذهبوا لن يدخل أطفالكم المدارس، لن تجدوا العمل، لن تجدوا الخبز، هذا هو الحل، نبني لكم المدارس، نعطيكم الأموال ونسلّحكم، اذهبوا واسكنوا المناطق الكرديّة)”.
كما يشرح ظاظا أسباب هذا التخوّف من قبل القرويين العرب:” القرويون العرب متردّدون الآن للذهاب للمناطق الكرديّة، لأنهم خائفون إذا تغيّر الوضع في يوم ما، وإذا انتفض كرد تركيا من جديد، واستطاعوا امتلاك السلاح ككرد العراق،، لأنه يوماً ما سيحصل ذلك، لا يمكن أن لا يحصل ذلك، ماذا سيفعل العرب حينها؟ لذا فهم خائفون.! لكن بالرغم من ذلك، الحكومة تجبرهم على الذهاب إلى المناطق الكردية، ووفقاً لآخر الأخبار التي وردتني ، هناك بعض العرب الغمر وافقوا على الذهاب والاستيطان في المناطق الكرديّة.”.
ويظهر ظاظا في خطابه ازدواجية تعامل حكومة البعث في التعامل مع الكرد:” إذاً كيف سيكون وضع الكرد في مناطقهم؟.. جُرّدوا من الجنسيّة السوريّة وأولادهم لا يستطيعون الذهاب إلى المدارس، أو المعاينة في المشافي، لا يستطيعون العمل أو الحصول على مناصب حكوميّة، وليس لديهم حتى هويّة. ولكن عندما تكون هناك حرب يقومون بزجّ الكرد الفقراء في الحرب، ويرسلونهم لمحاربة اسرائيل.. هل ترون هذا الوضع اللاإنساني، اللاواقعي، اللامنطقي، المأساويّ.. أليس كذلك..!؟”.
ويختتم الدكتور نورالدين ظاظا خطابه والذي كان بالفرنسيّة في المؤتمر متسائلاً:” هذا ما أريد أن تروه عن قرب وتفهموه، لأنه اليوم في هذا العصر، مع وجود منظمة الأمم المتّحدة، وميثاق حقوق الانسان والمبادئ الانسانيّة، هل من الممكن القبول بوضع مشابه، أن يستمرّ دون أن يثور أو يستجيب له الضمير الانسانيّ؟”.
التعليقات مغلقة.